شنت منتخبات أمريكا الجنوبية حربا ضد المنتخبات الأوروبية، في المونديال الحالي بالبرازيل، وكان المنتخب الهولندي الناجي قبل مباريات يوم أمس، حيث تمكن من استرجاع أنفاسه في اللحظات الأخيرة، وأكدت المنتخبات القادمة من أمريكا اللاتينية على تطور كرة القدم فيها، لتتأهل البرازيل، كولومبيا وكوستاريكا إلى ربع النهائي، في انتظار دخول الأرجنتين حلبة الصراع اليوم، في الوقت الذي صمد كل من الشيلي، الأورغواي، والمكسيك إلى غاية الثمن نهائي، حيث أزاحوا عن طريقهم منتخبات كانت مرشحة للفوز بكأس العالم.
بعد مباراة غريبة تمكن المنتخب الهولندي من حفظ ماء وجه القارة العجوز من فضيحة، تحت أبصار العالم كله، المنتخب الهولندي أنقذ نفسه وقارته في اللحظات الأخيرة من المباراة بعد أن كان الفوز بين يدي المنتخب المكسيكي الذي كان رائعا على مدى 89 دقيقة، إذ نسي أن المباراة لا تنتهي إلا بنهاية 90 دقيقة، ولعله مثال واضح على أن الوقت له قيمته والمقابلة لا تعرف النهاية قبل أن يطلق الحكم صافرته.
وأكثر ما يميز هذا المونديال، أن فرق أمريكا الجنوبية تريد أن تثبت نفسها على أرضها، وهي فرصة لإثبات الوجود واستغلال الأجواء والمناخ الذي يصب في مصلحة أبناء القارة، هو حق لهم كما كان حق أوروبا التي كانت تستفيد من أجوائها ومناخها لسنوات مضت. ضربات الترجيح هذه المرة تضع المنتخب اليوناني خارج كأس العالم، فبعد أن أنقذت البرازيل بأعجوبة، عادت هذه المرة لتبتسم لجنوب أمريكي جديد ضد أوربي آخر، فالمونديال أمريكي جنوبي حتى الآن، وحتى المنتخب المكسيكي الذي ودعنا كان بطلا بكل المقاييس وخرج من الباب الكبير، ليقول للعالم بأن المكسيك عادت من بعيد، على الرغم من خروجها من الدور الثاني الذي صار عقدة لهذا البلد.