استمرار المعارك في محيط العاصمة طرابلس

أوباما يتهم دولا خليجية بتأجيج الأزمة الليبية

أوباما يتهم دولا خليجية بتأجيج الأزمة الليبية �
  • القراءات: 572
م. مرشدي� م. مرشدي

خلف تجدد المعارك في محيط العاصمة الليبية طرابلس، مقتل ما لا يقل عن 21 شخصا في تصعيد عسكري بين قوات الجيش الليبي التي يقودها الجنرال خليفة حفتر، ومقاتلي مليشيا فجر ليبيا التي تسيطر على العاصمة الليبية منذ الصيف الماضي. 

وذكرت مصادر عسكرية ليبية أن قوات حفتر، دخلت في معارك ضارية مع مقاتلي مليشيا فجر ليبيا بمدينة تاجوراء الواقعة على بعد 30 كلم شرق العاصمة طرابلس ضمن أعنف معارك تخوضها ضمن خطة لطرد المليشيات الإسلامية من عاصمة البلاد وبسط سيطرتها عليها.

ورغم أن الجنرال حفتر استعمل الطائرات المقنبلة لضرب مواقع مليشيا فجر ليبيا التي تضم ائتلافا لعدة مجموعات مسلحة محسوبة على التيار الإسلامي، إلا أن قواته فشلت في تحقيق هدفها بعد عدة أسابيع من المواجهات الدامية بين الفرقاء المتحاربين.

وأكدت مصادر عسكرية ليبية أن المعارك خلّفت مقتل 14 جنديا في صفوف الجيش الموالي لما يعرف بحكومة طبرق بقيادة الوزير الأول عبد الله الثني، بينما فقدت مليشيات فجر ليبيا الموالية لحكومة طرابلس بقيادة عمر الحاسي، أربعة من عناصرها.

 كما قتلت ثلاث سيدات وأصيب 24 مدنيا آخر في هذه المعارك، بما يؤكد أن السكان الليبيين يدفعون هم أيضا ثمن هذه الحرب التي وجدوا أنفسهم بين فكي كماشتها وهم ليسوا أطرافا فيها.

وأمام الرد القوي لمقاتلي "فجر ليبيا" فقد أرغمت قوات الجيش على القيام بتراجع وصفته بـ"التكتيكي" بما يؤكد الصعوبات العسكرية التي لاقتها الكتيبة 101 التابعة للجيش الليبي في تحقيق هدفها.

وهو ما يرشح الوضع لتصعيد قادم على اعتبار أن حفتر، لن يعود أدراجه بالنظر الى الأهمية التي تكتسيها عملية استعادة العاصمة التي جعل بقاءها خارج سيطرة قواته بمثابة "فشل" ضمن عملية "الكرامة" التي أطلقها العام الماضي، في مدينة بنغازي لطرد المليشيات لمسلحة منها، وهو يسعى الآن الى توسيع نطاقها إلى العاصمة طرابلس.  

واعترف محمد الشامي، الناطق باسم مليشيات "فجر ليبيا" بوقوع تلك المعارك ولكنه شدد التأكيد على أن قوات حكومة طبرق تكبدت خسائر أكبر من تلك المعلن عنها بعد أن أشار الى مقتل 32 عسكريا في صفوفها.

مؤكدا أن فجر ليبيا مازالت تفرض سيطرتها على مدينة تاجوراء التي يعني سقوطها أن العاصمة طرابلس أصبحت على مرمى حجر بالنسبة لقوات خليفة حفتر. 

ويبدو من خلال التطورات الميدانية في الساعات الأخيرة أن الجنرال حفتر، يريد تحقيق نصر معنوي في هذه المدينة الصغيرة لأن السيطرة عليها يعني بطريقة تلقائيا أن الطريق أصبح معبدا لبلوغ قلب العاصمة طرابلس، وهو ما يفسر لجوءه الى استعمال الطيران الحربي لضرب مواقع فجر ليبيا التي تشكل الجناح العسكري بالنسبة لحكومة طرابلس.  

وأمام استعصاء الوضع العسكري وفشل كل فريق في تحييد قوة الآخر، طالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، قادة دول الخليج الى بذل جهد أكبر من أجل إنهاء الصراع في ليبيا. 

واتهم أوباما في مؤتمر صحفي رفقة رئيس الوزراء  الايطالي ماتيو رنزي "بعض دول الخليج التي لها تأثير على الفصائل الليبية أنها تعمل في بعض الحالات على نفخ النار في هذا الصراع العسكري بدلا من الحد منه". وقال الرئيس الامريكي إنه اتفق مع رنزي، للعمل سويا وبفاعلية أكثر لتعزيز التعاون في مواجهة التهديدات التي تأتي من ليبيا.