خلّف انفجار سيارة ملغمة في قلب العاصمة الصومالية موقاديشو، 76 قتيلا و70 مصابا في أعنف عملية إرهابية يعرفها هذا البلد منذ عدة أشهر. وأرجعت مصادر طبية في موقاديشو هذه الحصيلة الدامية، إلى وقوع الانفجار في شارع مكتظ بالمارة في ساعة الذروة، وعلى مقربة من مركز أمني ومركز لتحصيل الضرائب.

وأكد عمر محمود محمد رئيس بلدية موقاديشو خلال ندوة صحفية، أنه يجهل عدد القتلى، وأن عدد المصابين قارب مائة جريح. وتوقعت هذه المصادر ارتفاع هذه الحصيلة لاحقا بالنظر إلى خطورة الإصابات التي تعرض لها الجرحى، الذين نُقلوا إلى مختلف المصحات الطبية المتواجدة على مقربة من مكان وقوع الانفجار.

كما أرجعت مصادر أمنية حصيلة القتلى إلى تزامن وقوع العملية الانتحارية مع مرور حافلات لنقل الطلبة في الشارع المستهدف، الذين تناثرت أشلاء أجسادهم على بعد عشرات الأمتار؛ في مشهد مرعب اختلطت فيه روائح الدماء المتخثرة والأشلاء المحروقة والسيارات المتفحمة ومظاهر الخراب التي خلفهتها شدة الشحنة المتفجرة.

وجاءت هذه العملية في تصعيد أمني تشهده الصومال خلال الأسابيع الأخيرة بعد أن هددت حركة الشباب المحسوبة على تنظيم القاعدة الإرهابي، بمواصلته إلى غاية إسقاط الحكومة  الحالية المدعومة بحوالي 20 ألف عسكري من القوات الأممية ضمن ما يعرف بقوة "أميسوم"، التي تُعد أكبر قوة أممية في إفريقيا، ولكنها عجزت إلى حد الآن في استعادة الأمن والاستقرار إلى هذا البلد الممزق بحرب أهلية منذ سنة 1989، العام الذي عرف الإطاحة بنظام الرئيس محمد زياد بري، والذي أدى إلى تدخل عسكري أمريكي، أدخل البلاد في متاهة أمنية لم تتمكن من الخروج منها إلى حد الآن.

ورغم تمكن القوات الحكومية ومعها قوات دولية من طرد حركة الشباب من العاصمة موقاديشو سنة 2011، فإن هذه الأخيرة استعادت المبادرة في السنوات الأخيرة، وفرضت منطقها على مناطق شاسعة في البلاد، وراحت تهدد القوات الحكومية في العاصمة موقاديشو؛ من خلال تكثيف عملياتها التفجيرية واستهداف القوات الأمنية والمدنيين على حد سواء.

ونفذت حركة الشباب الأسبوع الماضي، عملية مماثلة استهدفت فندقا فخما في عاصمة البلاد، عادة ما تنزل به شخصيات سياسية محلية ودبلوماسيون أجانب وضباط مختلف أجهزة المخابرات الغربية. كما كانت أعنف عملية تفجيرية إرهابية شهدتها الصومال شهر أكتوبر 2017، خلفت 512 قتيلا و295 جريحا في انفجار شاحنة في العاصمة موقاديشو.