10 غادروا في 8 جولات فقط

”نزيف” المدربين بدأ مبكرا في المحترف الأول

”نزيف” المدربين بدأ مبكرا في المحترف الأول
  • القراءات: 632
و. توفيق و. توفيق

عادات فرق بطولة الرابطة المحترفة الأولى لم تتغير؛ إذ لاتزال حالة اللااستقرار تطبع العارضة الفنية لمختلف الفرق، بدليل أنه رغم بداية البطولة بعد مرور ثماني جولات فقط، إلا أنها عرفت مغادرة عشرة مدربين مناصبهم.

ظاهرة إقالة واستقالة التقنيين انطلقت مبكرا من فريق اتحاد العاصمة، حيث كانت البداية مع الفرنسي فرانسوا تشيكولوني، الذي أقيل في بداية الموسم بعد رفضه صعود منصة تسليم الميداليات في نهائي الكأس الممتازة التي فاز بها شباب بلوزداد بـ (٢- ١)، ليُستخلف بالمدرب المساعد بن عرايبي بوزيان، الذي عُيّن على رأس العارضة الفنية، لكن إدارة الفريق العاصمي سرعان ما غيرت رأيها، وتعاقدت مع المدرب الفرنسي تيري فروجي.

ومن جهته، استهل فريق شبيبة القبائل مشواره في الموسم الكروي الجاري مع المدرب التونسي يامين زلفاني على رأس العارضة الفنية، وسرعان ما تخلى عنه، واستعان بيوسف بوزيدي، الذي نجح في إعادة قاطرة الشبيبة إلى السكة الصحيحة؛ إذ لم يتجرع فريقه أي هزيمة خلال خمس مقابلات على التوالي، ولكنه لم يسلم، رغم ذلك، من حملة التغيير؛ إذ فضلت إدارة النادي القبائلي التعاقد مع المدرب الفرنسي دونيس لافان؛ في قرار مفاجئ بدون إعطاء أي تبرير مقنع لهذه الخطوة الغريبة.

كما انفصل فريق نصر حسين داي عن مدربه نذير لكناوي، ونفس الأمر بالنسبة لنجم مقرة بعد استغنائه عن المدرب محمد باشا، وتعويضه بعبد الكريم لطرش. وغادر بلال دزيري، هو الآخر، العارضة الفنية لفريق أهلي برج بوعريريج. وكذلك الحال بالنسبة للمدرب اليمين بوغرارة المستقيل من تدريب اتحاد بلعباس، إضافة إلى مدرب اتحاد بسكرة الأسبق التونسي معز بوعكاز، وعزيز عباس الذي ترك نادي وداد تلمسان، فيما كان المدرب الفرنسي كازوني آخرهم، بعد مغادرته فريق مولودية وهران.

أندية تقيل مدربيها بحجة النتائج السلبية وأخرى لأسباب مادية

وبسبب الرغبة في تحقيق النتائج الإيجابية على حساب العمل القاعدي، بات أغلب رؤساء الأندية يقدِمون على إقالة المدربين، وهو الأمر الذي أصبح يضع هؤلاء أمام حتمية الفوز لا غير، مع إهمال التكوين، وبناء فريق قوي ومتماسك للمستقبل، فيضحّي رئيس فريق بمدربه بسبب غياب النتائج والتي لا تكون في مستوى التطلعات والآمال، وآخر يستغني عنه لتراجع الأداء، أو أنه لم يقدّم الإضافة المنتظرة منه، ومنهم من يتحجج بالظروف المادية التي يعاني منها فريقه، والتي تكون سببا في إحداث التغيير في العارضة الفنية بسبب الأجرة المرتفعة للمدرب، رغم أن نفس المسؤول هو من قام بجلب ذات التقني وتفاوض معه حول العقد وقيمته المالية في وقت سابق.

”الطلاق بالتراضي ميزة الانفصال

وسجلت كلمة الطلاق بالتراضي حضورا بارزا في أغلب حالات الانفصال بين مسؤولي أندية الرابطة المحترفة الأولى والمدربين، فإدارة نادي اتحاد بسكرة انفصلت بالتراضي عن المدرب التونسي معز بوعكاز، وكذلك إدارة وداد تلمسان، التي غادرها مدربه عزيز عباس بعد الطلاق بالتراضي. والحال نفسها مع نادي مولودية وهران ومدربه الفرنسي كازوني. ونفس السيناريو تكرر مع المدرب يوسف بوزيدي وإدارة فريق شبيبة القبائل، وإدارة فريق نجم مقرة والمدرب محمد باشا، ونصر حسين داي والمدرب لكناوي. ورمى بلال دزيري المنشفة بسبب سلسلة النتائج السلبية. كما قدّم المدرب اليامين بوغرارة استقالته لإدارة اتحاد بلعباس، بسبب العديد من المشاكل التي يعاني منها الفريق. وتمت تنحية الفرنسي تشيكوليني بعد رفضه صعود منصة تسليم الميداليات في نهائي الكأس الممتازة.

وينتهج مسؤولو الأندية والمدربون الطلاق بالتراضي حتى لا يكون هناك تطور آخر في القضية، وليحفظ كل طرف حقه بدون أي مشكل.

أندية تقيل مدربين لسوء النتائج وأخرى تستنجد بهم..!

ومن المفارقات في البطولة الجزائرية، أن بعض المدربين يخرجون من الباب الضيق من الفرق التي أشرفوا عليها نظرا لسوء النتائج؛ حيث يضعهم مسؤولوها في خانة المدربين غير الأكفاء والمحدودين، في حين أن نفس هؤلاء المدربين تستنجد بهم أندية أخرى؛ بغرض تحسين نتائجها، وهي التي تتواجد في أسوأ الوضعيات. وأضحى بعض هؤلاء المدربين يتنقلون من ناد إلى آخر في موسم واحد بدون أن ينجحوا في تغيير النتائج أو البروز من جديد.

والسؤال الذي يبقى مطروحا: ماهي المعايير التي تعتمد عليها هذه الأندية في جلب المدربين من أجل إنقاذ نفسها من الغرق؟

حالة اللااستقرار متواصلة والقائمة مفتوحة

وفي خضم هذا اللااستقرار الكبير الذي يميز العارضة الفنية لعدد من الأندية منذ عدة مواسم، يخشى أن تطول قائمة المدربين المقالين؛ كون رؤساء الأندية يفضلون النتائج الفورية، ويُنتظر أن تشهد البطولة المحترفة الأولى تواصل هذه الظاهرة مع إمكانية أن يطال شبح الإقالات مدربين وتقنيين جددا خلال الجولات المقبلة، ما يؤكد، مرّة أخرى، قصر نظرة القائمين على هذه الأندية، الذين يبحثون دائما عن النتائج السريعة والفورية، غير مكترثين باستقرار التأطير الفني لأنديتهم.