طباعة هذه الصفحة

سقوط أولى الضحايا بقرى شمال سوريا

أردوغان يعطي إشارة تنفيذ عملية ”نبع السلام”

أردوغان يعطي إشارة تنفيذ عملية ”نبع السلام”
  • القراءات: 803
 م. مرشدي م. مرشدي

دقت طبول الحرب في قرى شمال سوريا بقوة أمس، في أولى عمليات الاجتياح العسكري التركي بدعوى ملاحقة الإرهابيين في معاقلهم ومنع تسللهم إلى داخل العمق التركي، حيث أعطى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس، الضوء الأخضر لقوات بلاده لاجتياح الأراضي السورية ضمن عملية ”نبع السلام” بدعوى ملاحقة العناصر الإرهابية الكردية لعلاقتها بحزب العمال الكردستاني التركي المنادي بالانفصال عن تركيا.

وأكد الرئيس التركي في تغريدة على موقع ”تويتر” أن قوات بلاده المدعومة بمليشيات كردية سورية موالية لها، شرعت في تنفيذ أولى عملياتها العسكرية التي جندت لها آلاف الجنود والعتاد الحربي والطائرات المقنبلة لحسم الموقف في أقصر مدة ممكنة.

وكشفت مصادر كردية أمس، سقوط أولى ضحايا هذه العملية بمقتل مدنيين اثنين وشروع سكان القرى الحدودية في مغادرة منازلهم فرارا من هول المعارك التي ينتظر أن تشهدها المناطق الحدودية التركية ـ السورية في قادم الأيام في تكرار لتجارب عمليتي اجتياح مماثلتين وهما ”درع الفرات” شهر أوت سنة 2016 وعملية ”غصن الزيتون” شهر فيفري 2018 واللتين أدتا إلى نزوح آلاف السوريين الأكراد إلى مناطق أكثر أمنا.

وتأكد أمس، أن الرئيس التركي لم يول أي أهمية لكل النداءات الدولية لتفادي كارثة إنسانية جديدة في سوريا وراح ينفذ وعيده بالقضاء على الإرهاب، في إشارة إلى عناصر مليشيا الوحدة لحماية الأكراد الذين سبق أن أعلنوا عن حكم ذاتي في شمال سوريا اعتبرته السلطات التركية بأنه تعزيز لمطالب حزب العمال الانفصالي الذي يسعى إلى تأسيس دولة في مناطق تواجد هذه العرقية في تركيا وسوريا والعراق ووصولا إلى شمال إيران.

وأعلنت هذه المليشيا الكردية أمس، حالة النفير العام في أوساط مقاتليها، داعية كل أكراد شمال سوريا لتنظيم المقاومة ضد الهجوم التركي وهو ما يؤشر على حرب مفتوحة قد يصعب على القوات التركية حسمها في الزمن القصير الذي وعدت به.

وهو ما جعل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين يبدي مخاوفه من تبعات هذه الحرب الأمر الذي جعله يحث الرئيس التركي، في مكالمة هاتفية أجراها معه أمس، التفكير مليا قبل الإقدام على أي ”مغامرة عسكرية في سوريا لتفادي ضرب الجهود المشتركة الرامية إلى إنهاء الأزمة السورية”.

ولكن الرئيس التركي كانت له مقاربة أخرى عندما دافع لنظيره الروسي أن عملية ”نبع السلام” ستساهم في إحلال السلم والاستقرار وتساعد على التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية.

ولكن السلطات السورية دحضت في حقيقة النوايا التركية متهمة أنقرة بانتهاك سيادتها الترابية وأكدت أنها بدأت في تحضيرات عسكرية من أجل مواجهة العدوان التركي بكل الوسائل المشروعة، مستنكرة ما أسمتها بالطموحات التوسعية التركية فوق أراضيها.

وفي محاولة منها لاستعادة ولاء الأكراد لها، دعت دمشق مختلف التنظيمات الكردية للدفاع عن وحدة التراب السوري والوقوف في جبهة واحدة ضد ما وصفته بالتوسع التركي وأكدت أنها على استعداد تام لاحتضان أبنائها الضالين.

وفي أول رد فعل لبلاده على هذه العملية، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف أن الهجوم ستكون له تبعات كارثية على كل المنطقة ومن شأنه أن يدخل كل المنطقة في متاهة حرب مفتوحة جديدة.

وأضاف لافروف أن الأكراد يشعرون بقلق متزايد في ظل التطورات التي أفرزها التفاهم الأمريكي ـ التركي بسحب القوات الأمريكية من مناطق شمال سوريا لفتح الطريق أمام تغلغل القوات التركية ضمن تطورات كارثية قال بضرورة تفادي الدخول في متاهتها اللامتناهية.

وتوالت التحذيرات على الهجوم التركي من الجامعة العربية والكونغرس الأمريكي والاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي التي طالبت جميعها الرئيس التركي بالعدول عن قراره.