حناشي ”يستسلم” أخيرا ويغادر في صمت

... وداعا أيها الرئيس

... وداعا أيها الرئيس
محند شريف حناشي
  • القراءات: 583
ط. ب ط. ب

غادر عميد رؤساء أندية كرة القدم الجزائرية، وأحد أبرز المسيرين، الذين تركوا وراءهم ما لن ينساه محبو الكرة المستديرة، بتاريخه المسجل في السجل الذهبي للرياضة الأكثر شعبية في الجزائر. محند شريف حناشي، هذا الرجل، الذي ترك بصمة قوية في كرة القدم الوطنية، ينتقل إلى الرفيق الأعلى، وإلى رحمة من الله، تاركا هذه الدنيا الزائلة، عن عمر ناهز 70 سنة، قضى أكبر قدر منها في ملاعب كرة القدم.

حناشي صارع المرض، ولم يستسلم إلا بعد أن قضى الله أمرا كان مفعولا، مثلما عودنا على عدم استسلامه لأي مشكل كان يعترض فريقه طيلة مسيرته على رأس النادي الأكثر تتويجا بالألقاب، في مدة 24 سنة كاملة، حقق فيها إنجازات تبقى تذكر بوجوده الدائم بين كل من عرفه من قريب، وكل من تعامل معه وأحبه، فقد صال وجال كلاعب في فريق القلب شبيبة القبائل، قبل أن يتوقف عن اللعب سنة 1978، بعد لقاء كأس إفريقيا، ضد فيتا كلوب بملعب 5 جويلية، وحقق ثلاث بطولات وطنية سنوات (1973-1974-1977)، وكأس الجمهورية (1977)، ودامت عهدته كرئيس في الشبيبة من 1993 إلى غاية 2017)، حقق فيها 10 ألقاب توزعت على أربع بطولات وطنية (1995-2004-2006- 2008)، وكأسي جمهورية (1994-2011)، و3 كؤوس كاف.

صاحب مقولة هذه هي الجزائر، بعد تتويج بكأس الكاف الثانية على التوالي لفريقه، ينطفئ أخيرا، وهو الذي كان الرجل الذي لا يتعب، والذي رغم كل ما عاشه من انتقادات ومحاولات لإبعاده من الفريق، وحتى من عالم كرة القدم، بقي صامدا وعرف كيف يسير الأمور، رغم أنه ارتكب بعض الأخطاء، في مشواره، والتي كما كان يقول مقربوه: بسبب حبه الشديد لشبيبة القبائل، يسبب لها بعض المشاكل، فلما كان الأمر يتعلق بفريقه، لم يكن يفكر في العواقب، حيث استطاع إنقاذ الشبيبة من الانهيار في عز الأزمة التي كانت تعيشها منطقة القبائل، أين أبعد النادي من إدخاله في الصراعات السياسية، التي أرادت جهات أن تدخله فيها، كون الفريق يعد رمزا من رموز منطقة كاملة. «رئيس رؤساء الأندية من مواليد 02 أفريل 1950، بالأربعاء ناث إراثن بتيزي وزو، ستبقى منطقته تفتخر بإنجازاته، ويبقى كل من عرفه يتذكر مواقف كثيرة عاشها معه، بتصريحاته التي كانت تثير الجدل دائما، وبقيادته لفريقه في أحلك الظروف، قبل أن يبتعد نهائيا عن فريقه وعن كرة القدم، بعد أن أصاب منه المرض ما أصاب، فلا أحد سينسى بأنه هو أول من تنبأ بتتويج المنتخب الجزائري، بكأس أمم إفريقيا الأخيرة. رحمك الله دا محند شريف، وغفرك لك وأسكنك فسيح جناته، ستبقى خالدا في قلوب كل أنصار فريقك  شبيبة القبائل، ولن تنساك كرة القدم الجزائرية. إنا لله وإنا إليه راجعون.