بسبب خطورة فيروس ”كوفيد 19”

هل ”البلاي أوف” هو الحل الأنسب للبطولة المحترفة؟

هل ”البلاي أوف” هو الحل الأنسب للبطولة المحترفة؟
  • القراءات: 485
ع.اسماعيل ع.اسماعيل

إذا حسمت كل من الاتحادية والرابطة الوطنية الاحترافية لكرة القدم  بصفة نهائية، في مسألة انطلاق البطولة الاحترافية الأولى يوم 28 نوفمبر القادم، فإن الصيغة التي ستجري بها هذه المنافسة لم يحسم فيها بعد، بسبب الوضع الجديد الذي خلقه انتشار فيروس كوفيد 19” في بلدنا.

لا يبدو أمر ضبط الرزنامة والكيفية التي ستجري بها بطولة الرابطة الأولى سهلا، ويبدو واضحا أن جميع الأطراف الفاعلة فيها، تريد منافسة بدون ضرر من الناحية الصحية، لا سيما تلك التي تسعى إلى الحفاظ على سلامة لاعبيها، أكثر من الحصول على أي نتيجة إيجابية، ذلك أن الخطر الذي يرافق انتشار الفيروس، لا يرحم أي أحد. تختلف الآراء حول سبب الاقتراحات العديدة، التي قدمتها الأندية الاحترافية إلى الهيئات الكروية الوطنية، فيما يتعلق بالصيغة الأنسب لبطولة هذا الموسم، لكن الرأي الصائب والجامع هو ذلك الذي يعتقد أن الأغلبية الكبيرة، لن يكون بوسعها احترام إجراءات البروتوكول الصحي، الذي يتطلب من كل الأندية امتلاك وسائل مادية معتبرة للسير عليه طيلة المنافسة، وعدم الخروج عن إجراءاته الصارمة في التعامل مع فيروس كوفيد 19”.

إنها معضلة العديد من الأندية الاحترافية المعروفة بميزانيتها الضعيفة، لأن أغلب ما يعيق هذه الأخيرة ويصعب من مهمتها، له علاقة مباشرة بصعوبة التوفيق في الإنفاق عن مصاريف التنقل خارج الديار، وعن مصاريف تطبيق البروتوكول الصحي، باستثناء الأندية المسيرة من قبل المؤسسات العمومية، على غرار مولوديتي وهران والجزائر وشباب قسنطينة وشبيبة الساورة.

تسطير منافسة بأقل الأضرار

إلا أن توفر عامل الوسائل المادية لا يمثل في الحقيقة، الدافع الوحيد في إمكانية الذهاب إلى تطبيق صيغ أخرى للبطولة الاحترافية، بل إن هناك عامل الحفاظ على أرواح كل الفاعلين في هذه المنافسة، من لاعبين ومسيرين وحكام ورسميين، لاسيما أن إبعاد مخاطر الإصابة بالفيروس ستصبح ضئيلة، في غياب الجمهور الذي سيمنع من حضور المباريات، والحل في هذا الإطار، يتطلب تسطير منافسة تأتي بأقل ضرر، ليس فحسب على الأندية الضعيفة ماليا، بل الأمر يعني الجميع، ما دام أن تسطير منافسة جديدة ترمي بالدرجة الأولى إلى الحفاظ على الأرواح، وهذا ما أشار إليه الاقتراح الذي قدمته إدارة اتحاد العاصمة الذي تريد أن تتبنى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم والرابطة الوطنية الاحترافية، فكرة بعث بطولة احترافية بمجموعتين؛ الأولى وسط غرب والثانية وسط شرق.

هذا الاقتراح الذي أشرف على بلورته، المناجير العام لنادي سوسطارة، يسمح للفرق من تقليل مسافة السفرية خارج الديار لمواجهة منافسيهم، ويساهم أيضا في التقليل من المصاريف المالية، لا سيما أن التنقل سيكون عبر الحافلة عوض الطائرة، التي لا يمكن استعمالها في الظروف الصحية التي تمر بها البلد. كلا البطولتين سيتبعها تنظيم دورة وطنية البلاي أوف، من أجل تحديد صاحب لقب البطولة وفرق المقدمة المؤهلة للمنافسات الدولية، إلى جانب معرفة الأندية التي تنزل إلى الرابطة الاحترافية الثانية. قالت مصادر قريبة من الفاف والرابطة الوطنية الاحترافية، أن هذا الاقتراح سيؤخذ بمحمل الجد من طرف الهيئتين الكرويتين، لأن لا الهيئة الأولى ولا الثانية تريد التمسك بالبرنامج المألوف للبطولة، ويهمها كثيرا إعادة صيغة هذه الأخيرة من خلالها تكييفها مع الوضع الصحي الحالي، وبذلك تتجنب الفاف والرابطة الذهاب إلى بطولة بيضاء، مثلما تنادي به بعض الأطراف الرياضية التي تعتقد أنه سيكون من الصعب احترام البروتوكول الصحي، بسبب خطورة فيروس كوفيد 19”.

كل الأنظار مشدودة لاجتماع المكتب الفدرالي

ليس فقط اتحاد العاصمة، من بادر إلى اقترح هذا النوع من البطولة المطبق منذ عدة مواسم، في المنافسات الوطنية لكرة السلة وكرة اليد والكرة الطائرة، بل استقبلت الفاف اقتراحات أخرى من أندية تابعة للرابطة الاحترافية الأولى، لا تختلف كثيرا عن الصيغة التي اقترحها نادي سوسطارة. إلى حد الآن، رفضت كل من الفاف والرابطة التسرع في اتخاذ قرار نهائي يخص مستقبل البطولة الاحترافية القادمة، حيث تريد كلتاهما دراسة بإمعان كبير، جل الاقتراحات التي استلمتها حتى ولو تطلب الأمر تأخير انطلاق المنافسة.

ستكون أنظار عشاق البطولة الاحترافية بدون شك، مشدودة إلى اجتماع المكتب الفدرالي الذي سينعقد يوم 19 نوفمبر الجاري، لدراسة جل الاقتراحات المقدمة من طرف الأندية الاحترافية، المسألة تبدو صعبة للغاية على الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، لأنه ولأول مرة في تاريخها، تجد نفسها في مواجهة هذه الوضعية التي خلقتها ظروف خاصة غير متوقعة، لا بد عليها من التعامل معها بكثير من الدبلوماسية من أجل ضمان السير الحسن للمنافسة.