تسوية النزاع في الصحراء الغربية

إنشاء آلية إفريقية «مبادرة استباقية» لتفعيل دور الاتحاد

إنشاء آلية إفريقية «مبادرة استباقية» لتفعيل دور الاتحاد
  • القراءات: 658
القسم الدولي القسم الدولي

وصفت جبهة البوليزاريو قرار قمة الاتحاد الإفريقي المنتهية أشغالها بالعاصمة الموريتانية، والقاضي بإنشاء آلية إفريقية خاصة بالصحراء الغربية بمثابة قرار «تاريخي» و«مبادرة استباقية» لإعادة تفعيل الدور الأساسي للاتحاد الإفريقي باعتباره شريكا للأمم المتحدة في مسار إنهاء النزاع في آخر مستعمرة في إفريقيا.

وأكدت جبهة البوليزاريو في رسالة بعثت بها إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، أن مبادرة القمة الإفريقية تعتبر «خطوة  مهمة» للرد على التحديات التي ما انفك يضعها المغرب في وجه قرارات المنتظم الإفريقي ومحاولاته تقويض دوره في تسوية  النزاع في آخر مستعمرة إفريقية، والذي تجلى في رفض المغرب السماح لبعثة مراقبي الاتحاد الإفريقي بالعودة إلى الإقليم واستئناف تعاونها مع بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في  الصحراء الغربية.

وأكدت رسالة جبهة البوليزاريو أن إنشاء الآلية الإفريقية يعكس بالفعل درجة قلق الاتحاد الإفريقي بسبب التأخير غير المبرر في عملية تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية كدولة عضو في الاتحاد الإفريقي، وإصرار هذا الأخير من أجل التأكيد على حرصه في المساهمة بشكل جوهري في البحث عن حل سلمي وعادل ودائم للنزاع بين الجمهورية الصحراوية والمملكة المغربية.

واستندت رسالة جبهة البوليزاريو على المرجعية التاريخية والقانونية لموقف الاتحاد الإفريقي من القضية الصحراوية، والذي بقي ملتزما بمسألة تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية منذ أن قامت منظمة الوحدة الإفريقية بإعادة تفعيل عملية  السلام في الصحراء الغربية في أعقاب اتخاذها للقرار 104 سنة 1983». وهو نفس القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة  للأمم المتحدة سنة 1984 وكان له دور أساسي في وضع الأسس لكافة جهود الأمم المتحدة اللاحقة، الرامية إلى إيجاد تسوية للنزاع مما يجعل منه شريكا كاملا للأمم المتحدة والضامن لتنفيذ خطة التسوية للأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الإفريقية لعام 1991، والتي قبلها وصادق عليها كل من مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأكدت جبهة البوليزاريو في نفس السياق على استعدادها   الدخول في مفاوضات مباشرة مع المغرب، بدون شروط مسبقة وبحسن نية، تماشيا مع قرارات مجلس الأمن وقرارات الاتحاد الإفريقي ذات الصلة، مجددة «التزامهما القوي» بالتعاون الكامل مع الجهود التي يبذلها كل من الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي للصحراء الغربية، هورست كولر، ومؤسسات الاتحاد  الإفريقي بهدف التوصل إلى نهاية سريعة لعملية تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية.

وصادق رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي خلال قمتهم الأخيرة على قرار وضع آلية لدعم جهود منظمة الأمم المتحدة لتسوية مسألة الصحراء الغربية، عقب القرار الذي أعده رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقي محمد حول قضية الصحراء الغربية في إطار تنفيذ القرار 653 الصادر عن القمة الـ 29 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي المنعقدة شهر جويلية من العام الماضي، والذي ذكر فيه بأن الصحراء الغربية والمغرب مدعوان إلى استئناف المفاوضات تحت رعاية الأمين العام الأممي.