في خطاب ـ حصيلة أمام نواب غرفتي الكونغرس

أوباما يعبّد طريق البيت الأبيض للمرشح الديمقراطي

أوباما يعبّد طريق البيت الأبيض للمرشح الديمقراطي
  • القراءات: 1698
م. مرشدي م. مرشدي

ألقى الرئيس الأمريكي، باراك أوباما فجر أمس آخر خطاب له أمام نواب غرفتي الكونغرس وصف بـ"خطاب الوداع" على مقربة من انتخابات رئاسية حاسمة شهر نوفمبر القادم، لم تتحدد بعد معالم الشخصية التي ستخلفه في البيت الأبيض. وإذا كان الرئيس الأمريكي استغل المناسبة لتقييم عهدتيه الرئاسيتين في تلميع لصورة الحزب الديمقراطي قبل هذا الموعد الانتخابي الحاسم، إلا أن ذلك لم يمنعه من تقديم تصوراته لأمريكا "قوية" لمرحلة ما بعد سنة 2016.

وجاء خطاب الرئيس الأمريكي في وقت تعيش فيه الولايات المتحدة على وقع حمى انتخابية حقيقية في انتظار حسم أنصار الحزبين في اختيارهم لآخر المرشحين اللذين سيخوضان انتخابات الثامن نوفمبر القادم قبل أن يبتسم الحظ لأحدهما ليكون الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية. وبنظر خصوم الرئيس أوباما، فإن هذا الأخير استغل مثل هذا الموعد التقليدي الذي يعقد عادة سنة قبل انتهاء عهدة الرؤساء الأمريكيين لكسب ود الناخبين الأمريكيين لصالح حزبه الديمقراطي على حساب مرشحي الغريم الجمهوري.

وهو ما أشار إليه دونيس ماك دونوغ الناطق باسم مكتب الرئيس الأمريكي الذي أكد أن أوباما جد متفائل لحظوظ الحزب الديمقراطي في البقاء على رأس قيادة الولايات المتحدة بالنظر إلى ما أسماها بـ "كارثية المواقف اليومية للمرشحين الجمهوريين". وفهم هؤلاء الرسالة المشفرة التي حملها خطاب الرئيس المغادر وراحوا ينتقدون مضامينها وقالوا إنها ذات صلة مباشرة بموعد الثامن نوفمبر القادم، وسط رغبة ملحة منه لضمان خلافته من طرف مرشح حزبه وخاصة هيلاري كلينتون التي اشتغلت معه وزيرة للخارجية وتأمل أن تكون أول سيدة أمريكية تحكم أول قوة عظمى في العالم. 

ورغم هذا التفاؤل الذي طبع موقف الرئيس باراك أوباما وحصيلته المنجزة خلال سبع سنوات قضاها على رأس البيت الأبيض كأصغر رئيس وأول أسود يحكم الولايات المتحدة، إلا أن ذلك لم يمنع انقسام الأمريكيين بين راض وساخط على ما تم تحقيقه خلال هاتين العهدتين. ولم يفوت الرئيس الأمريكي في خطابه ـ الحصيلة التأكيد على الطفرة التي حققها الاقتصاد الأمريكي بعد سنوات من الركود بدليل استحداث 14 مليون منصب عمل جديد، وهو ما يمثل أعلى نسبة في مجال مناصب الشغل في تاريخ القطاع الخاص الأمريكي. 

وراح أوباما يعدد إنجازاته في مجال الاقتصاد، مؤكدا أن بلاده أصبحت القوة الاقتصادية الكبرى في العالم، متهما من يؤكد عكس ذلك أنه واهم. وكان ذلك بمثابة رد صريح على المرشح الجمهوري الملياردير، دونالد ترومب الذي أعطى حصيلة سوداء حول حقيقة الاقتصاد الأمريكي الذي عرف أكبر انتكاسة منذ أزمة 1929. وهي قوة أيضا أشار إليها الرئيس الأمريكي عندما أكد أن التهديدات الإرهابية التي أصبح يشكلها تنظيم "داعش" لا تشكل تهديدا للأمة الأمريكية ويتعين ملاحقة عناصره والقضاء عليهم سواء في داخل الولايات المتحدة أو خارجها وليأخذوا العبرة من مصير بن لادن.. 

ولكن الرئيس الأمريكي باراك أوباما شدد التأكيد في هذا الشأن أن بلاده التي تصر على الاحتفاظ بدورها "القيادي" في العالم لا تريد أبدا أن تلعب دور الدركي بالاعتماد على مقاربات "أكثر عقلانية وانضباط" في حل النزاعات في مختلف مناطق العالم. وهو الأسلوب الذي قال إن بلاده تبنته في التعامل مع الأزمة السورية من خلال تعاونها مع القوى المحلية والقوى الدولية لدعم هذا المجتمع لتحقيق سلام دائم في هذا البلد. وجاء ذلك في نفس السياق الذي وجه فيه انتقادات لاذعة دونالد ترومب المرشح الجمهوري الأوفر حظا لخوض السباق إلى البيت الأبيض بسبب مواقفه المعادية للإسلام والمسلمين ودعوته إلى منعهم من دخول تراب الولايات المتحدة. وقال إنه يتعين على بلاده رفض كل سياسة تستهدف المواطنين بسبب العرق أو الدين دعما للقيم الأمريكية لأن ذلك هو الذي يجعلها قوية وتكسب ود الآخرين بدلا من كرههم لها.