جريمة جبانة بمدينة سوسة التونسية

37 قتيلا في هجوم إرهابي على فندق سياحي

37 قتيلا في هجوم إرهابي على فندق سياحي
  • القراءات: 704
كان وقع الصدمة كبيرا أمس، على كافة التونسيين بعد العملية الإرهابية التي أودت حسب وكالة الأنباء الفرنسية بحياة 37 شخصا وجرح 36 آخرين من بينهم سياح أجانب في هجوم بالأسلحة الآلية استهدف فندقا سياحيا في مرسى القنطاوي بمدينة سوسة الواقعة على بعد 140 كلم إلى الجنوب من العاصمة تونس.  وارتفعت حصيلة هذا الهجوم تباعا من سبعة إلى عشرة ثم إلى عشرين قبل أن تتوقف عند 37 ضحية عندما فتح مسلح نيران سلاحه من نوع كلاشنيكوف على مصطافين كانوا في حالة استجمام على شاطئ فندق الأميرال.
وقال محمد علي العروي، الناطق باسم وزارة الداخلية التونسية، إن من بين القتلى أجانب دون أن يتمكن من تحديد لا جنسياتهم ولا عددهم، واكتفى بالقول إن ما حدث هجوم إرهابي استهدف فندقا سياحيا بمدينة سوسة، بينما تم القضاء على منفذ هذه العملية دون أن يستبعد وجود مهاجمين آخرين كانوا في إسناده. وقال رفيق شلي، كاتب الدولة للشؤون الأمنية، إن منفذ العملية طالب تونسي غير معروف لدى مصالح الشرطة التونسية ينحدر من مدينة القيروان في وسط البلاد. وأضاف العروي، إن منفذ الهجوم تسلل من خلف الفندق ببدلة توحي أنه سائح كان يحمل مظلة شمسية وفيها سلاحه الناري قبل أن يبدأ في إطلاق النار على كل من وجده أمامه.
وتعد هذه ثاني مرة يتم فيها استهداف أحد شواطئ مدينة سوسة السياحية عندما فجّر انتحاري نفسه العام الماضي، دون أن تخلّف قتلى باستثناء منفذه.
وفي رد فعل على العملية قال الرئيس التونسي باجي قايد السبسي، الذي زار منتجع مرسى القنطاوي السياحي إن بلاده لا يمكنها مواجهة الخطر الإرهابي لوحدها بما يستدعي استراتيجية دولية شاملة. وقال لقد تأكدت من أن تونس أصبحت في مواجهة منظمة إرهابية عالمية، وهي غير قادرة على مواجهتها بدليل وقوع تفجيرات متزامنة في فرنسا والكويت، وهو ما يستدعي توحد كل القوى الديمقراطية للقضاء عليها. ويعد هذا أعنف هجوم إرهابي يضرب السياحة التونسية في مقتل بعد هجوم مماثل استهدف يوم 18 مارس الماضي، متحف الباردو في قلب العاصمة تونس، وخلّف مقتل 21 سائحا من جنسيات مختلفة كانوا في زيارة موجهة إلى هذا المقصد السياحي في هذا البلد.
يذكر أن الحكومة التونسية بذلت جهودا كبيرة من أجل طي صفحة عملية الباردو وراحت تسوق لصورة "تونس جديدة" تحسبا لموسم الاصطياف وتحقيق انطلاقة جديدة لاستقطاب السياح الأجانب، بعد ركود وانكماش فرضته تداعيات ثورة الياسمين على أهم مورد للعملة الصعبة في هذا البلد، قبل أن تفاجأ بعملية سوسة التي أهدرت كل شيء في لمح البصر. وأخلط توالي هذه العمليات على حكومة الحبيب الصيد، كل حساباته وخاصة الاقتصادية منها على اعتبار أن تونس تعتمد في عائدات من العملة الصعبة على تدفق السياح على مواقعها السياحية وخاصة في فصل الصيف.
وأحدثت العملية فوضى عارمة بعد أن ساد رعب عام في المدينة، وخاصة في أوساط السياح الذين تدفقوا في أولى الدفعات وبدأوا في مغادرتها تباعا أمس، مباشرة بعد العملية.
ولم تستبعد عدة وكالات سياحية عالمية إلغاء  حجوزات لها في عدد من فنادق مختلف المدن التونسية بسبب عملية مرسى القنطاوي.