في ثاني أعنف عملية قتل جماعي تشهدها مالي هذا العام

إبادة 95 شخصا وفقدان 19 آخرين وسط البلاد

إبادة 95 شخصا وفقدان 19 آخرين وسط البلاد
مالي: إبادة 95 شخصا وفقدان 19 آخرين وسط البلاد
  • القراءات: 853
ق. د ق. د

أكدت مصادر متطابقة ببلدة صوبان كو وسط مالي والتي تقطنها أغلبية من عرقية الدوغون، مقتل 95 من أفرادها وفقدان 19 آخرين ضمن عملية نفذها مسلّحون ليلة الأحد إلى الإثنين.

وتعد هذه ثاني أكبر عملية تقتيل جماعي يشهدها هذا البلد بعد تلك التي أودت بحياة 160 قروي في الثالث والعشرين من شهر مارس الماضي، وأثارت حينها موجة استنكار دولية واسعة. وكشفت مصادر رسمية في العاصمة باماكو، أن الحكومة قررت إرسال تعزيزات عسكرية إلى المنطقة للقيام بعملية تمشيط واسعة في محاولة لتعقب منفذي هذه الجريمة والقضاء عليهم. 

وتعرف منطقة وسط مالي تصعيدا أمنيا خطيرا اتخذ بعدا عرقيا، وأصبح يهدد تعايش فئات المجتمع المالي بعد أن تمكن الداعية المتطرف امادو كوفا، من تسليح عناصر من عرقية البول ضد عرقيتي بامبارا والدوغون التي شكلت هي الأخرى مليشيات مسلّحة للدفاع عن نفسها.

وقال عضو منتخب في مجلس بلدية صوبان كو، رفض الكشف عن هويته إن السكان أحصوا إلى غاية صباح أمس، 95 جثة متفحمة وأن الأبحاث مازالت جارية للعثور على سكان آخرين فقد كل أثر لهم بما يرشح هذه الحصيلة للارتفاع خلال الساعات القادمة.

وأضاف المصدر نقلا عن شهادات السكان الناجين أن مسلحين اقتحموا البلدة التي يقطنها حوالي 300 ساكن من عرقية الدوغون، ليلا وفتحوا نيران أسلحتهم عليهم قبل أن ينهبوا كل ما عثروا عليه وإضرام النّار في المنازل مما أدى إلى مقتل العشرات حرقا.

وتعرف مناطق وسط وشمال مالي  تصعيدا إرهابيا غير مسبوق، وعمليات قتل جماعي منذ انهيار السلطة المركزية في هذا البلد سنة 2012، رغم العمليات العسكرية التي بادر بها الجيش الفرنسي ضمن ما عرف بعملية ”سيرفال” ثم عملية ”بارخان” التي جند لها قرابة 5 آلاف عسكري، بالإضافة إلى قوة الأمم المتحدة في مالي ”مينوسما” التي تضم 15 ألف رجل من القبعات الزرق، وكذا قوة دول مجموعة  ”الساحل ـ 5” التي تضم هي الأخرى خمسة آلاف عسكري ولكنها عجزت عن احتواء وضع ما انفك يزداد تأزما.

وفشلت كل هذه القوات في احتواء المد الإرهابي الذي كان منحصرا في شمال مالي، قبل أن تتوسع رقعته إلى وسطه وحتى جنوبه واجتيازه لحدود هذه الدولة إلى دول الجوار مثل النيجر ووصولا إلى دولة التشاد مرورا بدولة بوركينا فاسو.

وشهد هذا البلد أمس، أيضا مقتل 19 شخصا في عملية إرهابية جرت وقائعها في بلدة اربيندا في شمال البلاد على الحدود المالية، ونفذها عشرات المسلّحين الذين فاجأوا سكانها وهم نيام.