بعد ثلاثة أسابيع من بدء عملية "عاصفة الحزم"

أضخم مناورات برية سعودية ـ مصرية مشتركة

أضخم مناورات برية سعودية ـ مصرية مشتركة �
  • القراءات: 685
م. مرشدي� م. مرشدي

تعتزم السلطات السعودية والمصرية تنظيم أضخم مناورات عسكرية برية فوق الأراضي السعودية، على خلفية التطورات الميدانية في اليمن، وثلاثة أسابيع منذ بدء عملية "عاصفة الحزم" التي تقودها الرياض ضد المتمردين الحوثيين.

وجاء الكشف عن هذه المناورات التي لم يحدد مكان تنظيمها في وقت تضاربت فيه المعلومات حول ما إذا كان ذلك مؤشر على احتمال خوض التحالف العربي بقيادة العربية السعودية، عمليات برية لضرب مواقع مقاتلي حركة أنصار الله الحوثية.

وكشفت الرئاسة المصرية، أن القاهرة والرياض ستشكلان لجنة عسكرية مشتركة  لتنظيم أكبر مناورات عسكرية تشارك فيها قوة عربية مشكلة أساسا من القوات المصرية والسعودية وقوات من دول خليجية.

ولم يوضح بيان الرئاسة المصرية تاريخ تنظيم هذه المناورات، وتعداد القوات التي تشارك فيها وآليات تنظيمها والهدف منها.

يذكر أن الإعلان عن تنظيم هذه المناورات جاء في ختام لقاء القمة الذي جمع أمس، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.

وشدد الرئيس المصري على القول إن الأمن في منطقة الخليج العربي يشكل خطا أحمر بالنسبة لبلاده، ويدخل ضمن مجال الأمن القومي المصري وخاصة في البحر الأحمر، ومضيق باب المندب الذي يفصل القارة الإفريقية عن الجزيرة العربية.

والرسالة واضحة باتجاه الحوثيين الساعين الى بسط سيطرتهم على باب المندب أحد أهم شرايين الملاحة البحرية في العالم، وشكل زحف مقاتليه باتجاه هذا الممر البحري التحول في الحسابات الإقليمية لدول الجوار وخاصة لدى العربية السعودية، التي قررت على إثرها تنظيم عملية "عاصفة الحزم" التي أخلطت عليهم حساباتهم وأفشلت خططهم العسكرية في تحقيق أهدافهم من وراء زحفهم على العاصمة صنعاء ثم مدينة عدن.

وتزامن الكشف عن تنظيم هذه المناورات مع الاجتماع المرتقب لقادة هيئات أركان الجيوش العربية بمقر الجامعة العربة، من اجل مناقشة الإطار التنظيمي والقانوني لتشكيل قوة تدخل عربية التي وافق قادة البلدان العربية على تشكيلها خلال قمة منتجع شرم الشيخ  المصري نهاية شهر مارس الأخير.    

وإذا كان الربط قائما بين هذا الاجتماع والمناورات السعودية المصرية المرتقبة، فلا يستبعد أن تكون العملية ذات صلة باحتمال اللجوء الى عملية برية ضد المواقع  العسكرية الحوثية، بعد أن تأكد استحالة تحييدهم بغارات جوية دمرت الأهداف الظاهرة، ولكنها فشلت الى حد الآن في القضاء على قوتهم النارية.

وكان الجنرال احمد العسيري، الناطق باسم عملية "عاصفة الحزم"، أكد بخصوص البدائل العسكرية المطروحة أن كل الخيارات واردة في إشارة الى عدم استبعاد القيام بعمليات برية داخل اليمن.

ويمكن القول أن هذا الخيار سيفرض نفسه على التحالف العربي على اعتبار أن إطالة أمد العملية الجوية سيفقدها فعاليتها، ويضع الدول المشاركة فيها أمام مأزق عسكري حقيقي بما يستدعي التفكير في بدائل أخرى لإنقاذ الموقف قبل فوات الأوان. 

وأكدت تحاليل عسكرية، أن الاكتفاء بضربات جوية في دك المواقع العسكرية للحوثيين لن تكون ذات فائدة ما لم ترفق بعمليات برية  على اعتبار أن الحرب تحولت الى حرب مواقع في المدن، وهو ما يستدعي خطط عسكرية ملائمة وخاصة وان الحوثيين انتشروا في أوساط السكان في المدن والمحافظات التي احتلوها.

وهو ما يجعل من الصعب القيام بضربات جوية في أماكن آهلة بالسكان المدنيين في ظل تواتر تقارير طبية وإنسانية أكدت مقتل عشرات المدنيين في عمليات القصف المتبادل بين المتحاربين.

يذكر ان السلطات المصرية أبدت استعدادها إرسال قوات برية الى اليمن في حال استدعت الضرورة ذلك،، ومعها دولة باكستان قبل أن يعترض نواب برلمانها ضد كل تدخل في اليمن، وفضّلوا البقاء على الحياد تحت ضغط الطائفة الشيعية في هذا البلد والمقدر تعدادها بحوالي 20 بالمئة من إجمالي عدد السكان. 

كما أن نداءات دولية متواترة ألح أصحابها بضرورة تنظيم ندوة دولية حول اليمن لإجلاس الفرقاء الى طاولة مفاوضات واحدة على أمل التوصل الى تسوية سياسية تنهي حالة الحرب في هذا البلد.