فضيحة موجة الهجرة الجماعية إلى مقاطعة سبتة

"أمنيستي" تدين استخدام الرباط مواطنيها كـ"بيادق" في لعبة سياسية

"أمنيستي" تدين استخدام الرباط مواطنيها كـ"بيادق" في لعبة سياسية
  • القراءات: 821
ق. د ق. د

أدانت منظمة العفو الدولية، استخدام المغرب للمهاجرين غير الشرعيين وطالبي اللجوء، أوراق ضغط ضمن لعبة سياسية "سقيمة" على خلفية الأزمة الدبلوماسية بينها وبين إسبانيا على إثر استقبالها لرئيس الجمهورية العربية الصحراوية، إبراهيم غالي، لأسباب إنسانية.

وأكدت "أمنيستي" في بيان أصدرته بخصوص موجة الهجرة غير الشرعية المفتعلة، مؤخرا، من قبل النظام المغربي أن "الرباط تلعب بحياة الأشخاص"، مستشهدة في ذلك بمقطع فيديو، أظهر موظفين مغاربة وهم يحثون المهاجرين وطالبي اللجوء بالمرور إلى سبتة على الجانب الآخر من السياج الأمني. وشدّدت فرجينيا ألفاريز، الباحثة في فرع "أمنيستي" بالعاصمة الإسبانية، أنه يتعين على المغرب ألا يستخدم مواطنيه كبيادق في لعبة سياسية، مؤكدة أن "المغرب لطالما انتهك حقوق المهاجرين وطالبي اللجوء على حدوده". وسجلت المنظمة الحقوقية الدولية الموجود مقرها بالعاصمة البريطانية في وقت سابق، عمليات غير قانونية اقترفتها السلطات المغربية شملت عمليات اعتقال وترحيل للمهاجرين وطالبي اللجوء باتجاه جنوب المغرب عندما كانوا يتواجدون في مخيمات ومنازل بالقرب من الحدود الإسبانية، ضمن تصرفات تمت خارج كل إطار قانوني.

وأكدت "أمنيستي" أن السلطات المغربية استخدمت ورقة المهاجرين وطالبي اللجوء كـ"بيادق" مستندة في ذلك إلى منشور لوزارة حقوق الإنسان المغربية، أكدت من خلاله أن "فتح الحدود مع سبتة جاء انتقاما من استقبال مدريد للرئيس الصحراوي للعلاج في أحد مستشفياتها". واعتقد القصر الملكي أنه بتصرفه المشين سيتمكن من ليّ ذراع السلطات الإسبانية ولكنه خسر رهانه وشوّه صورته أمام رأي عام دولي وأمام استغراب مواطنيه، دون أن يحقق مبتغاه عندما اعتبرت السلطات الإسبانية، أن استقبالها للرئيس الصحراوي قرار سيادي وذهبت إلى أبعد من ذلك عندما أكدت أنها لن تغير موقفها تجاه النزاع في الصحراء الغربية ضمن صفعة أخرى على وجه الدبلوماسية المغربية التي ما انفكت تتلقى الضربات بعد أن خاب ضنها في نتائج عملية تطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني.

ومن سوء حظ الرباط أن التطبيع جاء في سياق العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بقي القصر الملكي مبهوتا في كيفية التعامل مع جريمة ضد الإنسانية ولم يكن في مقدوره قول "لا" علنية في وجه المحتل وهو مقيد اليدين باتفاق التطبيع. ولكن الموقف الرسمي المتخاذل الذي التزمته الرباط، أبان في المقابل عن شرخ واسع بينها وبين موقف الشعب المغربي المعروف عنه مواقفه الثابتة إلى جانب الشعب الفلسطيني. واعتبر ربيع الابلق، الناشط الحقوقي المغربي والمعتقل السابق في "حراك الريف" بمدينة الحسيمة الهجرة الجماعية لآلاف المواطنين المغاربة باتجاه سبتة ومليليه، دليل آخر على الواقع المعيشي المزري للمواطن المغربي، منتقدا في ذلك تشجيع سلطات بلاده، مواطنيها على الهروب إلى الخارج ضمن أكبر إهانة تلحق الدولة المغربية وحكامها.

وقال الابلق أن، هروب شباب من شبح الفقر نحو سبتة ومليلية في ظروف غامضة وفي غياب مقاربات تنموية تنقذ هؤلاء من شبح البطالة، جاء ليؤكد حجم المعاناة التي يكابدها الشباب المغربي في مملكة بلغت فيها هوة المعيشة أقصاها بين غالبية تعيش فقرا مدقعا وأقلية تعيش رفاها فاحشا، مؤكدا قناعته بأن  ركوب عائلات بأكملها خطر الموت في عرض البحر جاء ليعكس ضنك العيش في مملكة ضاقت بمواطنيها ولو أنهم وجدوا عملا  يحفظ كرامتهم لما أقدموا على ذلك، وأكد أن الدولة المغربية هي من ساهم  في هذه المأساة التي كرستها من خلال سياستها الممارسة تجاه شعبها.