اشتباكات دامية بالعاصمة الليبية
ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 55 قتيلا و146 جريح

- 606

ارتفعت حصيلة ضحايا الاشتباكات العنيفة التي اندلعت ليلة الاثنين إلى الثلاثاء في ضواحي العاصمة الليبية بين قوتين أمنيتين غريمتين واستمرت حتى مساء أول أمس، تباعا من 27 إلى 55 قتيلا و146 جريح في مشهد دام يعيد طرح الكثير من التساؤلات حول مدى استعداد الفرقاء الليبيين لاعتماد لغة الحوار من أجل تجاوز خلافاتهم وإخراج بلادهم من عنق الزجاجة العالقة فيه.
أعلن المتحدث باسم المركز الطبي للطوارئ، مالك مرسيت، عن سقوط 55 قتيلا و146 جريح جراء الاشتباكات العنيفة التي اندلعت بعدة مناطق بالضواحي الجنوبية لطرابلس بين عناصر "اللواء 444" التابع لحكومة الوحدة الوطني وجهاز "الردع" المختص في مكافحة الإرهاب والجريمة والموالي للمجلس الرئاسي واستخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والأتوماتيكية.
وكان المركز تحدث أولا عن مقتل 27 شخصا وإصابة 106 آخرين، قبل أن يخرج المتحدث باسمه في تصريحات عبر التلفزيون ليؤكد ارتفاع عدد الضحايا إلى عتبة 55 قتيلا في حصيلة ثقيلة أقل ما يقال عنها إنها صادمة.
ولم تتوقف هذه الاشتباكات التي اندلعت على إثر اعتقال جهاز الردع لقائد "اللواء 444"، العقيد حمزة محمود، إلا بعد وساطة قادها "المجلس الاجتماعي" الذي يضم نبلاء وشخصيات وازنة من منطقة "سوق الجمعة" معقل قوات الردع الواقعة إلى جنوب شرق طرابلس.
وأعلن المجلس عن التوصل إلى اتفاق مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، من أجل تحويل العقيد حمزة إلى جهة محايدة، مشيرا في بيان بث عبر التلفزيون عن وقف لإطلاق النار سمح بعودة الهدوء ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء. كما تم استئناف حركة الملاحة الجوية في مطار معيتيقة المدني بالعاصمة طرابلس بعد تعليقها طيلة يوم الثلاثاء.
وبحسب وسائل إعلام محلية فإن قائد "اللواء 444" يتواجد حاليا في مقر "هيئة دعم الاستقرار" وهي قوة مسلحة أخرى لها وزنها في طرابلس.
ورغم عودة الهدوء الحذر إلى طرابلس، فإن هناك من المتتبعين للشأن الليبي يرون بأنه بغض النظر على تبعات هذه الأحداث الدامية، إلا أنها أثبتت إهدار السنوات الثلاث الأخيرة من قبل الدبلوماسيين وصناع القرار في احتواء الأزمة الليبية سلميا. ويرى هؤلاء أن طرابلس لا تزال مسرحا تتحكم فيه أكثر الفصائل المسلحة حتى وإن كان الدبيبة لا يزال على رأس السلطة إلا أن هذه المواجهات المسلحة أظهرت أنه لا يسيطر على الوضع.
والمؤكد أن مثل هذه المواجهات الدامية التي تتكرر بين الفترة والأخرى تفتح الباب أمام أكثر من علامة استفهام حول مدى توافق الفرقاء الليبيين وقدرتهم على تجاوز خلافاتهم التي تحول دون التوصل إلى تسوية نهائية للأزمة المستمرة في ليبيا منذ أكثر من عشرية كاملة.