وسط مؤشرات إيجابية لعودة الدفء إلى علاقات البلدين

اتفاق أمريكي ـ روسي لعودة سفيري البلدين إلى منصبيهما

اتفاق أمريكي ـ روسي لعودة سفيري البلدين إلى منصبيهما
  • 595
ق. د ق. د

انتهت قمة الرئيسين الأمريكي، جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين المنعقدة، أمس، بمدينة جنيف السويسرية بمؤشرات ايجابية من شأنها المساهمة في الدفع بعلاقات البلدين التي بلغت أدنى مستوى لها نحو الاستقرار في ظل توافقهما حول بعض القضايا الخلافية على رأسها عودة سفيريهما إلى عاصمتي البلدين.

وبتصريحات طغى عليها التفاؤل الحذر، وصف الرئيس الروسي خلال ندوة صحفية، عقدها بمفرده القمة، مع نظيره الأمريكي، بأنها كانت "بناءة" وتمت في أجواء من الهدوء ولم يشبها أي "عداء" رغم إقراره باستمرار تضارب مواقفهما بخصوص عدة ملفات، مع وجود رغبة متبادلة في فهم كل طرف للآخر والبحث عن وسائل لتقريب وجهات نظرهما.

وأعلن في السياق عن عودة سفيري البلدين إلى منصبيهما من دون أن يحدد موعدا لذلك من منطلق أن المسألة تقنية مذكرا أن استدعاءهما كان من أجل التشاور.

وكشف الرئيس، بوتين عن اتفاق مع نظيره الأمريكي، حول فتح مفاوضات بين البلدين حول قضايا الأمن السيبراني الذي شكل واحدا من أهم القضايا الخلافية بين موسكو وواشنطن في ظل اتهامات متبادلة بينهما بتنفيذ هجمات في هذا المجال من هذا الطرف ضد ذاك.

وكانت القمة انطلقت بمصافحة بين الرجلين في مشهد تناقلته مختلف وسائل الاعلام ووصف بـ"التاريخي" لرئيسي بلدين غريمين بلغت علاقاتهما أدنى مستوى لها ويسعيان لتخفيف التوتر بينهما قدر المستطاع.

وقبل انطلاق القمة، عبر الرئيس الروسي عن أمله في أن يكون اجتماعه مع نظيره الأمريكي مثمرا، متوجها بالشكر لهذا الأخير الذي أخذ زمام المبادرة لعقد هذه القمة المهمة.

وأوضح الرئيس الأمريكي، جو بايدن، من جهته أنه سيحاول إلى رفقة نظيره الروسي، تحديد مجالات التعاون والمصالح المشتركة أو على الأقل وضع طريقة عقلانية يمكن التنبؤ بها للتعامل مع خلافاتنا.

واستخدم الرئيس بايدن في تصريحه كلمة "القوتين الكبيرتين" في وصفه لروسيا على عكس المصطلح الذي، استعمله الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما الذي كان يصف روسيا بأنها "قوة اقليمية".

وعبر الرئيسان عن أملهما في أن تسفر المحادثات التي جرت في "فيلا" على ضفاف بحيرة في جنيف عن علاقات أكثر استقرارا لا تنطوي على مفاجآت، رغم استمرار خلافاتهما حول عديد القضايا الشائكة على غرار الحد من التسلح والقرصنة الإلكترونية إلى التدخل في الانتخابات ومسألة أوكرانيا، وغيرها من القضايا الدولية والاقليمية الأخرى ذات الاهتمام المشترك.

وبعد المصافحة النادرة في أوج أزمة جائحة كورونا دخلا الرئيسان الى قاعة الاجتماع لعقد أولا جلسة خاصة اقتصر الحضور فيها على وزيري خارجية البلدين، سيرغي لافروف وأنطوني بلينكن.

وتدهورت العلاقات بين موسكو وواشنطن على مدى السنوات الاخيرة خاصة بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا سنة 2014 وتدخلها في سوريا سنة 2015 واتهامات الولايات المتحدة لها، والتي تنفيها موسكو بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2016 التي أوصلت الجمهوري والملياردير، دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

ثم تدهورت العلاقات بدرجة أكبر شهر مارس الماضي عندما قال بايدن إنه يعتقد أن بوتين "قاتل" مما دفع بروسيا لاستدعاء سفيرها في العاصمة واشنطن، للتشاور وردت الولايات المتحدة بالمثل، شهرا بعد ذلك.