قلق دولي من استمرار الاشتباكات المسلحة في السودان

56 قتيلا مدنيا ومئات الجرحى في ظرف 24 ساعة

56 قتيلا مدنيا ومئات الجرحى في ظرف 24 ساعة
  • القراءات: 542
ق. د ق. د

تواصلت، أمس، ولليوم الثاني على التوالي الاشتباكات المسلحة بين قوات الجيش النظامي  السوداني وقوات الدعم السريع في مشاهد حرب عنيفة ضربت العاصمة الخرطوم قبل توسع نطاقها إلى مناطق أخرى من البلاد مخلفة في حصيلة أولى ما لا يقل عن 56 قتيلا في صفوف المدنيين.

بينما استمرت حرب شوارع  طاحنة طيلة ليلة السبت إلى الأحد بالعاصمة خرطوم، اندلعت معارك ضارية بمدينة أم درمان العاصمة التوأم قبل أن تنتقل  إلى إقليم دارفور في غرب البلاد، حيث لقي ثلاثة من موظفي برنامج الغذاء العالمي مصرعهم في اشتباكات مسلحة اندلعت فيها جعلت الوكالة الأممية تعلق نشاطاتها ومساعداتها في السودان.

واحتدم الصراع  منذ أسابيع، بين أهم جنرالين يحكمان السودان وهما قائد الجيش ورئيس المجلس العسكري الحاكم، عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع وهي قوات شبه عسكرية بقيادة الجنرال محمد حمدان داغلو المعروف باسم "حميدتي" حول سبل تسير شؤون البلاد، ما حال دون التوصل إلى حلّ سياسي في بلد يحاول منذ عام 2019 تنظيم أول انتخابات حرة بعد 30 عاما الحكم الأحادي.

وإلى غاية أمس لا يزال الوضع غامضا ومبهما حول الجهة التي تسيطر على الوضع في ظل حرب إعلامية بين الطرفين يسعى كل جانب إلى محاولة الظهور بمظهر المسيطر والمتمسك في الوضع.

ففي الوقت الذي ذكرت فيه "قوات الدعم السريع"، التي تضم آلاف المقاتلين السابقين في حرب دارفور الذين تحولوا إلى قوة موازية للجيش النظامي، أنها تسيطر على المقر الرئاسي ومطار الخرطوم وبنى تحتية أساسية أخرى، نفى الجيش ذلك لكنه اعترف بأن قوات الدعم السريع أحرقت "طائرة مدنية" في مطار الخرطوم الدولي.

وأثار انزلاق الوضع بتلك الطريقة الخطيرة قلق المجموعة الدولية التي دعت الأطراف المتحاربة إلى وقف فوري للمعارك والاشتباكات حقنا للدماء والحفاظ على أمن واستقرار البلاد.

وفي محاولة لاحتواء الوضع المتفاقم في السودان قرر الاتحاد الإفريقي إيفاد موسى فقي محمد، رئيس مجلس السلم والأمن للاتحاد، إلى الخرطوم في بشكل "فوري" في محاولة لإقناع الطرفين المتصارعين  بوقف الاقتتال.  ودعا الاتحاد الإفريقي في بيان  توّج اجتماعا طارئا لمجلس السلم والأمن، عقد لبحث الموقف في السودان، قوات الجنرالين المتصارعين إلى حماية المدنيين.

وكان رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، دعا في وقت سابق إلى وقف إطلاق النار في السودان والعودة إلى طاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى تسوية لهذه الأزمة ترضي كافة الأطراف.

من جهته دعا مجلس الأمن الدولي الطرفين إلى وقف الاقتتال فورا واستعادة الهدوء والعودة إلى الحوار لحلّ الأزمة الحالية التي تمر بها البلاد، معربا عن قلقه البالغ بشأن الاشتباكات العسكرية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.

وأعرب أعضاء مجلس الأمن، في بيان عن أسفهم لوقوع خسائر في الأرواح وإصابات وسط المدنيين، وشدّدوا على أهمية الحفاظ على وصول المساعدات الإنسانية وضمان سلامة موظفي الأمم المتحدة، مجدّدين التأكيد على التزامهم القوي بوحدة وسيادة واستقلال جمهورية السودان وسلامتها الإقليمية.

 


 

طالبت بوقف فوري للاشتباكات في السودان.. الجامعة العربية تعرب عن أسفها لسقوط ضحايا

أعربت جامعة الدول العربية أمس عن أسفها الشديد لسقوط ضحايا خلال الاشتباكات المسلحة المندلعة منذ أول أمس، في السودان الذي انزلق فيه الوضع فجأة الى معارك مسلحة باستخدام الأسلحة الثقيلة اندلعت بين القوات النظامية للجيش وقوات الدعم السريع الشبه عسكرية. 

جاء ذلك في بيان أصدرته عقب اجتماع طارئ عقد على مستوى المندوبين بطلب من مصر والمملكة العربية السعودية، خصّص لمناقشة التطوّرات في السودان وتضمن المطالبة بضرورة الوقف الفوري لكافة الاشتباكات المسلحة حقنا للدماء وحفاظا على أمن وسلامة المدنيين ومقدرات الشعب السوداني ووحدة أراضي السودان وسيادته. وأكدت الجامعة العربية على أهمية العودة السريعة الى المسار السلمي لحل الأزمة السودانية والتأسيس لمرحلة جديدة تلبي طموحات الشعب السوداني وتساهم في تعزيز الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي في هذا البلد الهام.

وحذر البيان من خطورة التصعيد العنيف الذي تشهده السودان وما يصاحب ذلك من تداعيات خطيرة يصعب تحديد نطاقها داخليا واقليميا، بما يحتم على كافة الأطراف اعلاء مصلحة السودان دولة وشعبا عبر ممارسة اقصى درجات ضبط النفس والعمل سويا على تهدئة الأوضاع تفاديا لتفاقمها ومنعا لتدهورها. وأكدت الجامعة العربية في بيانها على استعدادها لبذل كافة المساعي من أجل مساعدة السودان على إنهاء هذه الأزمة بشكل قابل للاستدامة وبما يتماشى مع مصلحة الشعب السوداني.

وبينما دعت الى ابقاء المجلس في حالة انعقاد دائم لمتابعة تطورات الوضع في هذا البلد العربي، مع تكثيف الاتصالات العربية اللازمة لتحقيق ذلك، وجهت دعوة أيضا للسفراء العرب المعتمدين في الخرطوم للتنسيق فيما بينهم والتواصل المستمر مع السلطات والأطراف والمكوّنات السودانية وتقديم الدعم اللازم للمساهمة في استعادة الاستقرار، مطالبة في الأخير الأمين العام باتخاذ ما يلزم لتنفيذ ما ورد في البيان.