حملة الإبادة الإسرائيلية تتواصل لليوم السادس

أكثر من 100 شهيد ودمار كبير في مأساة تتكرر

أكثر من 100 شهيد ودمار كبير في مأساة تتكرر
  • القراءات: 760
م. مرشدي م. مرشدي

تتواصل حملة الإبادة الجماعية التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في قطاع غزة لليوم السادس على التوالي، مخلفة أكثر من 101 شهيد ومئات المصابين دون الحديث عن دمار لحق البنى التحتية في قطاع منهك ومدمر بحصار إجرامي مفروض منذ سبع سنوات.
وتأكد للعالم أن الإبادة تهدف الى ترعيب المدنيين الفلسطينيين بدليل أن عمليات القصف استهدفت منذ الوهلة الأولى المساجد والمنازل والإدارات العمومية، وطمرت تحت أنقاضها الأطفال الرضّع والنساء والمقعدين.

ولكن العالم "الديمقراطي الحر" وبعد تأكده من هذه الحقيقة البشعة بقي يواصل التفرج على مشاهد مسرحية مرعبة عرف نتانياهو كيف يدير إخراجها بوضع حركة حماس العدو الظاهر، ولكن بعقدة أن الفلسطينيين يجب أن يدفعوا الثمن غاليا لتمسكهم بالمقاومة ورفضهم الخضوع لمنطق البطش الممارس في حقهم. وكشفت رسائل التهديد والوعيد التي تلقاها سكان القطاع على هواتفهم المحمولة أنهم المعنيون بحرب الإبادة وليس عناصر المقاومة الذين واصلوا إطلاق صواريخ القسام المختلفة على أهداف الاحتلال في داخل الكيان الإسرائيلي.
ولكن مفاجأة نتانياهو ومن دفعه دفعا الى المغامرة بقصف قطاع غزة من أمثال افيغدور ليبرمان، وزير خارجيته كانت كبيرة عندما استفاقوا على صواريخ تسقط قبالة مياه مدينة حيفا في شمال إسرائيل وفي ديمونة وتل أبيب والقدس. وكم كانت الصورة مرعبة ومفرحة في أن واحد لعشرات جنود الاحتلال وهم منبطحون أرضا لمجرد سماع صافرات إنذار بوصول صاروخ القسام، وكم هو جميل أن ينتقل الرعب من الأم الفلسطينية المفجوعة باستشهاد ابنها او زوجها بل وكل أفراد أسرتها الى إسرائيليات بأن الرعب على وجوههن حتى وهن داخل الملاجئ.
واستفاق نتنياهو ووزير دفاعه وممثلو مجلس الأمن القومي الذين خططوا لعملية "الجرف الصامد" أن "قبة الحديد" الاسم الممنوح لنظام الدفاع الجوي الإسرائيلي الذي صورته الدعاية الإسرائيلية على انه أحكم نظام دفاعي صاروخي في العالم فشل في رصد والتصدي لصواريخ المقاومة التي عادة ما تعنت بالتقليدية.
وحتى وان كانت نتائج عمليات قصف المقاومة محدود الأضرار والخسائر إلا أنها تبقى ذات وقع نفسي على المستوطنين الذي كانوا يعتقدون أنهم تحت حماية الجيش الذي لا يقهر، ولكنهم وقفوا على حقيقة مزيفة ومغايرة تماما لهذه الصورة النمطية.
وفي مقابل ذلك فإن وصول صواريخ المقاومة زرع الأمل في نفوس الفلسطينيين الذين أكدوا على قدرتهم في زرع الرعب في أوساط قيادة جيش الاحتلال، ولم يكن توقف الملاحة الجوية في مطار بن غريون الدولي بالعاصمة تل أبيب إلا اكبر انتصار لهذه المقاومة التي تريد أن تكون مصدر رعب لجيش الاحتلال.
وراح الإسرائيليون طيلة أيام العدوان يقيمون مدى قدرة "الجرف الصامد" في صد "العصف المأكول" الذي اعتمدته المقاومة الفلسطينية للرد على عمليات القصف العشوائي ضد الأهداف المدنية الفلسطينية.ويكون تيقن قيادة الجيش الإسرائيلي من فشل هذه العملية في تحقيق أهدافها هو الذي جعله يواصل قصفه العشوائي ضد الفلسطينيين كان أعنفها ذلك الذي خلف صباح أمس، استشهاد ثمانية فلسطينيين من بينهم سيدة.
ولم يكن قصف قوارب الصيد الراسية في ميناء غزة إلا اكبر دليل على حقيقة هذا التخبط رغم أن إسرائيل تدرك أنها لفلسطينيين غلبهم قهر الحصار وراحوا يقتاتون من البحر للبقاء على قيد الحياة.
ورغم أنه لا يوجد نعت يمكن إعطاؤه لما تقوم به إسرائيل ضد المدنيين الفلسطينيين بعد أن تعدت بشاعة جرائمها حد المعقول، مازال رئيس بوزن رئيس الولايات المتحدة باراك اوباما يبدي مخاوفه من وقوع انزلاق للوضع وكأن ما جرى مجرد تدريبات أولية لعملية أفظع وستكون الولايات المتحدة اكبر شاهد عليها.
وراح اوباما وبدلا من إعطاء أوامر صارمة لوقف المجزرة ضد الفلسطينيين يعرض وساطة فقدت معناها على اعتبار أن ما يجري ليس حربا بين دولتين وإنما حرب إبادة حقيقية يتعرض لها شعب اعزل.
والمفارقة أن بان كي مون، الذي يرأس الهيئة الأممية راح يطالب هو الآخر  بوقف الاقتتال في وقت مازالت فيه المحافظة السامية للحقوق الإنسان التابعة له مترددة في وصف ما يجري بأنه خرق لقوانين الحرب، على اعتبار أن إسرائيل استهدفت المنازل والسكان المدنيين في كل اعتداءاتها السابقة ولم تنتظر الأمم المتحدة لتحديد ذلك.