إجراءات أمنية وقائية لمنع تكرار مجزرة فندق امبريال سوسة

آلاف السياح الأوروبيين يغادرون تونس

آلاف السياح الأوروبيين يغادرون تونس
  • القراءات: 809
يعقد مجلس الأمن القومي التونسي، اليوم، اجتماعا طارئا لبحث الإجراءات الإضافية التي يتعين اتخاذها لمنع تكرار المجزرة التي وقعت صباح الجمعة في منتجع مرسى القنطاوي بمدينة سوسة. ووضعت خلية التنسيق الأمني والمتابعة في حالة "انعقاد مستمر لمتابعة كل الحيثيات التي أحاطت بعملية اغتيال 40 سائحا أجنبيا في فندق "امبريال مرحبا" من طرف أحد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية قبل أن تتمكن قوات الأمن التونسية من القضاء عليه.
وتم الاتفاق خلاله على إعادة استدعاء عناصر الجيش الاحتياطي لدعم قوات الجيش على وضع "مخطط استثنائي لتأمين المناطق السياحية والمواقع الأثرية ونشر وحدات من الأمن السياحي على كامل الشريط الساحلي وداخل الفنادق بداية الشهر القادم. كما تضمنت القرارات "غلق 80 مصلى ومسجدا مدرجا في قائمة الخارجين عن القانون وذلك خلال أسبوع واحد" وكذا "الشروع في اتخاذ الإجراءات القانونية ضد الأحزاب والجمعيات المخالفة للدستور بما في ذلك إجراءات لحلها.
وتقرر إعلان جبال "سمامة" و«مغيرة" و«ليلة عيشة" و«ورغة" مناطق "عسكرية مغلقة بما يسهل عمليات التدخل وملاحقة الإرهابيين" مع تكثيف الحملات والمداهمات لتتبع الخلايا النائمة والعناصر المشبوهة. وجاءت هذه القرارات بعد الاجتماع الطارئ الذي عقده رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد والذي أمر خلاله بفتح تحقيق شامل لتحديد المسؤوليات فيما وقع واتخاذ الإجراءات الوقائية لمنع تكرارها. وكانت خلية التنسيق الأمني والمتابعة التي تضم ممثلين عن وزارات الدفاع والداخلية والعدل والخارجية والشؤون الديني عقدت اجتماعا طارئا مباشرة بعد وقوع الهجوم. وقررت على إثرها "فتح تحقيق وإجراء تقييم شامل للواقعة وتحديد المسؤوليات واتخاذ الإجراءات اللازمة.
وإذا كان التونسيون بدأوا يستفيقون تدريجيا من وقع صدمة المجزرة التي استهدفت السياح الأجانب في مرسى القنطاوي إلا أنهم استفاقوا على وقع صدمة أشد وهم يشاهدون آلاف السياح يغادرون تونس في طوابير لا متناهية في مختلف المطارات عائدين الى بلدانهم. ومازال آلاف السياح الذين تعودوا على الوجهة التونسية مصدومين من هول ما رأوا وقطعوا عطلهم خوفا من عمليات إرهابية قد تستهدفهم وقرروا العودة الى بلدانهم بينما قررت وكالات سياحية أوروبية إلغاء كل حجوزات زبائنها بعد الهجوم الإرهابي على فندق امبريال مرحبا بمدينة سوسة.
وبلغت حصيلة الهجوم في آخر حصيلة 40 قتيلا من جنسيات بريطانية وفرنسية واسبانية وألمانية وبلجيكية وايرلندية وتونسية في انتظار تحديد هوية القتلى والمصابين الذين نقلوا إلى مختلف المستشفيات. وأحصت مصالح حرس الحدود التونسية وصول عشرات الحافلات من مختلف المنتجعات باتجاه مختلف المطارات التونسية في رحلات جوية معاكسة باتجاه مختلف الدول الأوروبية التي عادة ما يفضل رعاياها التوجه الى تونس للاستمتاع بمناخها المعتدل وشمسها ومناظر طبيعتها الخلابة.
وأفرغت أفخم فنادق المنتجعات السياحية التونسية من روادها وتحولت الحركية التي طبعتها منذ بدء فصل الحر إلى مجرد هياكل خاوية على عروشها بعد أن طالبت مختلف وكالات السفر زبائنها على العودة فورا الى أوروبا بدعوى أن الأمن لم يعد متوفرا في تونس. وأكد مسؤول إحدى الوكالات البلجيكية أنه قرر إجلاء أكثر من ألفي سائح من مختلف المنتجعات التونسية في وقت قررت فيه وكالات بريطانية إرسال عشرات الطائرات لإجلاء 2500 سائح وإلغاء كل الرحلات المبرمجة في انتظار معرفة الموقف العام في تونس.
وتمكنت مصالح الاستعلامات التونسية من تحديد هوية منفذ الهجوم وقالت إنه يدعى سيف الدين رزقي من مواليد بلدة قعفور في شمال ـ شرق البلاد سنة 1992 ويتابع دراسته في مسجد القيروان وهو غير مقيد لدى مصالح الأمن التونسية ويكون قد تصرف لوحده. وحسب أحد المصطافين التونسيين فإن "الجاني طلب من التونسيين الانسحاب وقال لهم ابتعدوا لم آت من أجلكم قبل أن يشرع في إطلاق النار على السياح الغربيين". وسارع تنظيم الدولة الإسلامية الى تبني العملية وقال أن احد "جنود الخلافة" تمكن من تحقيق الهدف بقتله لرعايا دول التحالف الصليبي.