ليبيا في مواجهة طغيان الرصاص

16 قتيلا و81 جريحا في مواجهات ببنغازي

16 قتيلا و81 جريحا في مواجهات ببنغازي
  • القراءات: 1105
من العاصمة طرابلس إلى مدينة بنغازي يبقى المشهد الأمني المنفلت في ليبيا نفسه؛ اقتتال بالأسلحة الثقيلة بين المسلحين المنتمين لمليشيات مختلفة من جهة، وبين القوات النظامية من جهة ثانية، ضمن صراع لبسط النفوذ في بلد غابت عنه دولة القانون.
وعلى دوي الانفجارات وأصوات الرشاشات وقذائف المدفعية وجد الليبيون أنفسهم يتخبطون في موجة عنف لا متناهية، صعّدت المخاوف من احتمالات انزلاق البلاد في متاهة حرب أهلية مجهولة العواقب.
واستيقظ سكان مدينة بنغازي على خبر مقتل 16 جنديا، وإصابة ما لا يقل عن 81 آخرين في مواجهات عنيفة اندلعت ليلة الإثنين إلى الثلاثاء بين مليشيات إسلامية وقوات الجيش النظامي.
وأكد مصدر طبي رفض الكشف عن هويته، أن معظم القتلى والجرحى من العسكريين، مشيرا إلى مقتل ثلاثة مدنيين من بينهم رعية مصري، إثر سقوط قذيفة صاروخية على منزلهم.
من جانبه، قال مصدر عسكري إن المواجهات اندلعت بعد هجوم شنه "مجلس شورى ثوار بنغازي" المكوَّن من تحالف من المليشيات الإسلامية والجهادية ضد ثكنة عسكرية. وأضاف أن خمسة جنود قُتلوا أثناء الهجوم الذي تلته معارك عنيفة بين القوات الخاصة للجيش والمليشيات الإسلامية التي تتخذ من بنغازي معقلا لها. وتحولت بنغازي منذ أكثر من عامين إلى مسرح لمختلف أعمال العنف، بلغت أوجّها منتصف ماي الماضي، إثر إعلان الجنرال المتقاعد خلفية حفتر عن إطلاق عملية "كرامة ليبيا" العسكرية في بنغازي، بدعوى تطهير المدينة من الإرهاب؛ في إشارة إلى المليشيات الإسلامية.
وخلّفت العملية سقوط عشرات القتلى في صفوف الجانبين وأيضا في صفوف المدنيين، الذين وجدوا أنفسهم بين فكي كماشة مسلحين متطرفين وعسكريين ينشطون خارج إطار القانون.
ولا يختلف المشهد المنفلت في العاصمة طرابلس، التي تشهد منذ بداية الأسبوع الماضي مواجهات مسلحة عنيفة بين مسلحين محسوبين على تيارات إسلامية وآخرين من مسلحي الزنتان للسيطرة على مطارها الدولي.
وتجددت الاشتباكات في وقت متأخر من ليلة الإثنين إلى الثلاثاء بين ثوار الزنتان وبين مسلحي ما يُعرف بـ "غرفة عمليات ثوار ليبيا" بمحيط المطار، الذي لحقت به أضرار مادية بليغة جراء تضرر عدة طائرات متوقفة بالمدرج والمرافق التابعة له.
وقال مصدر أمني ليبي بأن المسلحين قاموا بإطلاق قذائف "غراد" باتجاه منطقة صلاح الدين المحاذية للمطار من الجهة الغربية الجنوبية؛ حيث استهدفوا معسكرا سابقا لقوات النظام السابق يتحصن به عناصر الزنتان.
ولم تُعرف إلى غاية أمس حصيلة ضحايا هذه الاشتباكات، التي خلّفت منذ اندلاعها قبل عشرة أيام، سقوط ما لا يقل عن 47 قتيلا وعشرات الجرحى.
وتستمر المعارك بمحيط مطار طرابلس رغم النداءات الخارجية المتكررة والجهود المكثفة التي تجريها الحكومة الليبية المؤقتة، على أمل التوصل إلى تسوية لهذه الأزمة تحقن دماء اللبيبيين.
ودعت كل من ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية كافة الأطراف المتنازعة في ليبيا، لوقف فوري للاقتتال واستئناف الحوار السياسي.
وحذّرت هذه الدول في بيان مشترك من أن "ليبيا تشهد توترات شديدة، بينما تسعى جاهدة لترسيخ أسس دولة ديمقراطية حديثة في مواجهة التحديات التي تعصف بأمنها، والعنف المستمر والصراع الحالي على مطار طرابلس الدولي يزيد من الانقسام وانعدام الثقة بين الليبيين، ويقوض الجهود الرامية إلى إرساء الأمن والتماسك المؤسساتي".