الهزيمة أمام منتخب ألمانيا بهدفين مقابل واحد، كانت آخر لقاء في المشوار الكبير لـ«الخضر” في المونديال في أربع مشاركات له في هذا العرس العالمي 1982 ، 1986، 2010 و2014، فلأول مرة لعب الفريق الوطني أربع مباريات بعد أن تأهل إلى الدور ثمن النهائي، وهو ما اعتبر إنجازا لم يسبق أن حققه الخضر.
ما قدمه محاربو الصحراء في هذه الدورة بالبرازيل، كان الأفضل على الإطلاق منذ عدة سنوات، حيث نجح المدرب البوسني وحيد حليلوزيتش، في وضع تشكيلة من اللاعبين أبهرت كل المتتبعين، فقد كان الخضر جيّدين في هذه الدورة رغم بعض النقائص التي ظهرت في بعض الخطوط، والتي استطاع المدرب بحنكته أن يجد لها الحلول، الفريق الوطني أدى مقابلة رائعة ضد منتخب ألمانيا ولم يستطع لسوء الحظ أن يثأر لمنتخب 1982، كما كان يود في البداية، فرغم دفاعه القوي ومحاولاته العديدة إلا أن نقص الفعالية كان النقطة السلبية ضد منتخب ألماني تزعزع كيانه في الشوط الأول من المباراة، إلا أن الفارق في اللياقة البدنية صنع الفارق، حيث واصل الألمان بقوتهم المعهودة، وما كان يخشاه المدرب حليلوزيتش قبل دخول المونديال حدث فعلا في مباراة ألمانيا، ففي كل تصريحات المدرب البوسني للخضر كان يشير إلى أنه يخشى من اللياقة البدنية التي يتواجد عليها لاعبوه في كاس العالم، هؤلاء أظهروا بأنهم بإمكانهم الصمود في اللقاءات الأولى غير أنهم انهاروا بدنيا في الوقت الإضافي من مقابلة ألمانيا مما فسح المجال لمنتخب ”المانشفت” لتسجيل الهدف الأول ثم الثاني في نهاية الوقت الإضافي الثاني، قبل أن يقلّص جابو النتيجة.ورغم أن اللاعبين الجزائريين كانوا عازمين على إثبات جدارتهم بالتأهل لهذا الدور، حيث نجحوا في إحراج الفريق الألماني وفرض إيقاعهم على المباراة  رغم الهجمات المرتدة الخطيرة التي قادها الألمان عن طريق موللر، وشورله وأوزيل والتي قادت للهدفين اللذين أحرزاهما في الوقت الإضافي بعد أن انتهى الوقت الأصلي بالتعادل دون أهداف، إلا أن ذلك لم يكفهم للخروج بالتأهل إلى الدور الربع نهائي. وبفخر واعتزاز كبير خرج أنصار الفريق الوطني من الملعب، في صمت عكس ما كانوا عليه في السابق، وهم راضون عن الأداء الجيّد الذي أظهره رفقاء فيغولي ضد ألمانيا.