تحركات غربية لإرغام دمشق على قبول فتح أروقة إنسانية

إشهار ورقة المساعدات للضغط على سوريا

إشهار ورقة المساعدات للضغط على سوريا
  • القراءات: 1287

دخلت الأزمة الإنسانية التي يتخبط فيها ملايين السوريين جراء ثلاث سنوات من الاقتتال بين الإخوة ـ الأعداء كورقة ضغط ضد النظام السوري تريد المعارضة والدول الداعمة لها استغلالها أياما فقط قبل انطلاق الجولة الثانية من ندوة جنيف الثانية.

واستغلت دول ”أصدقاء سوريا” الواقفة الى جانب المعارضة السورية الشق الإنساني في الأزمة السورية كورقة ضغط من خلال استعمال عبارة فشل المجموعة الدولية في معالجة الشق الإنساني في الأزمة السورية في تلميح إلى فشل الوسيط الاممي الأخضر الإبراهيمي في إقناع الجانبين بفكرة فتح أروقة إنسانية لإنقاذ مئات آلاف السكان المحاصرين في مدينة حمص ومختلف المدن السورية الأخرى.

وقالت وزيرة الخارجية الايطالية، ايما بونينو، التي احتضنت بلادها ندوة دولية حول أزمة الغذاء في سوريا أن ”ما يحدث في هذا البلد يعد أكبر مأساة يعرفها العالم في الوقت المعاصر”.وإذا كانت هذه الحقيقة البائسة القائمة في سوريا والتي يعاني منها الأبرياء من السوريين الذين وجدوا أنفسهم بين نيران الفرقاء المتحاربين فإن الدول الغربية أرادت أن تستغلها لأغراض سياسية للضغط على دمشق لتقديم تنازلات سياسية خلال المفاوضات القادمة.

فليس من الصدفة أن تتحرك دول أصدقاء سوريا في نفس الوقت التي بدأت فيه دول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي في لعبة كواليس داخل أروقة الهيئة الأممية من أجل إصدار لائحة أممية تفرض على سوريا فتح حدودها للمساعدات الإنسانية.

ولجأت الدول الغربية إلى هذه الورقة بعد أن تراجع الدور الميداني للمعارضة المسلحة أمام تقدم القوات النظامية التي تمكنت بعد تجاوز وقع الصدمة التي أصابتها في بداية الأمر من استعادة روح المبادرة العسكرية في ساحة المواجهة وأرغم المعارضة على الجلوس الى طاولة المفاوضات بعد أن يئست من وعود الدول الغربية بتزويدها بالأسلحة التي تكفيها للاطاحة بنظام الرئيس الأسد قبل أن تتراجع عن مقاربتها على خلفية مخاوف وقوع تلك الترسانة بين أيدي التنظيمات الإسلامية المحسوبة على تنظيم القاعدة العالمي.

ويبدو أن السلطات السورية عندما أدركت تزايد درجة الضغوط الغربية عليها أرجات البت في موقفها من المشاركة في الجلسات القادمة لندوة ”جنيف ـ 2” والتي لا يستبعد أن تستعملها هي الاخرى كورقة ضغط لرد الضغط الغربي عليها.

وكان رفض أعضاء الوفد السوري العودة إلى قاعة الاجتماعات خلال الجلسات الأولى بعد تصريحات وزير الخارجية الامريكي، جون كيري، ببدء مد عناصر الجيش السوري الحر بالاسلحة طريقة أخرى لحرب نفسية آنية ولكنها مؤشر على ما يمكن أن يصدر من هذا الطرف أو ذاك للضغط على الآخر.

ولذلك، فإنه لا يستبعد أن تهدد دمشق بعدم العودة في حال اتخذ مجلس الأمن الدولي خطوة قد تعتبرها السلطات السورية بأنها استفزازية واستغلالها أيضا لمقاطعة ندوة جنيف الثانية. 

ولكن ذلك لا يجب أن يغلب فكرة انهيار هذه المفاوضات التي وصفها الإبراهيمي بالفرصة السانحة لإنهاء المأساة السورية إذا سلمنا أن هذه التحركات من هذا الجانب وذاك تبقى عادية وطبيعية ولكل الحق في لعب كل أوراقه للضغط على الآخر مادامت الدبلوماسية هي فن الممكن وأيضا لكون المعركة على الأرض مازالت ورقة رابحة لمن مالت كفتها لصالحه.