بينما يواصل العالم في تحد جائحة كورونا بالتخفيف من إجراءات الحجر الصحي ورفعها التدريجي للعودة إلى الحياة الطبيعية، يواصل من جهته فيروس كوفيد ـ 19 في حصد مزيد من الأرواح بعد أن تجاوزت حصيلة ضحاياه أمس 400 ألف وفاة وقارب عدد الإصابات المؤكدة في المعمورة 7 ملايين شخص.

ولا تزال الولايات المتحدة الأمريكية تتصدر قائمة الوفيات بتسجيلها إلى غاية منتصف نهار أمس 109 ألف و802 وفاة وقرابة مليوني حالة إصابة مؤكدة، تليها المملكة المتحدة بأكثر من 40 ألف قتيل ثم البرازيل بقرابة 36 ألف وفاة وإيطاليا بأكثر من 33 ألف وفاة وفرنسا بأكثر من 29 ألف وفاة.

وحتى وإن كانت حالات الإصابات والوفيات قد عرفت بعض التراجع في القارة الأوروبية التي باشرت دولها إجراءات تخفيف الحجر الصحي والرفع من قيوده، لا يزال الفيروس يعيث فسادا في أمريكا اللاتينية، حيث أصبح البيرو ثاني بلد في هذه القارة بعد البرازيل متضرر من الجائحة بعد أن تجاوزت حصيلة القتلى فيه 5 الاف وفاة في ظل معاناة مستشفياته من نقص أجهزة التنفس الاصطناعي  وعدم قدرتها على استيعاب كل المرضى المصابين.

أما في العالم العربي فقد دعت ندوة عربية إلى وضع خطة عاجلة عربية لمواجهة أزمة كورونا على الأمن الغذائي في المنطقة العربية، مؤكدة على أهمية دراسة احتياجات ومتطلبات مرحلة ما بعد الجائحة لتعزيز وتوفير الأمن الغذائي العربي والتعامل مع أي حدث طارئ في هذا القطاع مستقبلا.

جاء ذلك خلال توصيات ندوة العمل الافتراضية التي عقدتها إدارة المنظمات والمجتمع المدني بالجامعة العربية حول "تداعيات أزمة كورونا على الامن الغذائي العربي"، مؤخرا، بمشاركة المنظمة العربية للتنمية الزراعية والمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة والهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي والاتحاد العربي للصناعات الغذائية واتحاد المهندسين الزراعيين العرب ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "الاسكوا" ومنظمة الاغذية والزراعة الأممية "الفاو"، وبحضور عدد كبير من ممثلي الدول العربية والمنظمات والاتحادات العربية والاقليمية وممثلي وسائل الإعلام.

وقال محمد خير عبد القادر مدير إدارة المنظمات والاتحادات العربية بجامعة الدول العربية أن الندوة شددت في توصياتها التي وزعتها الجامعة العربية، أمس، على أهمية إنشاء صندوق عربي للأزمات للمساعدة في مواجهة الأعباء المترتبة على هذه الأزمة والأزمات التي تواجهها الدول العربية في المستقبل وبما يتيح تقديم قروض وتسهيلات للقطاع الخاص العربي.

وطالبت بتعزيز شبكات الأمن الغذائي والاحتياجات من السلع الغذائية الأساسية، كما أكدت على أهمية إحداث آلية عربية لتمويل الزراعة العربية أو صندوق لتمويل التنمية الزراعية مع التشديد على ضرورة إنشاء البرنامج العربي للغذاء لمساعدة ضحايا الكوارث والأزمات الغذائية الطارئة وخاصة في الدول العربية الأكثر تضررا.