بعد اتفاق نهائي مع القوات الروسية

آخر مقاتلي المعارضة السورية ينسحبون من الغوطة الشرقية

آخر مقاتلي المعارضة السورية ينسحبون من الغوطة الشرقية
  • القراءات: 1879
م م م م

قبل مسلحو المعارضة السورية المحاصرون منذ عدة أشهر في الغوطة الشرقية على أبواب العاصمة دمشق، الخروج من معاقلهم بعد أن اقتنعوا باستحالة مواصلة المواجهات الضارية مع القوات النظامية السورية التي استمرت لقرابة الشهرين.

واقتنع مقاتلو التنظيمات المسلحة أن تحصنهم في الغوطة الشرقية منذ أكثر من خمس سنوات بلغ نهايته وسط إصرار الجيش السوري على استعادة هذه السهول الخصبة في الضاحية الشرقية للعاصمة دمشق، من خلال حصار مطبق منعت عليهم كل مؤونة أو أدوية مما أوصل سكانها إلى أزمة إنسانية كارثية.

وهي الوضعية التي حتمت على المجموعة الدولية إصدار لائحة أممية الشهر الماضي، من أجل ضمان إيصال المساعدات الإنسانية عبر أروقة إنسانية لإغاثة السكان المدنيين المحاصرين بين فكي كماشة القوات السورية والمقاتلين المعارضين لها قبل أن يتم فتح ممرات لخروجهم من هذه المنطقة الإستراتيجية.

ومكنت هذه الطريقة أكثر من 45 ألف سوري وربعهم من المقاتلين الإسلاميين والمتطرفين من مغادرة الغوطة باتجاه منطقة ادلب المجاورة وفق اتفاق حرصت القوات الروسية على ضمان إتمامه واعطاء ضمانات للمعارضين بعدم تعرضهم لأي أذى.

ومكنت عمليات استعادة الغوطة القوات السورية المدعومة بالقوات الروسية من استعادة سيطرتها على أكثر من 95 بالمئة من الأراضي السورية التي خسرتها  منذ بدء الحرب الأهلية على نظامها في دمشق سنة 2011.

وكان آخر اتفاق في هذا السياق تم بين جماعة جيش الإسلام المدرجة ضمن التنظيمات الإرهابية والقوات الروسية سمح لمقاتليها بمغادرة معاقلهم رافعين راية الاستسلام بعد أن دخلت الشرطة العسكرية الروسية إلى مدينة دوما إحدى أكبر مدن الغوطة الشرقية كضامن على إتمام عملية الانسحاب.

وكتبت صحيفة «الوطن» السورية الموالية للسلطات الرسمية نقلا عن مصادر دبلوماسية أن الاتفاق تضمن أيضا بندا يقضي بترك المسلحين للمدفعية الثقيلة التي كانت تحت سيطرتهم قبل انسحابهم النهائي باتجاه مناطق شمال سوريا باتجاه مدينتي حلب وادلب.

ولكن انتهاء معارك الغوطة الشرقية لا يعني أبدا أن الحرب قد انتهت في سوريا بعد أن تعهد النظام السوري بملاحقة المسلحين في منطقة ادلب بمجرد انتهاء عمليات تطهير الغوطة من آخر مسلح ممن تسميهم السلطات السورية بـ «الإرهابيين».

ويتوقع متتبعون أن يشهد آخر ما تبقى من معاقل التنظيمات المسلحة في ادلب وحلب إلى ساحة لمعارك طاحنة قادمة  سيذهب ضحيتها مئات المسلحين والمدنيين الذين مازالوا يقطنونها رافضين مغادرتها ويعمق الجرح السوري الذي خلّف إلى حد الآن هلاك 350 ألف شخص وملايين المرحلين والمهجرين.