فيما غادر آخر أمريكي كابول قبل 24 ساعة من الموعد المحدد

احتفال طالبان بنصر "تاريخي" على الولايات المتحدة

احتفال طالبان بنصر "تاريخي" على الولايات المتحدة
  • القراءات: 686
ص. م ص. م

بإطلاق الرصاص في الهواء والتجوال في مطار كابول الذي شهد ليلة الاثنين إلى الثلاثاء رحيل آخر الأمريكيين من أفغانستان، احتفل مسلحو طالبان بنصرهم الذي وصفوه بـ"النجاح التاريخي" بعد استرجاع حكمهم الضائع منذ 20 عاما. وقال المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد في تصريحات أدلى بها، أمس، انطلاقا من مطار كابول الذي استلمت الحركة المسلحة قيادته بعد انسحاب القوات الأمريكية، "هنيئا لأفغانستان.. هذا النصر لنا جميعا"، قبل أن يضيف أن ما حدث "درس كبير لباقي الغزاة ولأجيالنا القادمة وهو أيضا درس للعالم"، معتبرا ذلك "يوما تاريخيا ونحن فخورون".

وأعلن البنتاغون، أمس، أن آخر الأمريكيين غادرا العاصمة الأفغانية كابول ليلة الاثنين إلى الثلاثاء وهما سفير الولايات المتحدة في أفغانستان روس ويلسون والقائد الميداني للقوات الأمريكية في هذا البلد الجنرال كريس دوناهو، مشيرا إلى أنهما كان آخر من صعد على متن الطائرة العسكرية التي أقلعت من  كابول وأسدلت الستار على حرب دامت 20 عاما. وسيطرت طالبان تماما، أمس، على مطار كابول، حيث أممت قواتها الخاصة كل العتاد العسكري الذي تركه الأمريكيون، الذين رحلوا قبل 24 ساعة من الموعد النهائي المحدد لانسحابهم. وتجوّل بعض عناصرها بالزي العسكري الأمريكي في مشهد كشف بوضوح من المنتصر ومن المنهزم.

نفس مشاهد الفرحة، عمت قندهار، ثاني كبرى المدن الأفغانية في جنوب البلاد والمعقل التقليدي للحركة الدينية المتشددة التي خرج مسلحوها للاحتفال بالدرجات النارية والسيارات في شوارع المدينة مرددين "لقد هزمنا القوة العظمى.. أفغانستان مقبرة القوى العظمى". والمؤكد أن الولايات المتحدة رحلت من أفغانستان بمرارة وهي التي دفنت قبل 48 ساعة 13 من جنودها الذين قتلوا في الهجوم الدامي الذي استهدف الخميس الماضي محيط مطار كابول في أوج عمليات الإجلاء المعقدة التي كانت تجريها لترحيل رعاياها وانقاذ ما يمكن إنقاذه من المواطنين الأفغان الذين تعاونوا معها ومع قوات التحالف الدولي والفارين من حكم طالبان.

وحتى وإن لم تكن طالبان هي المسؤولة عن الهجوم، الذي سارعت لإدانته بعد أن تبناه تنظيم ما يعرف بـ"الدولة الإسلامية في خراسان"، إلا أن التواجد العسكري الأمريكي في أفغانستان لم يكن ختامه مسك، بل جاء مثقلا بدماء هؤلاء الجنود الذين زجت بهم ادارة بلادهم للقتال في بلد غير بلادهم وأرض غير أرضهم من أجل تحقيق أهداف اتضح في الأخير أنها مجرد وهم.

ولم تتحقق الديمقراطية المنشودة التي تغنت بها الولايات المتحدة التي يبدو أنها أعادت بطريقة أو بأخرى للحركة سلطتها التي اقتلعتها منها قبل 20 عاما بالقوة، بل وتدفع طالبان حاليا بالمجموعة الدولية للتعاون والتعامل معها كحكام جدد في أفغانستان. وهو ما دفع بمجلس الأمن الدولي إلى التركيز في قراره الذي تبناه، أول أمس، بشأن أفغانستان بعد عودة طالبان إلى السلطة على مكافحة الإرهاب وتقديم المساعدات الإنسانية.

ويطالب القرار رقم 2593 بعدم استخدام الأراضي الأفغانية لتهديد أو مهاجمة أي بلد أو لإيواء أو تدريب الإرهابيين أو للتخطيط لأعمال إرهابية أو تمويلها. كما يؤكد القرار مجددا أهمية مكافحة الإرهاب في أفغانستان والتزامات طالبان ذات الصلة.

ويدعو القرار الذي تم تبنيه بأغلبية 13 صوتا وامتناع اثنين إلى تعزيز الجهود لتقديم المساعدة الإنسانية لأفغانستان والسماح بوصول كامل وآمن ومن دون عوائق أمام الأمم المتحدة لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين. ويحث أيضا جميع المانحين والمنظمات الإنسانية الدولية على تقديم المساعدات الإنسانية، ويؤكد احترام جميع الأطراف لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي في جميع الظروف.