شنّت تعزيزات مختلف أجهزة الأمن المغربية حملة قمع واسعة النطاق ضد مواطنين صحراويين تظاهروا بمدينة العيون المحتلّة، احتجاجا على تهميشهم وحرمانهم من مناصب عمل وضد نهب موارد الشعب الصحراوي الطبيعية.

فقد تجمع عشرات الشباب المنتمين إلى تنسيقية إطارات الصحراويين البطالين في شارع السمارة في قلب عاصمة الصحراء الغربية المحتلّة، تحت شعار التأكيد على الوفاء لعهد شهداء حراك البطالين الصحراويين الذين سقطوا ضحايا السياسة العنصرية والمقاربة العسكرية لنظام الاحتلال المغربي، تجاه المدنيين الصحراويين في المدن الخاضعة لاحتلاله العسكري.

وعرف الشارع المذكور إنزالا أمنيا غير مسبوق لمنع المتظاهرين من بدء مسيرتهم بفرض طوق أمني حولهم شارك فيه عناصر شرطة بزي مدني ورسمي وعناصر جهاز المخابرات المغربية، قبل أن يشرعوا في تعنيفهم وممارسة شتى أنواع القمع عليهم والشتم والتعدي والضرب.

ورفع المتظاهرون في هذه المسيرة السلمية شعارات منددة بالواقع المزري الذي يعيشه السكان الأصليون من الصحراويين وخاصة خريجي الجامعات والمعاهد العليا، بالإضافة إلى شعارات رافضة لمخطط المخزن المغربي الممنهج لنهب الثروات الطبيعية للإقليم، في مقابل إقصاء للصحراويين من حقوقهم الأساسية بما فيها الاستفادة من خيرات أرضهم.

وتم تنظيم هذه المظاهرات في وقت تعرف فيه مدينة العيون وباقي المدن المحتلّة حصارا أمنيا وعسكريا خانقا في ظل استمرار منع المراقبين من دخول الإقليم بهدف التستر على جرائم الحرب والوضع المأساوي للسكان الصحراويين.

كما تأتي المظاهرة في وقت يدفع فيه نظام الاحتلال ملايين الدولارات لبعض البلدان الإفريقية الفقيرة، وتقديم الدعم لها ولمواطنيها ضمن سياسة شراء الذمم لفرض الاحتلال غير الشرعي للصحراء الغربية.

ومن جهة أخرى أكد خطري أدوه، مسؤول التنظيم السياسي لجبهة البوليزاريو، أن الجلسة الأولى للبرلمان الصحراوي ستعقد في منطقة بئر لحلو بالأراضي المحررة، تزامنا مع عقد مؤتمر لواء التضامن الشبابي الدولي الداعم للقضية الصحراوية ويعرف مشاركة وفود من كل أنحاء العالم.

وقال المسؤول الصحراوي، إن تحضيرات انتخاب أعضاء المجلس الوطني الصحراوي جارية بوتيرة متسارعة، وسيتم الكشف عن القائمة النهائية للمترشحين لشغل مقاعد في الهيئة التشريعية يوم 7 مارس الجاري.

وأضاف المتحدث أن القوائم الأولية للمترشحين ستعلن قريبا، مع إعطاء مهملة للطعون قبل الإعلان عن القوائم النهائية يوم السبت القادم، مضيفا أن اللجنة التحضيرية للانتخابات تشرف حاليا على الانتهاء من آخر الاستعدادات البشرية والتقنية لإنجاح الحدث الوطني المتمثل في انتخابات أعضاء المجلس الوطن ”البرلمان”.