أصبح يهدد كل الدول الإسلامية

أي سبيل للحد من تنامي الظاهرة الإرهابية؟

أي سبيل للحد من تنامي الظاهرة الإرهابية؟
  • القراءات: 509
م. مرشدي م. مرشدي
كيف يمكن وضع حد لظاهرة التطرف الديني؟ وأي استراتيجية يتعين الأخذ بها من أجل مواجهة خطر التنظيمات الإرهابية التي أصبحت تهدد استقرار الدول الإسلامية بدون استثناء؟

تلك هي الإشكالية التي طغت أمس داخل قصر المؤتمرات بالعاصمة الكويتية؛ حيث التقى وزراء خارجية 57 دولة إسلامية لبحث الوضع العام في دول منظمة التعاون الإسلامي، ووضع التصورات الكفيلة بتحقيق هذا الهدف. 

وخيّم شبح التنظيمات الإرهابية الناشطة في مختلف البلدان الإسلامية على قاعة الجلسات، وراح الكل يبحث عن وصفة فعالة لمواجهة خطر هذه التنظيمات على الاستقرار العام في الدول الإسلامية.

وانصب اهتمام وزراء الدول الإسلامية، بشكل خاص، على الخطر الذي أصبح يشكله تنظيم الدولة الإسلامية، وفي مخيّلتهم ما يقوم به من فظائع في العراق وسوريا إلى الحد الذي جعل طيران التحالف الدولي وحتى القوات العراقية والسورية، تعجز عن وقف زحفه على مختلف المحافظات في البلدين.

وهو ما جعل أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد آل الصباح الذي أشرف على افتتاح هذا الاجتماع، يشدد التأكيد على أن الجميع مطالَبون بمضاعفة جهودهم لمواجهة عنف التنظيمات الإرهابية.

وقال بلهجة فيها الكثير من الحزم، بضرورة اتخاذ موقف جدي ضد الصراع الطائفي، الذي أصبح يهدد تجانس المجتمعات الإسلامية. كما قال إن ذلك يبقى أكبر خطر يتهدد حتى وجود الدول الإسلامية وبقاءها.

ويُنتظر أن تصادق منظمة التعاون الإسلامي وفق هذا المنطق، على "استراتيجية فعالة لمحاربة الإرهاب والتطرف ومعاداة الإسلام والمسلمين في العالم".

ولكن الإشكالية المطروحة وبغضّ النظر عن درجة الخطر التي أصبحت تمثلها الظاهرة الإرهابية على المسلمين، تبقى بدون شك البحث في مسببات تنامي هذه الظاهرة وتزايد المنتسبين إليها ورواج الفكر المتطرف في مختلف المجتمعات الإسلامية.

ولا يختلف اثنان في تأكيد أن الفقر المستفحل في كثير من المجتمعات الإسلامية والتخلف الذي تعانيه دوله، يبقى من الأسباب التي يتعين الوقوف عندها، وإيجاد حلول لها بدون نسيان العداء الغربي لكل ما هو إسلامي، الذي ساهم في استفحال الظاهرة التي لم تعد حكرا على دولة دون أخرى، وخطرها لا يعني فقط الدول الإسلامية بقدر ما هي خطر أكبر على دول العالم الأخرى.

وتتحمل الدول الغربية وخاصة الاستعمارية السابقة والولايات المتحدة، مسؤولية كبيرة في رواج الفكر المتطرف كنتيجة حتمية للتعامل الاستعلائي والنظرة الدونية التي تتعامل بها مع الدول الإسلامية والدين الإسلامي.

والخطر الداهم الآخر يبقى بدون شك، العداء ما بين الطوائف المسلمة؛ من شيعة وسنّة وعلوية وزيدية، والتي إن هي استفحلت فإنها ستؤدي إلى تفكك دول بأكملها ضمن ما عُرف بالفوضى الخلاقة، وتلك هي الرغبة الغربية وخاصة الأمريكية والإسرائيلية التي تريد رسم خارطة جديدة  لشرق أوسط جديد، بما يسهّل عليها تمرير مخططاتها في إبقاء كل منطقة الشرق الأوسط تحت رحمتها وهيمنتها المطلقة.