في أول تحرك خارج إطار الأمم المتحدة

اجتماع أمريكي -ــ روسي ــ- سعودي لإنهاء الأزمة السورية

اجتماع أمريكي -ــ روسي ــ- سعودي لإنهاء الأزمة السورية
  • القراءات: 1036

اقتنعت الولايات المتحدة الأمريكية أخيرا بضرورة الدخول في مفاوضات مباشرة مع روسيا وكل الفاعلين في منطقة الشرق الأوسط من أجل تفادي دمار شامل في سوريا التي تتخبط في حرب أهلية منذ أكثر من أربع سنوات، تجاوزت حصيلة ضحاياها 250 ألف قتيل. قناعة أكدها وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري الذي كشف أمس بالعاصمة الإسبانية مدريد عن عقد لقاء دولي حول سوريا بمشاركة روسيا والسعودية والأردن وتركيا، ضمن مسعى لتفادي دمار شامل في هذا البلد.

لكن مصدرا بوزارة الخارجية الروسية تحدث عن اجتماع وليس قمة يجمع قريبا وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية بالعاصمة النمساوية، فيينا لبحث تسوية الملف السوري. وقال كيري إنه سيعود خلال الأيام القادمة إلى المنطقة "للقاء مسؤولين روس وأتراك وسعوديين وأردنيين من أجل بحث الخيارات التي تسمح بتفعيل مسار باتجاه الدخول في مرحلة انتقالية في سوريا".  وأكد أن بلاده تتحمل مسؤوليتها في السعي لتفادي دمار شامل وتام في سوريا بكل ما يحمله ذلك من تداعيات سلبية خاصة على اللاجئين الفارين من الصراع المسلح في هذا البلد وقال "نحن مطالبين بالبحث عن سبيل لتفادي تفاقم الكارثة أكثر مما هي عليه".  

ولكن رئيس الدبلوماسية الأمريكي عاد ليعرب عن مخاوفه من أن يكون التدخل العسكري الروسي هدفه تثبيت نظام الأسد الذي تمكنت قواته في الفترة الأخيرة من دحر المسلحين بعدة مناطق، مستفيدة من الغطاء الجوي الذي يوفره الطيران الحربي الروسي. وهو ما جعله يعتبر أنه إذا كانت روسيا متواجدة في سوريا من أجل إيجاد سبيل لحل سياسي من جهة ومن جهة أخرى محاربة تنظيم "داعش"، فذلك معناه أن هناك إمكانية بتغيير موقفها بما يسمح بفتح باب النقاش بخصوص هذه الإمكانية.

وكانت روسيا أكدت في العديد من المرات أن تدخلها العسكري في سوريا حتى وإن جاء بطلب من الرئيس السوري بشار الأسد فقد فرضته بالدرجة الأولى حماية مصالحها وليس بسبب تمسكها بشخص الأسد. وهو ما أعطى الانطباع بإمكانية تغيير موقفها بما يتماشى مع وجهة نظر الولايات المتحدة ودول غربية وأخرى عربية ترى في بقاء الأسد في سدة الحكم في دمشق عاملا سيزيد في تعقيد الأزمة ولا يساعد في إيجاد مخرج سلمي لها.