بينما دعا سانشيز لإجراءات طارئة لوقف مذبحة المدنيين بغزّة
6 دول أوروبية ترفض خطة الاستيلاء والتهجير الصهيونية

- 109

أعلنت ست دول أوروبية، أمس، رفضها القاطع للخطة الصهيونية الرامية لفرض تغيير ديمغرافي والاستيلاء على قطاع غزّة الذي لا يزال يتعرض منذ 19 شهرا لعدوان جائر خلّف حصيلة ضحايا جد ثقيلة قاربت عتبة 53 ألف شهيد ومئات آلاف الجرحى وكوارث إنسانية وبيئية وصحية غير مسبوقة ودمار هائل للبنية التحتية.
وقال وزراء خارجية هذه الدول في بيان مشترك، إن تنفيذ هذه الخطة التي تنص على "إقامة وجود إسرائيلي طويل الأمد" في غزّة من شأنه أن يرقى إلى "تجاوز خط أحمر جديد" و"يعرض أي احتمال لحل الدولتين قابل للتطبيق للخطر".
وأضاف البيان، الذي وقّعه رؤساء دبلوماسية إسبانيا وإيرلندا والنرويج وأيسلندا وسلوفينيا ولوكسمبورج، أن هذا من شأنه أن يشكل "تصعيدا عسكريا جديدا" من شأنه أن "يؤدي فقط إلى تفاقم الوضع الكارثي بالفعل بالنسبة للسكان المدنيين الفلسطينيين ويعرض حياة الرهائن الذين ما زالوا أسرى للخطر".
وردا على وعيد وزير صهيوني هدد بأن "غزّة ستدمر عن كاملها" وآخر تحدث عن تهجير سكانها، أكدت الدول الأوروبية الست في بيانها المشترك أن "غزّة جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين التي تنتمي إلى الشعب الفلسطيني"، داعية إسرائيل إلى اتخاذ "كل التدابير" لضمان "وصول الفلسطينيين إلى المساعدات الإنسانية دون تأخير" و"دون عوائق"، وحث رؤساء دبلوماسية هذه الدول الست، الذين أكدوا في بيانهم "دعمهم الثابت لحل الدولتين، إسرائيل وفلسطين، تعيشان في سلام وأمن" السلطات الإسرائيلية "على إظهار الاعتدال".
من جهته أعلن رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، أمس، أن إسبانيا ستقدم مشروع قرار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة يقترح "إجراءات طارئة لوقف مذبحة المدنيين" وضمان دخول "المساعدات الإنسانية" إلى قطاع غزّة. وقال سانشيز، خلال جلسة استماع في البرلمان "لا يمكن للمجتمع الدولي أن يظل غير مبال بما يحدث في فلسطين" دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل حول المحتوى الدقيق والجدول الزمني لهذا القرار.
وفي نفس سياق التحرك الدولي، شددت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، على "وجوب استئناف المساعدات في قطاع غزّة وعدم تسيسها"، وقالت في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي إن "الوضع الإنساني في غزّة لا يطاق"، مشددة على أنه "ينبغي أن تتم الآلية الجديدة لتسليم المساعدات من خلال الجهات الإنسانية الفاعلة".
تحذيرات أممية مستمرة من الخطة الصهيونية
حذّر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، أمس، من أن الخطة الصهيونية الجديدة للسيطرة على غزّة "تزيد من المخاوف" بشأن قدرة الفلسطينيين على مواصلة العيش في الأراضي الفلسطينية "كمجموعة".
وهو يشير إلى التهجير القسري للسكان في جنوب القطاع، قال المفوض الأممي في بيان له إن "الخطط التي أعلنتها إسرائيل لنقل سكان غزّة قسرا إلى منطقة صغيرة في جنوب قطاع غزّة، والتهديدات التي أطلقها المسؤولون الإسرائيليون بطرد الفلسطينيين من غزّة تزيد من المخاوف من أن تصرفات إسرائيل تهدف إلى فرض ظروف معيشية على الفلسطينيين أصبحت غير متوافقة بشكل متزايد مع استمرار وجودهم في غزّة كمجموعة".
