نجح في توظيف ورقة المهاجرين ضد الدول الأوروبية

أردوغان يبحث في موسكو عن مخرج من المستنقع السوري

أردوغان يبحث في موسكو عن مخرج من المستنقع السوري
  • القراءات: 520
م. مرشدي م. مرشدي

يصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد غد الخميس، إلى موسكو لعقد قمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، حاملا معه ثقل تطورات التصعيد العسكري الذي شهدته سوريا خلال الأيام الأخيرة، وكادت أن تقطع حبل الصلة بين هذين البلدين وبالتالي إشعال حرب جديدة في المنطقة على خلفية الهجوم العسكري التركي بالعمق السوري.  وقال الرئيس التركي، أمس، إنه يأمل في الحصول على موافقة روسية لوقف فوري للقتال بين قوات بلاده ونظيرتها السورية في محافظة إدلب التي اندلعت نهاية الأسبوع الماضي، بعد مقتل 34 عسكريا تركيا في غارات سورية ومقتل 74 عسكريا سوريا في رد تركي.

وكانت القوات التركية باشرت أول أمس، عملية ”درع الربيع” ضد مواقع القوات السورية في محاولة للي ذراع الرئيس الروسي، لدفعه إلى ممارسة ضغط على الرئيس السوري بشار الأسد، لوقف الهجوم السوري المتواصل منذ نهاية العام، لاستعادة آخر معاقل تنظيمات المعارضة المسلحة في إدلب بتنسيق وثيق مع القوات الروسية التي ضمنت الحماية الجوية لها في تقدمها باتجاه مدن اقصى شمال البلاد. ولم تستسغ السلطات التركية الإنجازات الميدانية التي حققتها الوحدات السورية وهي تتقدم باتجاه المنطقة العازلة التي أقامتها السلطات التركية داخل العمق السوري، بدعوى حماية ترابها من تسلل الإرهابيين واللاجئين السوريين النازحين من المواجهات العسكرية التي تدور رحاها في مدنهم.

وقال أردوغان، إنه سيتوجه إلى موسكو للتباحث مع الرئيس بوتين، حول آخر تطورات الوضع في سوريا و«آمل أن يتخذ إجراءات مستعجلة لوقف إطلاق النار وأن نجد سويا حلا لهذه القضية”. ولم تنتظر السلطات السورية طويلا للرد على رغبة الرئيس أردوغان، مؤكدة إصرارها على ”صد الهجوم العسكري التركي ووقف العدوان المفضوح ووضع حد للتدخل في الشأن الداخلي السوري”.

ويسعى الرئيس التركي، في ظل تداعيات هذا التدخل العسكري التحرك على الجبهتين الروسية والأوروبية في آن واحد، فبينما لعب ورقة التهدئة مع موسكو اختار ورقة الضغط على مختلف العواصم الأوروبية بفتح حدود بلاده على مصراعيها أمام سيول المهاجرين واللاجئين المتواجدين ببلاده، والدفع بهم لمواصلة طريقهم إلى وجهاتهم النهائية بمختلف الدول الأوروبية، غير مكترث بسيل المكالمات الهاتفية التي تلقاها من طرف قادة هذه الدول حاثين إياه على إعادة إغلاق حدود بلاده.

وقال أردوغان، في خطاب تخويفي ”الأبواب فتحت ولن تغلق وعليكم أن تتحمّلوا جزءا من العبء”، مذكرا بذلك الأوروبيين بتبعات موجة الهجرة التي شهدتها أوروبا سنة 2015، وأدت إلى أزمة حادة بين مختلف دول الاتحاد الأوروبي التي تباينت مواقفها في كيفية التعامل معها. وإذا كان الرئيس التركي، قد نجح في خطته مع الدول الأوروبية فقد اصطدم بموقف السلطات الروسية التي فضّلت كتم غيضها تجاه تصرفه، وأكد أمس، على الأهمية الكبيرة التي توليها للتعاون مع أنقرة، ولكن ذلك يبقى مجرد خطاب دبلوماسي على اعتبار أن ما سيسمعه الرئيس التركي بعد غد سيكون خطابا آخر يحمل نبرة عسكرية، خاصة بعد إسقاط طائرات حربية سورية واعتقال موظفي وكالة ”سبوتنيك” الاعلامية الروسية الناطقة بالتركية في العاصمة أنقرة، ضمن تصرف أثار حفيظة السلطات الروسية التي رأت فيه استفزازا لها في فترة حرجة وحساسة.

كما أن عملية ”درع الربيع” جاءت لخلط حسابات موسكو في بلد تعتبره حليفا محوريا لأهمية موقعه الجيو ـ استراتيجي، حيث تعتبره روسيا قلب العالم، وهي لا تريد تضييعه لنزوة رئيس تركي يريد حماية عناصر مليشيات مسلحة سورية موالية له في قلب المستنقع السوري.