في اليوم الخامس من الهجوم العسكري التركي على عفرين

أكراد سوريا يعلنون التعبئة العامة لمواجهة "غصن الزيتون"

أكراد سوريا يعلنون التعبئة العامة لمواجهة "غصن الزيتون"
  • القراءات: 474
م. م م. م

أعلن الأكراد السوريون أمس حالة "التعبئة العامة" في مناطق في شمال  ـ غرب سوريا؛ حيث شرع في عملية توزيع السلاح على كل مواطن قادر على حمله؛ من أجل مواجهة القوات التركية التي تشن هجوما عسكريا لليوم الخامس على التوالي على مدينة عفرين. 

ودعت السلطات الكردية في سوريا في بيان أصدرته أمس، كل الأكراد من أجل حمل السلاح والدفاع عن عفرين، إحدى المقاطعات الثلاث التي تشكل منطقة الحكم الذاتي التي أعلن عنها أكراد سوريا منذ سنة 2016.

وقال رازان هيدو، أحد قادة وحدات الدفاع عن الشعب الكردي التي تستهدفها القوات التركية بمبرر أنها تنظيم إرهابي، إن كل مراكز القوات الديمقراطية السورية التي تضم في صفوفها المقاتلين الأكراد والعرب، أصبحت على أتم الاستعداد لاستقبال كل المواطنين للدفاع عن عفرين بمن فيهم الاحتياطيون الذين تم استدعاؤهم للالتحاق بمراكز التدريب.

وجاء إعلان التعبئة العامة في أوساط أكراد سوريا في اليوم الرابع من الهجوم العسكري "غصن الزيتون" الذي تشنه القوات التركية ضد مقاتلي وحدات الدفاع عن الشعب الكردي، الذين تعتبرهم السلطات التركية إرهابيين، شأنهم في ذلك شأن عناصر حزب العمال الانفصالي في تركيا.

والمؤكد أن نداء التعبئة سيؤدي حتما إلى فتح جبهة قتال جديدة على طول الحدود الدولية بين سوريا وتركيا التي تقطنها أغلبية كردية، وهو احتمال سيزيد في تعميق الأزمة الأمنية التي تعاني منها سوريا منذ سنة 2011. كما أن نداء التعبئة سيجعل من رغبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إنهاء هذا الهجوم في أقرب وقت ممكن، مجرد رغبة لن تتحقق؛ من منطلق أن تصعيدا عسكريا ستشهده المناطق الحدودية بين البلدين. 

ورغم أن السلطات التركية ألقت بكل ثقلها العسكري في هذه العملية لقتل مساعي الإدارة الأمريكية لإنشاء قوة عسكرية من الأكراد والعرب في مهدها، إلا أن ذلك يبدو مستبعدا على ضوء هذه التطورات، خاصة إذا علمنا أن وحدات حماية الشعب الكردي استفادت من تجربة محاربة تنظيم الدولة الإسلامية بغطاء أمريكي، مستغلة في ذلك ترسانة الأسلحة التي حصلت عليها من البنتاغون الأمريكي لمواجهة الخطر الذي كان يمثله تنظيم "داعش".

ويجب التأكيد أن قرار وحدات حماية الشعب الكردي جاءت بعد أن استشعرت بأن الولايات المتحدة غضت الطرف عن العملية العسكرية التركية ولم تحرك ساكنا لمنعها، وفضلت التزام الصمت إزاء هذه التطورات الخطيرة في سوريا إلى غاية أمس، عندما اكتفت فقط بدعوة أنقرة إلى "التعقل"؛ في نداء لن يجد آذانا صاغية لدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي لن يتراجع عن الخطوة التي أقدم عليها مهما كلفه ذلك.     

وذهب جيم ماتيس وزير الدفاع الأمريكي خلال تواجده بالعاصمة الأندونيسية أمس، إلى أبعد من ذلك، عندما أكد أن بلاده تتفهم الانشغالات الأمنية المشروعة لتركيا، إذ يتعين عليها فقط أن تكون العمليات محدودة في عفرين.

وما زاد في مخاوف الأكراد وشكوكهم في نوايا الإدارة الأمريكية تصريحات المسؤولين الأتراك، الذين أكدوا أن الولايات المتحدة وروسيا كانتا على علم مسبق بعملية "غصن الزيتون".

وعزز ذلك تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون بالعاصمة الفرنسية أمس، عندما أكد هو الآخر أن  بلاده تأمل في العمل مع تركيا من أجل إنشاء منطقة آمنة في شمال ـ غرب سوريا، لتلبية احتياجات أنقرة الأمنية من خلال إقامة منطقة عازلة بعمق 30 كيلومترا داخل الأراضي السورية.