وبالتأكيد، سنكون في حاجة إلى الفوز بهدف يتيم يكفينا لاقتطاع تأشيرة التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2014 التي يحتضن أطوارها البرازيل، لكن التفوق بهذه النتيجة قبل نهاية المباراة يضع الفريق الوطني دائما تحت تهديد منافسه البوركينابي، الذي سيسعى لقلب الموازين لصالحه بشتى الطرق، وهو السيناريو الذي حذّر منه المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش، لما قال في ندوته الصحفية الأخيرة إنه يتعين أخذ الحيطة والحذر من رد فعل تشكيلة ”الخيول”، التي تجيد اللعب حتى خارج قواعدها، بل تصبح خطيرة أكثر مما يتصوره منافسها. وقد صرح التقني البوسني بهذا الكلام على ضوء اطّلاعه عن قرب على فريق بوركينافاسو الذي قابله لما كان مدربا لمنتخب كوت ديفوار في دورة كأس أمم إفريقيا 2012، وبعد مشاهدته مؤخرا في مباراة واغادوغو، قال حليلوزيتش إن فريق ”الخيول” تطور كثيرا في الفترة الأخيرة بسبب امتلاكه مجموعة جيدة من اللاعبين بإمكانهم تغيير نتيجة أية مباراة وفي أي وقت.وقد حذّر الناخب الوطني من مغبة استصغار قوة البوركينابيين، وحث لاعبيه على ضرورة مواجهتهم بحزم من خلال اللعب بإرادة كبيرة، سيجسّدها التضامن فوق أرضية الميدان، الذي ينبغي أن يكونوا عليه طيلة المباراة. ولا شك أن حليلوزيتش ليس من أولئك المدربين الذين يعتمدون فقط على الجانب التكتيكي والفني للإطاحة بالمنافس؛ فهو يعتقد أن عوامل النجاح توجد أيضا في جوانب أخرى. وتحدّث بشكل خاص عن العامل النفسي، الذي سيرجح، حسب اعتقاده، الكفة لصالح الخضر في حالة ما إذا توصلوا إلى ضبط النفس وتفادوا الدخول في متاهات غير رياضية، مثل الرد على استفزازات اللاعبين البوركينابيين والاحتجاج على قرارات حكم المباراة، الذي لن يتوانى في إشهار البطاقات في حالة ما إذا شعر بانفلات اللقاء من قبضته، ولذلك يتعين على الفريق الجزائري تسيير المباراة بكثير من الهدوء والرزانة وضبط النفس في كل الحالات، وأيضا استغلال الدعم المعنوي الكبير الذي سيقدمه له الجمهور العريض، الذي سيتجند منذ بداية المباراة إلى غاية دقيقتها الأخيرة، حينها تقع مسؤولية تأهل الجزائر إلى مونديال البرازيل على أكتاف لاعبينا.