البطولة التركية

هل ستكون الوجهة القادمة للاعبين الجزائريين؟

هل ستكون الوجهة القادمة للاعبين الجزائريين؟
  • القراءات: 662
ع. إسماعيل ع. إسماعيل
أصبحت البطولة التركية منذ بعض سنوات الوجهة الجديدة للاعبين المحترفين من عدة بلدان. ويرجع هذا الخيار إلى عدة أسباب، ومن أهمها أن بلد العثمانيين عرف قفزة نوعية في التطور الاقتصادي، والذي انعكس بالإيجاب على كرة القدم المحلية، التي فتحت لها السلطات العليا لتركيا المجال لتطبيق الاحتراف على نطاق واسع . وقد توصلت الأندية التركية إلى جلب ألمع نجوم العالم، الذين يريدون تحقيق سجل جديد في مشوارهم الرياضي، وانعكس ذلك بالإيجاب على كرة القدم التركية، التي أصبحت أنديتها تتأهل إلى الأدوار المتقدمة لمختلف المنافسات الأوروبية، منها، بشكل خاص، نادي غلطساراي الذي بلغ الدور النهائي من رابطة الأبطال. كما إن اختيار اللاعبين الأجانب للاحتراف في تركيا يعود لكون هذه الأخيرة تصنَّف في خانة البلدان المتطورة التي توجد فيها أنماط حياة وثقافات مختلفة، ينصهر فيها كل من يعيش على أراضيها، بل يبدو الوضع في تركيا أكثر جاذبية بالنسبة للاعبين ذوي الأصول العربية - الإسلامية، الذين يجدون ضالتهم لقربهم من الثقافة المحلية لهذا البلد، الذي تسعى سلطاته العليا للنهوض بالرياضة بصفة عامة وبكرة القدم بصفة خاصة، وربما تريد أن تتبع إسبانيا والبرتغال في المجال الكروي؛ إذ إن تطور هذه الرياضة في هذين البلدين يرجع بالدرجة الأولى، إلى توافد اللاعبين الأجانب على بطولتهما الاحترافية، فالبلد ”الأيبيري” الذي كان منذ سنوات ليست بالبعيدة يصنَّف في خانة البلدان المتأخرة في كرة القدم، سطع نجمه بسرعة على المستوى العالمي بعد أن سمح باستقدام اللاعبين الأجانب، وكانت لهذه السياسة إيجابيات كثيرة، منها أن الأندية الكروية الإسبانية بلغت درجة كبيرة من التطور، على غرار أف سي برشلونة والنادي الملكي ريال مدريد، اللذين يضمان في صفوفهما أشهر اللاعبين عالميا، مثل ليونال ميسي وألفيس ونيمار، ومن قبل ذلك لعب في صفوفهما البرازيليان رونالدو وريفالدو، والفرنسي زين الدين زيدان، والمكسيكي هيغو سانشيس، والهولنديون كرويف وكرول وبيركامب، والقائمة طويلة. وقد كان لهؤلاء اللاعبين الأجانب تأثير إيجابي مباشر على مستوى البطولة، التي أصبحت تنجب لاعبين إسبانا كبارا، استطاعوا أن يهدوا لبلدهم أول لقب لكأس العالم في دورة جنوب إفريقيا سنة 2010. وبالرجوع إلى تركيا، فإن اللاعبين الجزائريين مهتمون أيضا بممارسة هوايتهم المفضلة في البطولة الاحترافية لهذا البلد؛ لكون هذا الأخير يقدم لهم امتيازات لن يجدوها حتى في البطولات الأوروبية، وقد تكون البداية مع انطلاق الموسم القادم إذا ما نظرنا إلى التهافت الكبير لهذه الأندية على لاعبي فريقنا الوطني، على غرار ما يحدث للحارس رايس وهاب امبولحي، الذي لا يستبعد انضمامه إلى نادي غلطساري أو نادي طرابزون سبور، الذي يقود عارضته الفنية المدرب الوطني السابق وحيد حليلوزيتش. ويدرك امبولحي منذ مشاركته في نهائيات كأس العالم 2014، أن شهرته تقوّت، وفتحت له أبواب التعاقد مع ناد كبير قد يكون من البطولة التركية التي يهتم بها أيضا اللاعب الآخر في صفوف ”الخضر” عبد المؤمن جابو، الذي يكون قد اقترح عليه نادي طرابزون سبور مبلغ 7.1 مليون أورو من أجل التعاقد معه، على غرار ما قد يحصل للاعب الدولي مهدي مصطفى المصمم على مغادرة فريقه الفرنسي أجاكسيو، الذي نزل معه إلى الدرجة الثانية؛ حيث يدرك وسط ميدان ”الخضر” أن بقاءه على هذا المستوى من البطولة الفرنسية، سيضيّع له مكانه مع الفريق الوطني الجزائري، وهو ما يفسر اهتمامه باللعب في الدرجة الأولى من البطولة التركية، حيث أكدت مصادر إعلامية أن مصطفى مهدي يتواجد حاليا بتركيا، وشرع في التفاوض حول العقد الذي سيربطه مع نادي ”غزيان تيسبور”، الذي سيلتحق به وهو في أحسن مستواه بعدما برز في المونديال البرازيلي مع التشكيلة الوطنية، ولا شك أن مصطفى مهدي يريد أن يعيش مغامرة احترافية جديدة من أجل ضمان بقائه ضمن الفريق الوطني، وإسكات بعض أقلام الصحافة الجزائرية، التي ما انفكت تنتقد مردوده، وذهبت إلى حد القول إن مستواه لا يؤهله للبقاء في صفوف الفريق الوطني، لكن مصطفى مهدي رد على منتقديه من خلال تقديم مردود ممتاز في الدور الثاني من مونديال البرازيل، شأنه شأن زميله كارل مجاني، الذي وجد في شخص المدرب وحيد حليلوزيتش الطرف المناسب لضمه بدون عائق كبير إلى نادي طرابزون سبور، حيث بلغت المفاوضات بينه وبين مسيري هذا النادي مرحلة متقدمة بعد أن عرض عليه هذا الأخير قبض مليوني أورو مقابل الإمضاء لموسمين، إلا أن نادي موناكو الذي لازال كارل مجاني مرتبطا معه بسنة أخرى، طلب بدوره الرفع من هذا المبلغ المالي مقابل تسريح لاعبه. كما إن بعض الأندية التركية استغلت تواجد مولودية الجزائر واتحاد الجزائر على أراضيها، لمعاينة بعض لاعبي هذين الناديين، من بينهم فرحات وشاوشي وحشود وقراوي. ولا شك أن عروض الأندية التركية ستتهاطل أكثر في المستقبل على لاعبينا في حالة ما إذا سيتأهل فريقنا الوطني إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا القادمة، التي يحتضنها المغرب سنة 2015.