طباعة هذه الصفحة

في محاولة للخروج من تحت المظلة الأمنية الأمريكية

23 دولة أوروبية تقرر تعزيز تبادل المعلومات الاستخباراتية

23 دولة أوروبية تقرر تعزيز تبادل المعلومات الاستخباراتية
  • القراءات: 822
ق. د ق. د

«جواسيس الدول الأوروبية توحدوا" تحت هذا الشعار، تم أمس، بالعاصمة الكرواتية، زغرب تنظيم لقاء ضم ممثلي أجهزة المخابرات في 23 دولة أوروبية، أشرف عليه الوزير الأول الكرواتي، أندري بلونكوفيتش، بهدف تنسيق عمل أجهزتها المخابراتية تحسبا لتطورات جيو ـ استراتيجية قادمة.

وقالت مصادر أمنية مشاركة في هذا الاجتماع الأول من نوعه، إن الهدف النهائي يبقى تنسيق المسائل الأمنية ومستقبل الجيل الخامس في شبكات الهاتف المحمول ومعضلة عودة الإرهابيين الأوروبيين من دول الشرق الأوسط ومراقبة السجون والجريمة المنظمة وأمن الأنترنت وتبادل الخبرات حول المخططات التكنولوجية.

وأضافت أن كل ذلك يهدف إلى تعزيز الاستقلالية الاستراتيجية بين مختلف الأجهزة الأوروبية بكيفية لا تبقيها تحت رحمة ما تقدمها لها أجهزة المخابرات الأمريكية في جمع المعلومات السرية والتي تعتمد دوما على المقاربة الأمنية الأمريكية التي مازالت تسير بمنطق القطبين.

وهو ما يعني أن الدول الأوروبية بدأت تفكر من الآن في قطع الارتباط بالحليف الأمريكي والتفكير في إقامة أوروبا قوية باقتصادها وقواتها العسكرية وأيضا بأجهزتها الأمنية الموحدة.

ووقع ممثلو 23 دولة أوروبية ضمن هذا التوجه على رسالة نية أيدوا من خلالها فكرة إنشاء قاعدة معلومات أمنية تكريسا لفكرة بدأت تختمر منذ سبتمبر 2017 بمبادرة من فرنسا التي اقترحت على نظرائها الأوروبيين تأسيس أكاديمية للاستعلامات تضم خبراء أمنيين من مختلف الدول.

وذكر بيان الاجتماع أن القاعدة المعلوماتية تهدف إلى تشجيع الحوار الاستراتيجي بين مختلف أجهزة الاستخبارات في أوروبا بهدف التقرب من المواطنين وصناع القرار وتطوير تصورات أكاديمية، في سابقة هي الأولى من نوعها، يتم فيها إقناع 23 دولة أوروبية بالتوقيع على وثيقة بمثل هذه الأهمية، والتي تستدعي تحفظات كبيرة وتوجس من طرف هذه الأجهزة فيما بينها.

وينتظر أن يعقد ممثلو الدول الموقعة بمجرد سريان العمل  بها على أربعة اجتماعات دورية لوضع تصورات مستقبلية وتبادل المعلومات بين دول قارة أدركت أهمية التطورات الجيو ـ استراتيجية المتسارعة التي يشهدها العالم.

وقالت مصادر أمنية فرنسية إن الهدف من إقامة هذه القاعدة المعلوماتية لا يرمي فقط إلى تبادل المعلومات ولكنه يهدف أيضا إلى تعزيز الاستقلالية الاستراتيجية بين الحلفاء الأوروبيين، بقناعة أن الاستخبارات أصبحت وسيلة استراتيجية للدفاع، تحتم الإقدام على مثل هذه الخطوة.