كما شدد أكثر من ثلاثين خبيرا مستقلا في الأمم المتحدة، أمس، على ضرورة أن تتحرك الدول "الآن" لتجنب "إبادة" الفلسطينيين في قطاع غزّة، وقال الخبراء في بيان لهم "يجب على الدول أن تتحرك بسرعة لإنهاء الإبادة الجماعية المستمرة وتفكيك نظام الفصل العنصري، وضمان مستقبل يتعايش فيه الفلسطينيون والإسرائيليون في حرية وكرامة"، داعين الدول إلى عدم البقاء "سلبية".
وأصبحت نوايا الاحتلال الصهيونية في الاستيلاء على قطاع غزّة وتهجير سكانه واضحة للعيان وسط تنامي الدعوات الأممية والدولية لوقف الاحتلال عند حدّه، بعد أن تعدى كل الخطوط الحمراء وضرب عرض الحائط بكل الاتفاقيات والمعاهدات خاصة تلك المتعلقة بحقوق الإنسان.
ولم يعد يخفى على المجموعة الدولية ما تقترفه اسرائيل من جرائم يندى لها جبين الإنسانية وخاصة استخدامها التجويع كوسيلة ضغط وسلاح للضغط على سكان غزّة لحملهم على ترك أرضهم ومنازلهم، وأيضا حمل المقاومة الفلسطينية على التخلي عن مبادئها وكفاحها في سبيل نصره شعب تغتصب حقوقه عنوة منذ ما لا يقل عن ثمانية عقود من الزمن. وتواصل الأمم المتحدة بكل هيئاتها ووكالاتها ومسؤوليها دق ناقوس الخطر وإطلاق مزيد من صافرات الإنذار للمجاعة الرهيبة التي يتخبط فيها سكان غزّة، والتي أصبحت تودي بحياة العزّل والأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ.
وفي هذا السياق، أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" أن تقديم المساعدات في قطاع غزّة في ظل العدوان الصهيوني المتواصل يجب أن يتم بناء على الحاجة الإنسانية وليس لغرض استخدامها من قبل الاحتلال كسلاح وتكتيك لنقل سكان القطاع إلى أي مكان محدد. وقال المتحدث باسم المكتب، يانس لاركيه، إنه "لم تعد هناك المزيد من المساعدات في غزّة لتوزيعها"، لافتا إلى أن عملية الإغاثة "مختنقة" بسبب إغلاق المعابر من قبل الاحتلال الصهيوني. وذكر لاركيه، أن الفريق الإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة قد تلقى إفادة شفهية بخصوص خطة الاحتلال المزعومة بشأن إغلاق نظام المساعدات الحالي وتوصيل الإمدادات عبر محاور صهيونية بشروط يضعها الاحتلال.
الصحة العالمية .. 10 آلاف طفل مصابون بسوء التغذية الحاد في غزّة
أعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس، عن أرقام مقلقة حول انتشار سوء التغذية بين أطفال قطاع غزّة، مشيرة إلى أنه تم تسجيل منذ بداية العام، إصابة ما يقارب 10 آلاف طفل منهم حوالي 1400 يعانون سوء التغذية الحاد الذي يستدعي تدخلا وعلاجا طبيا فوريا.
وحذّرت المنظمة، من أن الأطفال الذين يصلون إلى مرحلة سوء التغذية الحاد دون علاج يواجهون خطر الموت رغم توفر ثلاثة مراكز علاجية. وقالت إن عدد الأطفال الذين يتلقون العلاج أقل من المتوقع غالبا بسبب صعوبة الوصول أو النزوح المتكرر بما يؤدي إلى عدم استكمال العلاج لواحد من كل خمسة أطفال.
الرئيس الفنزويلي يندّد بصمت المجتمع الدولي
وصف الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، عدوان الاحتلال الصهيوني على قطاع غزّة بأنه إبادة تُشن ضد الشعب الفلسطيني، منّددا بصمت المجتمع الدولي حيال الوضع في القطاع. وأشار في مقابلة مع التلفزيون الرسمي لبلاده إلى التطورات الراهنة الإقليمية والدولية قائلا "تُشن حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني ومن يلتزم الصمت إزاء هذا التدمير الذي يستهدف عائلات بأكملها هو شريك أبدي في إحدى أخطر الجرائم المسجلة في التاريخ".
