حقق أول أمس، المنتخب الوطني الجزائري بمدينة كوريتيبا البرازيلية  إنجازا تاريخيا تمثل في تأهله لأول مرة إلى الدور الثاني من كأس العالم، بعد أن تعادل مع نظيره الروسي لحساب المباراة الثالثة من المجموعة الثامنة.

وقد شهدت تلك المباراة التي احتضنها ملعب أرينا دا بايكسادا تنافسا شديدا على أرضية الميدان، لا سيما بعد أن تمكن الفريق الروسي من فتح باب التسجيل عن طريق مهاجمه ألكسندر كوكورين، في الدقيقة السادسة من اللعب، مما دفع الفريق الجزائري إلى بذل مجهودات كبيرة بغية تعديل النتيجة، وقد كان اللعب متكافئا طيلة الشوط الأول مع إتاحة فرص التهديف لكلا الفريقين، لا سيما من الجانب الجزائري عن طريق سليماني وجابو وابراهيمي وفيغولي الذين فرضوا ضغطا متواصلا على الدفاع الروسي الذي أبعد كرات ساخنة من منطقته وبصعوبة كبيرة، ليعلن الحكم التركي عن نهاية المرحلة الأولى من اللعب بتفوق المنتخب الروسي بنتيجة 1-0.

إلا أن الشوط الثاني كان أكثر حماسا من الأول لا سيما من جانب الخضر الذين ركّزوا كثيرا على الهجوم ودفعوا في بعض المرات اللاعبين الروس إلى الرجوع كلية إلى داخل منطقتهم، وقد توالت الحملات الجزائرية تجاه مرمى الفريق الروسي، وجاء هدف تعديل النتيجة بعد عرقلة تعرض لها الجناح الأيسر جابو، في الدقيقة الـ60 على الجهة اليمنى من الدفاع الروسي، وتولى تنفيذ المخالفة ياسين ابراهيمي، حيث أوصل الكرة إلى قلب الهجوم إسلام سليماني، الذي حوّلها برأسه إلى شباك الحارس الروسي بالرغم من الحراسة الشديدة التي كانت مفروضة عليه ووصلت إلى حد عرقلته في كثير من المرات لمنعه من الاستحواذ على الكرة، على غرار ما وقع لزملائه في الهجوم الذين تحرروا بصعوبة من الحراسة الفردية التي كانت لصيقة بهم.

وبعد هدف التعادل، خرج الفريق الروسي من منطقته وهدد من جديد منطقة الخضر من خلال القيام بتوغلات خطيرة على الأجنحة تصدى لها بصعوبة زملاء الحارس رايس امبولحي، الذي لعب دورا أساسيا في صد الخطر الروسي.

وبفضل استماتة كبيرة في الدفاع وفي وسط الميدان، تمكن الفريق الجزائري من إنهاء المباراة بنتيجة التعادل التي كانت كافية له للمرور إلى الدور الثاني الذي يصله للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته في نهائيات كأس العالم، ويسجل بذلك اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ كأس العالم.