الدور الثاني من انتخابات الرئاسة التركية

أردوغان لتأكيد تقدّمه على كليجدار أوغلو..

أردوغان لتأكيد تقدّمه على كليجدار أوغلو..
  • القراءات: 566
 م. م م. م

يعود قرابة 63 مليون ناخب تركي اليوم، إلى مكاتب التصويت لاختيار رئيسهم الثاني عشر في تاريخ الانتخابات الديمقراطية التركية بين الرئيس المنتهية عهدته، رجب طيب أردوغان ومنافسه العلماني، كمال كليجدار أوغلو.

ففي الوقت الذي يطمح فيه المترشح الأول للفوز بعهدة رئاسية ثالثة يسعى الثاني إلى وضع حدّ لعشرين سنة من حكم أردوغان لتركيا منذ 2004 سواء في ظل النظام البرلماني أو الرئاسي. ويدخل المترشحان غمار الدور الثاني من هذه الانتخابات بعد أن استحال على الرئيس أردوغان حسم المعركة الانتخابية في دورها الأول بعد فشله في تحقيق 50% من أصوات الناخبين الأتراك زائد واحد الضرورية لتفادي خوض دور ثان.

ولم يحقق أردوغان خلال انتخابات الدور الأول في 14 ماي الجاري سوى 49,5% من الأصوات بينما حصل منافسه كمال كليجدار أوغلو، الراغب في إحياء إرث مؤسس تركيا الجديدة، مصطفى كمال أتاتورك سوى على 44,9% من الأصوات. ويسعى الرئيس التركي حسم المعركة الانتخابية هذه المرة بفارق كبير عن منافسه مستغلا في ذلك الدعم الذي حظي به من طرف المترشح اقصى اليمين، سنان أوغان الذي حل ثالثا في الدور الأول وفضل في معركة الحسم الوقوف إلى جانب الرئيس أردوغان حاثا مؤيديه على التصويت لصالح هذا الأخير.

ويمكن القول إن قرار أوغان، الأسبوع الماضي حسم أمر انتخابات اليوم قبل أوانها، وإجراء الدور الثاني اليوم سيكون شكليا إذا سلمنا بأن قرابة 2,5 مليون ناخب تركي ممن صوّتوا لصالح أوغان، ومكنّوه من تحقيق 5,2% من الأصوات سيجعلون من إحداث كليجدار، لأي مفاجأة مستبعدا في ظل المعطيات الانتخابية المتوفرة.

وهي حقيقة قائمة، رغم أن تحالف كليجدار، الذي يضم ستة أحزاب من أقصى اليمين إلى وسط اليسار لم يتمكن من حسم الرهان الانتخابي منذ الدور الأول بما يؤكد استحالة تحقيقه الفوز اليوم بسبب تسريبات إعلامية أكدت وجود تنافر خفي بين مكونات التحالف مما هز ثقة الناخبين فيه.

ورغم تراجع شعبية الرئيس أردوغان، خلال السنتين الأخيرتين بسبب تدهور الاقتصاد التركي متأثرا بتبعات جائحة كورونا، التي أدت إلى كساده وتراجع وتيرة نموه بشكل لافت ما أدى إلى ارتفاع نسبة التضخم التي أثرت على القدرة الشرائية لعامة الشعب التركي، إلا أنه تمكن من تجاوز هذا الامتحان قبل أن يواجه آثار الزلزال القوي الذي ضرب بلاده بداية شهر فيفري الماضي ما جعل شكوكا متزايدة، تحوم حول قدرته من المحافظة على شعبيته وسط سكان فقدوا كل ما يملكون.

والمفارقة أن أكبر نسب التصويت التي حققها أردوغان، حصدها في المحافظات التي ضربها الزلزال بعد أن اقتنع سكانها أنه المرشح القادر على الإيفاء بوعوده بمحو آثار الكارثة الطبيعية وإعادة إعمار ما دمرته وإسكان المتضررين قبل نهاية العام الجاري.

ليس ذلك فقط، فقد راهن الرئيس التركي على الأغلبية الصامتة، المقدر عدد ناخبيها بأكثر من 8,3 ملايين تركي والذين فضلوا عدم التصويت خلال الدور الأول مما يجعل مشاركتهم وازنة في ترجيح كفة المعادلة الانتخابية والتي أكدت كل مؤشراته أنها تصب في صالح الرئيس، رجب طيب أردوغان.