دعت إلى ملاحقة قادة الكيان الصهيوني أمام المحاكم الدولية
"حماس" تصرّ على اتفاق شامل لإنهاء الحرب
أكّد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، باسم نعيم، أمس، أن المقاومة تصر على اتفاق شامل ورزمة كاملة لإنهاء الحرب في قطاع غزة وخارطة طريق لليوم التالي.
وكشف باسم نعيم عن محاولات مستميتة قبل زيارة الرئيس الامريكي، دونالد ترامب، إلى الشرق الأوسط عبر جريمة التجويع واستمرار الإبادة الجماعية والتهديد بتوسيع العمل العسكري لإنجاز اتفاق جزئي يعيد بعض الأسرى الصهاينة مقابل أيام محدودة من الطعام والشراب ولا ضمانات من أي طرف للوصول إلى وقف الحرب.
وأوضح أن كل ذلك يحدث في ظل توعّد رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، باستئناف الحرب لاستكمال المهمة التي أعلن عنها منذ بداية الحرب وفشل هو وجيشه في تحقيقها على مدار 18 شهرا، وهي "النصر المطلق واستعادة الأسرى".
وأكد القيادي في "حماس" بأن "هذه المحاولات لن تنجح في كسر إرادة شعبنا ومقاومته من تحقيق أهم شروط أي اتفاق ضمان وقف الحرب"، مشدّدا على أن المقاومة تصر على اتفاق شامل ورزمة كاملة لإنهاء الحرب في قطاع غزة وخارطة طريق لليوم التالي.
ومع استمرار العدوان الصهيوني بكل بشاعته، دعت "حماس" إلى ملاحقة قادة الكيان الصهيوني أمام المحاكم الدولية كمجرمي حرب، مشيرة إلى أن القصف الصهيوني الذي استهدف أمس المزيد من مراكز الإيواء والنازحين وقبلها مدرسة "أبو هميسة" التي تؤوي نازحين في مخيم البريج وسط قطاع غزة يعكس وحشية الاحتلال ونزعته الإجرامية المستمرة.
وقالت الحركة إن "القصف الذي طال المدرسة تسبب في استشهاد 33 شخصا وإصابة 73 معظمهم من النساء والأطفال"، مشيرة إلى أن عددا من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض "في مشهد دموي صادم يضاف إلى سلسلة الجرائم المرتكبة من قبل الاحتلال في القطاع" المحاصر.
وشدّدت على أن "استهداف المدنيين العزل في أماكن اللجوء والإيواء وضمن ظروف إنسانية شديدة القسوة يكشف إصرار الاحتلال على ارتكاب مجازر جماعية في سياق حرب إبادة ممنهجة تهدف إلى تهجير سكان غزة وكسر إرادتهم". وطالبت الحركة المجتمع الدولي "بالخروج عن صمتهم واتخاذ خطوات عاجلة وفاعلة لوقف المجازر ووقف الحرب"، كما دعت لفتح المعابر لإدخال الدواء والغذاء وإنقاذ ما تبقى من حياة في قطاع غزة.
واستهدفت الطائرات الحربية الصهيونية أول أمس، مدرسة "أبو هميسة" التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" والتي تؤوي مئات النازحين في مخيم البريج وسط قطاع غزة، بما أسفر عن استشهاد 33 فلسطينيا وإصابة 73 معظمهم من الأطفال.
وقال المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة، خليل الدقران، إن "الوضع في المستشفى كارثي جراء المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في مخيم البريج"، مشيرا إلى أن "معظم المصابين في القصف حالتهم حرجة ولا تزال جثث ضحايا تحت الأنقاض". وأدانت السلطات الفلسطينية بغزة بأشد العبارات هذه المجزرة المروّعة، لافتة الى ان هذه الجريمة تعد امتدادا مباشرا لجريمة الإبادة الجماعية التي يواصل جيش الاحتلال ارتكابها بحق أبناء الشعب الفلسطيني للشهر 19 على التوالي.
وفي جريمة جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال الأسود، ارتكب جيش الاحتلال خلال الساعات 24 الماضية أربع مجازر دامية، استهدفت بشكل متعمّد تجمّعات المدنيين والنازحين وتركزت في قصف مدرستين تؤويان أكثر من 10 آلاف نازح، بالإضافة إلى استهداف مطعم وسوق شعبي مزدحم بالمدنيين أسفرت في حصيلة أولية عن ارتقاء أكثر من مئة شهيد وقرابة 200 جريح.
