كأس العالم 2014 ، اليوم ببورتو أليغري( الساعة التاسعة ليلا ) الجزائر – ألمانيا

هل يتحقق حلم ربع النهائي؟

هل يتحقق حلم ربع النهائي؟
  • القراءات: 1757
ع. اسماعيل ع. اسماعيل
يلتقي اليوم الفريق الوطني الجزائري مع نظيره الألماني في الدور الثامن عشر من نهائيات كأس العالم التي تجري أطوارها بالبرازيل ، و يثير هذا الموعد اهتمام متتبعي هذه المنافسة العالمية ،ويشد بشكل خاص أنفاس الجزائريين الذين لم يتوقف لهفهم في رؤية فريق بلدهم يثأر من المنافس الألماني و يمر إلى الدور القادم من هذه المنافسة ، و بالرغم من التباين الحاصل في المستوى بين التشكيلتين ، إلا أن الاختصاصيين يعتقدون أن هناك عوامل كثيرة ستحدد مصير هذه المباراة ،منها بشكل خاص الاستعداد النفسي و الإرادة التي سيخوض بها اللاعبون المباراة .
ولا شك أن المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش يعي جيدا أن مباريات الدور ثمن النهائي من كأس العالم لا تتشابه مع تلك التي أجراها فريقه في الدور الأول ،وهو العامل الذي سيدفعه بدون شك إلى التفكير في إدخال تغييرات على التشكيلة الأساسية التي أقحمها ضد كوريا الجنوبية بالنظر إلى القوة الكبيرة التي يمثلها المنتخب الألماني وخبرته الطويلة في مثل هذه المواعيد، بل إن التقني البوسني يدرك أكثر من أي وقت مضى بضرورة اعتماد استراتيجية جديدة في اللعب ،سيسعى من خلالها إلى كبح جماح زملاء موللر والسماح لفريقه باللعب بدون التعرض إلى ضغط كبير ، و قد سعى حليلوزيتش منذ التأهل إلى الدور الثامن عشر إلى الحفاظ بالدرجة الأولى على حيوية لاعبيه لكون الكثير منهم تأثر من التعب بعد المجهودات الكبيرة التي بذلوها أمام كوريا الجنوبية ، حيث عمد التقني البوسني في الثلاثة أيام التي أعقبت انتهاء الدور الأول إلى تخصيص فقط حصص تدريبية للاسترجاع مع إجراء اختبارات تطبيقية في الجانب التكتيكي من شأنها أن تسمح لعناصره المحافظة على تماسكها الجماعي فوق أرضية الميدان عندما يحين مواجهة تشكيلة " المانشفت " .
لكن الجانب الذي لا زال يطرحه الجزائريون بحدة له علاقة بالخيارات التي سيقوم بها المدرب الوطني لإعداد تركيبة التشكيلة الأساسية ومختلف الخطط التكتيكية التي يفكر في تطبيقها على المستطيل الأخضر ،ولا شك أن نوعية المنافس و الأشواط التي قطعتها هذه المنافسة العالمية ، ستجبر لا محالة المدرب الوطني على القيام بالتغييرات التي ستستجيب للإستراتيجية التي يريد اعتمادها في موعد اليوم ، البعض منها ستكون واقعية و منتظرة في الخطوط الثلاثة لفريقه ، فليس من الضروري أن يلتزم بالمقولة التي تؤكد أنه لا يمكن تغيير فريق ينتصر ، و يهم كثيرا حليلوزيتش إعطاء نفس جديد للمنتخب الوطني في خطوطه الثلاثة ،بدءا بعودة "الماجيك" بوقرة المنتظر منه أن يساهم في استقرار الخط الخلفي الذي سيحتفط بالحارس رايس امبولحي و بمدافعي الأجنحة عيسى ماندي و جمال مصباح، بالإضافة إلى رفيق حليش الذي أظهر استماتة كبيرة في الدفاع جعلت البعض في البرازيل يلقبونه بـ"قلب الأسد".
كما أن قوة الألمان ستدفع لا محالة المدرب الوطني إلى إعداد وسط ميدان يمتاز بالقوة في تكسير اللعب و بعث الكرات بسرعة نحو الأمام ، لاعتقاد الجميع أن مصير مباراة اليوم سيتحدد على مستوى هذه المنطقة الحيوية التي يتعين على الجزائريين السيطرة عليها من خلال منع المنافس الألماني من تطوير استراتيجية لعبه ، والأمر يتطلب من وحيد حليلوزيتش الإبقاء على الثنائي كارل مجاني و نبيل بن طالب على دورهما السابق و وضع إلى جانبهما لاعب آخر قد يكون حسن يبدة أو سفير تايدر و ربما لحسن مهدي ، غير ان اتجاهه إلى هذا الخيار سيدفع المدرب الوطني إلى القيام بتغييرات في القاطرة الأمامية ، و تتحدث الأخبار القادمة من بورتو أليغري عن إمكانية ترك في دكة البدلاء عبد المؤمن جابو أو ياسين ابراهيمي مع استعمال واحد منهما في الشوط الثاني عندما تقتضي الضرورة، في حين تقرر ان يدخل كل من سفيان فيغولي و إسلام سليماني كأساسيين في المباراة ، لأن كليهما يوجدان في استعداد بدني كبير سمح لهما بالتألق منذ انطلاق أطوار كأس العالم .
كما ستكون أمام التقني البوسني حرية كبيرة في اختيار الخطة التكتيكية التي تليق بفريقه ، ويتوقع الاختصاصيون لجوءه إلى خطة 4-4-2 مع تحويلها إلى 4-3-3 في حالة امتلاك الكرة .
و مثلما هو معروف عنه ، سيعمل حليلوزيتش جاهدا لكي يحترم لاعبوه التعليمات التي سيمدها إياهم قبل دخولهم أرضية الميدان ، لأنه من المستحسن على المدرب الوطني الحرص كثيرا على هذا الجانب من أجل ربح المعركة التكتيكية .