فيما تحذّر "أوكسفام" من الأمراض المنقولة عبر المياه في القطاع.. أطباء بلا حدود:

استخدام الاحتلال الصهيوني للتجويع في غزّة بلغ مستويات قياسية

استخدام الاحتلال الصهيوني للتجويع في غزّة بلغ مستويات قياسية
استخدام الاحتلال الصهيوني للتجويع في غزّة بلغ مستويات قياسية
  • 150
ق. د ق. د

قالت منظمة أطباء بلا حدود، إن استخدام الاحتلال الصهيوني للتجويع في غزّة بلغ مستويات "قياسية"، حيث ربع الأطفال والنّساء الحوامل في غزّة، الذين يقصدون عياداتها يعانون من التجويع وسوء التغذية، حسب ما نقلته أمس، وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

 وأوضحت المنظمة، في بيان لها أن استخدام الاحتلال الصهيوني لسياسية التجويع في غزّة كسلاح حرب بلغ مستويات غير مسبوقة، مشيرة إلى أن ربع أطفال غزّة بين سن 6 أشهر و5 سنوات والنّساء الحوامل والمرضعات الذين قصدوا عياداتها للمعاينة الأسبوع الماضي، كانوا يعانون من سوء التغذية.وأضافت أن استخدام التجويع كسلاح حرب من جانب الاحتلال الصهيوني في غزّة بلغ مستويات "قياسية" و«غير مسبوقة"، حيث المرضى والعاملون في القطاع الصحي يعانون من الجوع، لافتة إلى أن هذه "هي المرة الأولى التي نشهد فيها حالات سوء التغذية على هذا النّطاق الخطير في غزّة، فتجويع النّاس في غزّة متعمّد ويمكن له أن ينتهي غدا إذا سمح بإدخال الطعام على نطاق واسع".

وينفذ الكيان الصهيوني منذ 27 ماي الماضي، خطة توزيع مساعدات عبر ما يسمى بـ«مؤسسة غزّة للإغاثة الإنسانية" في قطاع غزّة، في عملية وصفت بأنها "مصيدة للموت" بعدما شهدت إطلاق جيش الاحتلال عمدا النّار بشكل يومي على منتظري المساعدات. 

وأعلنت السلطات الفلسطينية في غزّة، في وقت سابق، عن ارتفاع عدد الوفيات الناتجة عن المجاعة وسوء التغذية في قطاع غزّة إلى 122 شهيد من بينهم 83 طفلا، في جريمة تجويع ممنهجة يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق أكثر من 2.4 مليون إنسان محاصر ومجوع منذ 145 يوم.

بدورها حذّرت منظمة "أوكسفام" الدولية، من أن نسبة الأمراض المنقولة عبر المياه في قطاع غزّة المحاصر تشهد ارتفاعا خطيرا قد يتحوّل إلى "كارثة قاتلة".

وذكرت المنظمة البريطانية غير الحكومية، في بيان لها أمس، أن منع الكيان الصهيوني المتعمّد وصول المساعدات الإنسانية إلى غزّة أدى بشكل ملحوظ إلى زيادة الأوبئة بين 101 و302 بالمئة في الأشهر الثلاثة الماضية.

وأوضحت أن إحصاءات الأوبئة المنقولة عبر المياه مثل اليرقان الحاد والإسهال المائي والدموي زادت بمعدل 101 بالمئة و150 بالمئة و302 بالمئة على التوالي، مشددة على أن هذه الأمراض يمكن أن تصبح قاتلة بسرعة بسبب الجوع وصعوبة الحصول على المياه النظيفة وانعدام المأوى والرعاية الصحية.

وذكرت أن هذه الأرقام على خطورتها لا تعكس الحجم الحقيقي للأزمة، إذ أن معظم فلسطينيي القطاع البالغ عددهم نحو مليوني نسمة والمحاصرين لا يملكون إمكانية الوصول إلى القليل من المرافق الصحية التي ما تزال تعمل.

وأشارت منظمة "أوكسفام" إلى أن الكيان الصهيوني فرض حصارا شاملا على غزّة منذ مارس لماضي، وأن منظمات الإغاثة الدولية في غزّة لم يتبق لديها أي مساعدات إنسانية في مخازنها، ويسيطر الكيان الصهيوني على توزيع المساعدات في غزّة، التي تبقى غير كافية لأكثر من 2  مليون نسمة يعانون المجاعة وسط استمرار عمليات قتل طالبي المساعدات مما يزيد من حدّة الأزمة الإنسانية ويستدعي تدخلا دوليا عاجلا. 

من جانبه أدان رئيس الوزراء الكندي، مارك كارني، تعمّد الاحتلال الصهيوني عرقلة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزّة.   

واعتبر كارني، في منشور على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" أمس الجمعة، الحرمان المتعمّد من إيصال المساعدات إلى المدنيين الذين يعانون الجوع في غزّة، يشكل "انتهاكا صارخا" للقانون الدولي، داعيا إلى وقف فوري لإطلاق النّار في القطاع. 

وجدد رئيس الوزراء الكندي، دعم بلاده لـ "حل الدولتين" باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام والأمن المستدامين، مؤكدا التزام بلاده بالعمل المكثّف على هذا المسار.


في كلمته للجمعية العالمية لمنظمة العفو الدولية في براغ.. غوتيريش:

الموت والدمار في غزّة أزمة أخلاقية تتحدّى الضمير العالمي

أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمس، أن ما يحدث في غزّة اليوم، في ظل العدوان الصهيوني المتواصل ليس مجرد أزمة إنسانية بل هو "أزمة أخلاقية تتحدّى الضمير العالمي".

وفي كلمته إلى الجمعية العالمية لمنظمة العفو الدولية، التي تعقد أشغالها في العاصمة التشيكية براغ، عبر تقنية الفيديو، أشار غوتيريش، إلى الوضع المأساوي الذي يعيشه المدنيون الفلسطينيون في قطاع غزّة، معربا عن استغرابه لمستوى "اللامبالاة والتقاعس من قبل الكثيرين في المجتمع الدولي وانعدام الرحمة والإنسانية". 

وأضاف المتحدث، أن موظفي الأمم المتحدة أيضا "يتضورون جوعا أمام الأعين"، فيما أفاد الكثيرون منهم بأن الظروف التي لا يمكن تصورها قد جعلتهم "مخدرين ومنهكين لدرجة أنهم يقولون أنهم لا يشعرون بأنهم أموات ولا أحياء".

وأشار في السياق، إلى أن المنظمة سجلت منذ 27 ماي الماضي، استشهاد أكثر من ألف فلسطيني أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، مشددا على ضرورة العمل  للوصول إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النّار ووصول إنساني فوري ودون عوائق و«خطوات عاجلة وملموسة لا رجعة فيها نحو حل الدولتين".

وأوضح الأمين العام، أن الأمم المتحدة "تقف على أهبة الاستعداد للاستفادة إلى أقصى حد من وقف إطلاق النار المحتمل لتوسيع نطاق العمليات الإنسانية بشكل كبير في مختلف أنحاء قطاع غزّة، كما فعلت بنجاح خلال فترة الهدنة السابقة".

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، يرتكب الاحتلال الصهيوني إبادة جماعية في غزّة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلا النّداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلّفت الإبادة أكثر من 200 ألف شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النّازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال فضلا عن دمار واسع.

ق. د