اختتام اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي
إجماع على رفض "صفقة القرن"

- 544

رفضت الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي أمس، "صفقة القرن" التي كشف عن مضمونها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء الماضي، لأنها حرمت الشعب الفلسطيني من أدنى حقوقه المشروعة.
وأكد البيان الذي توج اجتماع طارئ لوزراء خارجية المنظمة بمدينة جدة السعودية، افتقار المبادرة الأمريكية لأبسط عناصر العدالة وتدميرها لأسس السلام، ودعا كافة الدول الأعضاء إلى عدم التعاطي مع هذه الخطة أو التعاون مع الإدارة الأمريكية في تنفيذها بأي شكل من الأشكال لابتعادها عن المرجعيات القانونية والدولية المتفق عليها في الحل السلمي للصراع وانتهاء بتنكرها وبشكل صارخ للحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حقه في الاستقلال الوطني.
وأضاف وزراء خارجية الدول الإسلامية الـ57 في بيانهم الختامي أن الخطة الأمريكية تقوض مبادئ القانون والأعراف الدولية التي تنص على عدم جواز ضم أرض الغير بالقوة، بالإضافة إلى كونها خطة تزعزع الاستقرار وتهدد الأمن والسلم الدوليين.
وحذرت منظمة التعاون الإسلامي سلطات الاحتلال الإسرائيلي من الإقدام على أي خطوة أو اتخاذ أي إجراءات لترسيخ احتلالها الاستعماري لفلسطين بالاعتماد على "صفقة القرن" بما فيها ضم أي جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة، ودعوا المجتمع الدولي وهيئاته لمواجهة هذه الإجراءات.
وأبدى الوزراء في مقابل ذلك تمسكهم بالسلام كخيار استراتيجي لتسوية نهائية للنزاع على أساس مبدأ "حل الدولتين" الذي يجسد استقلال دولة فلسطين على خطوط الرابع جوان 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية والمرجعيات الدولية المعتمدة ومبادرة السلام العربية.
كما أكدوا على أهمية المبادرة السياسية الفلسطينية التي قدمها محمود عباس أمام مجلس الأمن الدولي، شهر فيفري 2018 والداعية إلى عقد مؤتمر دولي للسلام وتشكيل آلية متعددة الأطراف لإعادة إطلاق عملية سياسية ذات مغزى قائمة على قواعد الإجماع والقانون الدولي.
وعبر البيان عن رفض إسلامي قاطع لكل خطة أو صفقة أو مبادرة مقدمة من أي طرف كان لتسوية سلمية لا تنسجم مع الحقوق الشرعية غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني وفق ما أقرته الشرعية الدولية وفي مقدمتها القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية المصادق عليها في قمة بيروت سنة 2002.
وانطلقت أشغال الاجتماع الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي على مستوى وزراء الخارجية بطلب من دولة فلسطين قصد تبني موقف إسلامي موحد من "صفقة القرن" الأمريكية وتأكيد تمسك العالم الإسلامي بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف.
وحث وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في كلمته الافتتاحية على رفض الخطة الأمريكية وعدم قبول أجندة إدارة الرئيس الأمريكي وحكومة الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى إنكار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
كما طالب مختلف الدول الإسلامية باتخاذ "تدابير جادة وفعالة" لحماية متطلبات تحقيق السلام العادل والشامل وضمان مساءلة الاحتلال عن جرائمه من خلال اعتماد مسار جاد ومسؤول، يتمثل في العمل على رفع تكلفة استمرار هذا الاحتلال غير القانوني وسياساته الاستعمارية من ضم وتهجير.