بعد فشل الضربات الجوية ضد "الدولة الإسلامية"

اجتماع طارئ لوزراء دفاع دول التحالف

 اجتماع طارئ لوزراء دفاع دول التحالف
  • القراءات: 721
م. مرشدي م. مرشدي
يلتقي وزراء الدفاع من 21 دولة منضوية تحت لواء التحالف الدولي المناهض لتنظيم "الدولة الإسلامية" الثلاثاء القادم، بالعاصمة الأمريكية واشنطن، في أول اجتماع لتقييم نتائج العمليات العسكرية شهرين منذ انطلاق عمليات القصف الجوي الامريكي ضد مواقع هذا التنظيم في العراق وسوريا.
وذكرت مصادر عسكرية أمريكية أمس، أن القائد الأعلى للقوات الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي، وقائد الوحدات الأمريكية في الشرق الأوسط واسيا الوسطى الجنرال للويد أوستين، وجها دعوات رسمية الى قيادات جيوش الدول المعنية لبحث جهود التحالف في حملته ضد الدولة الإسلامية.
واستدعت قيادة الجيوش الأمريكية نظراءها في دول التحالف لهذا الاجتماع الطارئ، بما يؤكد على افتقاد الولايات المتحدة التي تقود هذه القوة الدولية لنظرة استراتيجية واضحة المعالم لمواجهة زحف مقاتلي التنظيم الدولة الإسلامية على عدة جبهات في العراق كما في سوريا.
والمؤكد أن قادة البنتاغون سيقفون على محدودية خطة الضربات الجوية التي أكدت فشلها في وقف زحف مقاتلي الدولة الإسلامية، والبحث ربما عن خطة بديلة أكثر نجاعة على أرض المواجهة.
ويكون الرئيس الامريكي باراك اوباما، استشعر مخاطر مثل هذا الموقف مما جعله يلتقى قيادات الجيوش الأمريكية ومختلف القادة الميدانيين خلال زيارته الأخيرة الى مقر البنتاغون، بعد أن وقف على ضآلة النتائج المسجلة بسبب اقتصار العمليات على القصف الجوي.
ولا يستبعد أن يؤكد الجانب الامريكي خلال اجتماع قادة جيوش دول التحالف الدولي بقاعدة اندرو الجوية بالعاصمة الفيدرالية الأمريكية على ضرورة التفكير من الآن في آلية لنشر قوات برية في العراق وسوريا لوقف الزحف المتواصل لعناصر الدولة الإسلامية.
ولكن المعضلة بالنسبة للبنتاغون الامريكي تكمن في موقف الإدارة الأمريكية الرافض لإرسال قوات برية الى هاتين الدولتين، في موقف سارت عليه مختلف الدول الأوروبية التي رفضت بدورها المغامرة بقوات برية عنها في مستنقع عسكري بدأ تتأكد صعوبة الخروج منه مع مطلع كل يوم تتواصل فيه المواجهات.
وحتى الدول العربية التي قبلت الانضمام الى المغامرة الحربية في العراق وسوريا لا تريد هي الأخرى إرسال قوات برية، واكتفت بالقيام بعمليات قصف جوي من منطلق انه لا توجد أية دولة في هذا التحالف تريد فعل ذلك لأن ذلك يعني سقوط قتلى في صفوفها وبما قد ينعكس عليها سلبا على حكوماتها ويجعلها في حرج أمام الرأي العام فيها.    
ولا يستبعد أن تكون الولايات المتحدة ورغبة منها للخروج من هذا المأزق عمدت الى تسريب معلومات استخباراتية حول مخاطر تعرض مصالح الدول الأوروبية لعمليات انتحارية ينفذها منتسبو الدولة الإسلامية انتقاما من العمليات العسكرية ضدها. وتجد مثل هذه الفرضية مصداقيتها خاصة وأنها المرة الأولى التي تصدر فيه الخارجية الأمريكية، تحذيرا من هذا النوع منذ شهر أفريل الماضي.
ومادامت العمليات الجوية أكدت فشلها في تحييد عناصر الدولة الإسلامية فإن الاكتفاء بخيار القصف الصاروخي سيعاد فيه النظر ولا يستبعد التفكير لاحقا في بدائل اخرى من اجل الخروج من هذا المستنقع الجديد، حتى وان أكدت الإدارة الأمريكية ومختلف الدول الأوروبية أن الحرب ضد "داعش" ستستمر لعدة سنوات.
ولكن مخاطر وقوع عمليات إبادة ومجازر في الحرب البرية قد يحتم على هذه الدول مراجعة مواقفها، وأحداث مدينة عين العرب ـ كوباني في شمال سوريا إلا مجرد بداية في هذه الحرب.