الاتحاد الدولي للصحفيين يندّد بما يجري في قطاع غزة ويؤكد
أسوأ مرحلة في تاريخ الصحافة وسط صمت دولي مخز
أكد الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين، أنطونيو بيلانجي، أن ما يجري في قطاع غزة هو "أسوأ مرحلة في تاريخ الصحافة" وقد قتل أكثر من 210 صحفي على يد جيش الاحتلال الصهيوني، منتقدا صمت المجتمع الدولي المخزي.
جاء ذلك خلال وقفة تضامنية في العاصمة البلجيكية بروكسل نظمها، أول أمس، صحفيون وممثلون عن مؤسّسات إعلامية ومنظمات دولية أمام مقرات الاتحاد الأوروبي دعما للصحفيين الفلسطينيين وبخاصة أولئك الذين يعملون في قطاع غزة ويواجهون ظروفا إنسانية ومهنية مأساوية في ظل استمرار العدوان الصهيوني الذي وصفته الجهات المنظمة بـ "حرب إبادة جماعية".
ورفع المشاركون في الوقفة الأعلام الفلسطينية وصورا لعدد من الصحفيين الذين استشهدوا أثناء تغطيتهم للعدوان على غزة، بالإضافة إلى لافتات تطالب بوقف استهداف الإعلاميين فورا وبضرورة تحرّك أوروبي ودولي عاجل لحمايتهم وضمان حرية العمل الصحفي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين إن "ما نشهده اليوم هو أسوأ مرحلة في تاريخ الصحافة" إذ قتل أكثر من 210 صحفي على يد جيش الاحتلال "وسط صمت دولي مخز". وأضاف "نطلق نداء واضحا من هنا.. أوقفوا هذه المجازر.. أوقفوا الإبادة الجماعية.. دعوا الصحفيين ينقلون الحقيقة.. واسمحوا لنا ولزملائنا من مختلف أنحاء العالم بدخول قطاع غزة".
ووجّه بيلانجي انتقادات حادة للحكومات الأوروبية، متسائلا "لا نفهم سبب صمت هذه الحكومات ولماذا لا تتحرك لوقف المجازر التي ترتكب على مرأى ومسمع من العالم؟ ما يذبح في غزة هو إنسانيتنا جمعاء". وأشار إلى أن استهداف الصحفيين لا يجري بمعزل عن استهداف المدنيين بمن فيهم الأطفال والنساء والطواقم الطبية والإنسانية، داعيا إلى تحرّك حقيقي لمحاسبة المسؤولين عن الجرائم بحقّ الإعلاميين.
وطالب بيلانجي باسم الاتحاد الدولي للصحفيين، الذي يمثل أكثر من 600 ألف صحفي حول العالم، بضرورة "محاسبة قادة الاحتلال المسؤولين عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية أمام المحاكم الدولية وفقا لميثاق القانون الدولي والإنساني".
من جانبها، قالت رئيسة الاتحاد الدولي للصحفيين، دومينيك برادالي، أن "الصحافة تذبح في فلسطين,.. ونحن هنا لنقول.. كفى.. فحرية التعبير ليست قضية محلية، بل شأن عالمي يتطلب تضامنا دوليا فعّالا".
وكشفت عن مبادرة جديدة يقودها الاتحاد بالتعاون مع خبراء قانونيين دوليين تهدف إلى إعداد مشروع اتفاقية دولية ملزمة لحماية الصحفيين في ظل غياب إطار قانوني دولي يحميهم حتى الآن ووضع حدّ لحالة الإفلات من العقاب من خلال إنشاء لجنة تحقيق دولية مستقلة تتولى فتح ملفات قتل الصحفيين ومحاسبة من نفّذ وأصدر الأوامر.
ودعا الاتحاد الدولي للصحفيين وسائل الإعلام العالمية وحكومات الدول إلى دعم هذه الاتفاقية تمهيدا لعرضها على الأمم المتحدة لاعتمادها رسميا، محذّرا من أن"غياب آليات الحماية يعني ببساطة أنه قد لا يكون هناك صحفيون في المستقبل".