تحت شعار "عندما يظل العالم صامتا، نْبحر"
"أسطول الصمود العالمي" ينطلق من برشلونة نحو غزة

- 464

تحت شعار "عندما يظل العالم صامتا، نبحر"، انطلق، أمس، "أسطول الصمود العالمي" من ميناء برشلونة الاسباني متجها إلى قطاع غزة المنكوب بمشاركة أكثر من 30 ألف ناشط ومتضامن من 44 دولة، في محاولة جديدة لكسر الحصار الصهيوني المفروض على هذا الجزء من الأرض الفلسطينية المحتلة.
وأكمل الأسطول، المكوّن من عدة سفن وقوارب ويضم اتحاد أسطول الحرية وحركة غزة العالمية وقافلة الصمود ومنظمة صمود "نوسانتارا" الماليزية، استعداداته الأخيرة من أجل الإبحار بجمع نحو 50 سفينة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة.
ويقود الأسطول، الذي يحمل مساعدات إنسانية، الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ، باعتبارها عضو اللجنة التوجيهية في "أسطول الصمود العالمي"، ومن المقرر أن تغادر القوارب الميناء الكتالوني "لفتح ممر إنساني ووضع حدّ للإبادة الجماعية المستمرة للشعب الفلسطيني".
ومن المتوقع أن تنضم إلى هذا الأسطول عشرات السفن الإضافية، التي ستنطلق من تونس وموانئ أخرى على البحر الأبيض المتوسط في الرابع سبتمبر الجاري، وسيتم تنظيم أنشطة متزامنة "تضامنا مع الشعب الفلسطيني" في 44 دولة، وفق ما وعدت به غريتا ثونبرغ، عضو اللجنة التوجيهية لأسطول الصمود العالمي، على انستغرام بداية أوت، ومن بين المشاركين نواب أوروبيون وشخصيات من بينها رئيسة بلدية برشلونة السابقة آدا كولاو النائب اليسارية البرتغالية ماريانا مورتاغوا.
وأوضحت ثونبرغ بأنه "يجب أن يقع على عاتق حكوماتنا ومسؤولينا المنتخبين العمل والسعي للدفاع عن القانون الدولي ومنع جرائم الحرب ومنع الإبادة الجماعية"، لكنهم "يفشلون في ذلك، وبذلك يخونون الفلسطينيين، بل البشرية جمعاء".
وعقدت اللجنة المنظمة للأسطول ندوة صحافية، أمس، بالمدينة الكتالونية، أكد فيها أعضاؤها أنهم يعملون على تأسيس حركة تضامن عالمية مع الشعب الفلسطيني، وشدّدوا على ضرورة التحرّك وعدم الصمت لإنهاء التواطؤ العالمي مع "دولة الإبادة الجماعية" واعتبروا أن أي اعتداء محتمل لجيش الاحتلال الصهيوني على الأسطول سيعد "جريمة حرب".
وشدّد المتحدث باسم "أسطول الصمود العالمي"، سيف أبو كشك، على أن المبادرة ستعمل بلا كلل حتى كسر الحصار عن القطاع وإيقاف الإبادة الجماعية في غزة، معربا عن انزعاجه الكبير من عدم تحرك حكومات الدول لوقف مجازر الإبادة والمجاعة في غزة، حيث قال إنها "لا تتخذ أي إجراء لمنع الإبادة الجماعية.. إنها لا تفعل شيئا"، وهو ما جعله يؤكد أنه اعتراضا على صمت حكومات الدول، تولد مبادرات حول العالم كمبادرة أسطول الصمود العالمي للسعي إلى وقف الإبادة الإسرائيلية في غزة.
وقال الناشط البرازيلي، ثياغو أفيلا، للصحفيين في برشلونة الأسبوع الماضي "ستكون هذه أكبر مهمة تضامن في التاريخ"، حيث "سيشارك فيها عدد أكبر من الناس وعدد أكبر من القوارب مقارنة بكل المحاولات للوصول إلى غزة مجتمعة حتى الآن".
ودعت اللجنة إلى دعم الأسطول، الذي قالت إنه جاء امتدادا واستلهاما لجهود تحالف أسطول الحرية منذ عام 2010 بدء من سفينة "مافي مرمرة" التركية مرورا بمحاولات كسر الحصار المتعاقبة وصولا إلى موجات كسر الحصار لعام 2025 التي تمثلت حتى الآن بسفن "الضمير" و«مادلين" و«حنظلة" والتي اعترضتها إسرائيل. كما دعا الناشطون المشاركون في الأسطول الحكومات إلى الضغط على إسرائيل للسماح لأسطولهم، وهو الأكبر حتى الآن، بالرسو في ميناء غزة.
والمؤكد أن توجيه الناشطين لمثل هذه الدعوة لحكومات بلدانهم بالتدخل تفرضها بالدرجة الأولى التحديات والمخاطر التي قد تحدق بالأسطول ومن عليه باعتبار أنّ الكيان الصهيوني لن يتوانى في اتخاذ إجراءات عنيفة قد تصل تحت لاستخدام القوة وربما القصف لوقفه على مواصلة مساره.
وهي حقيقة يدركها المنظمون والمشاركون على السواء والذين أكدوا أنّه مهما كانت درجة الخطر التي قد تلحق بالأسطول على يد قوات الاحتلال الصهيوني، فإنها لا تصل إلى درجة الجرائم المروعة والمذابح الدامية التي لا يزال سكان غزة المحاصرين يتعرضون لها يوميا منذ نحو سنتين أمام أنظار ومسمع العالم أجمع.