مجهودات كبيرة لدعم الممارسة الرياضية

هراوة... تقاليد عريقة في لعبة الكرة الحديدية

هراوة... تقاليد عريقة في لعبة الكرة الحديدية
  • القراءات: 1097
ع. إسماعيل ع. إسماعيل

أكثر ما يُعرف عن منطقة "هراوة" منذ سنوات طويلة من الجانب الرياضي، امتلاكها تقاليد عريقة في لعبة الكرة الحديدية، التي دأب وسطها الرياضي بمختلف أعماره، على ممارستها كهواية مفضلة على كل الرياضات الأخرى.

وظلت هذه اللعبة على مر السنين، سيدة الرياضات في هذه المنطقة الواقعة شرق العاصمة، والمحاذية لكل من عين طاية والرغاية والرويبة. غير أن جيلها الجديد من الشباب شغوف أيضا بممارسة الرياضات الأخرى، ونجده، بشكل خاص، ضمن الفرق المحلية للفنون القتالية، التي أصبحت تعتز بها بلدية هراوة الموجودة في حاجة ماسة إلى إنشاء نواد في اختصاصات أخرى. لكن العامل الذي أصبح يفتح آفاقا جديدة بالنسبة لرياضيّي هذه المنطقة، هو، بدون شك، إنجاز قاعة متعددة الرياضات، التي أصبحت وجهة الشباب الرياضيين لهراوة؛ حيث سمح هذا الصرح الرياضي الأول من نوعه بعين المكان، بتقليص معاناة الرياضيين الذين كانوا يتنقلون من قبل إلى مناطق مجاورة لممارسة هوايتهم المفضلة في مختلف الأنواع الرياضية، وهم الآن سعداء جدا بتمكينهم من ممارستها بالقرب من سكناهم.

واستغرق تشييد هذه القاعة أربع سنوات كاملة، بتكلفة مالية قدرها ستة عشر مليارا وستمائة مليون سنتيم. وكان صاحب المشروع مديرية الشباب والرياضة لولاية الجزائر، يقصده، حاليا بشكل منتظم، بعض النوادي الرياضية المحلية المختصة في الفنون القتالية، مثل الكاراتي- دو والجيدو والفوفينام فيات فوداي والكيك بوكسينغ والهاي كيدو، في انتظار التحاق نواد في اختصاصات رياضية أخرى. ويقول في هذا الشأن مدير القاعة صالح الدين مسلم، وهو مستشار في الرياضة، "لازالت منطقة هراوة تفتقر لمنشآت رياضية تستجيب لتطلعات الشباب لممارسة الرياضة، ولذلك فإن هذه القاعة أصبحت متنفسا جديدا لهذه الشريحة، التي طالما انتظرت تدشينها، وهي مفتوحة، الآن، على كل الرياضيين المؤطرين في النوادي والجمعيات الرياضية، لكنها غير مؤهلة إلى حد الآن، للمنافسة الرسمية. وربما سيكون ذلك في المستقبل القريب بعد حصولنا على الضوء الأخضر من مديرية الشباب والرياضة لولاية الجزائر، التي كانت وراء بناء هذه المنشأة الرياضية.

والقاعة تتوفر على بعض المستلزمات، التي تسمح بشغلها أثناء الممارسة الرياضة، منها دورة المياه، وجهاز سخان المياه، وغرف تبديل الملابس الخاصة باللاعبين". ويبقى الجانب الوحيد الذي يتأسف له مسيّرو القاعة، افتقار هذه الأخيرة إلى مدرجات. ويفسرون ذلك بصغر المساحة التي بُنيت عليها هذه المنشأة الرياضية، التي خصصت فيها ١٢٠ مقعد فقط، تم تثبيتها على حافة مساحة القاعة، وهو ما يعطي الانطباع بأن هذه القاعة لن تكون مخصصة للمنافسة الرسمية، في غياب مدرجات تسمح بدخول مشجعي الفرق. وأضاف محدثنا: "لسنا قلقين على افتقار القاعة المدرجات بقدر ما نحن فرحين كثيرا لتوفر منطقة هراوة على قاعة رياضية من هذا الحجم؛ لكونها تستجيب، على الأقل، لنسبة معيّنة من شبابنا المتعطشين للممارسة الرياضية".

ومن جهته، نوّه المندوب المحلي لشباب منطقة هراوة محمد بوعلام الله، بالمجهودات التي تبذلها مديرية الشباب والرياضة لولاية الجزائر؛ من أجل المساهمة في تزويد منطقة هراوة بمنشآت رياضية جديدة. وقال في هذا الشأن: "أصبحنا نجد من هذه المديرية، الاستعداد التام لمساعدتنا على توسيع نطاق الممارسة الرياضية في هراوة، وهي تُشكر على مساهمتها الفعالة في تشييد القاعة متعددة الرياضات، لا سيما في ما يتعلق بتمويل هذا المشروع الرياضي الواعد. القاعة أصبحت تشكل، اليوم، حافزا قويا لبعض الفروع الرياضية المحلية، على غرار فريق الفوفينام الذي يقوده المدرب غيلاس، والذي تمكن من احتلال المراكز الأولى في منافسات هذا الفرع الرياضي، إلى جانب نادي الكرة الحديدية، الذي يسجل بقيادة رئيسه يوسف وزاني، مشاركة إيجابية للغاية في المنافسات الولائية والرابطة الخاصة بهذه الرياضة"

متى تُستأنف أشغال المسبح البلدي؟

تساؤل يتبادر بصفة دائمة إلى أذهان كل الوسط الرياضي، بل وحتى مواطني هذه المنطقة؛ حيث يتحصر الجميع على التوقف المفاجئ لأشغال هذه المنشأة الرياضية؛ لكونها ستفتح آفاقا واعدة في مجال الممارسة الرياضية بهراوة.

هذا المشروع الذي بادرت ولاية الجزائر بإنجازه، توقف بعد سنة ونصف من انطلاق أشغاله، بعد تسجيل تحفظات في الجانب التقني، قدمها كل من الوالي المنتدب لدائرة الرويبة، ومديرية الشباب والرياضة لولاية الجزائر، إلى جانب مكتب الدراسات للمشروع.

الأطراف الثلاثة سجلت وجود أخطاء تقنية في القياس الطولي والعرضي للحوض المائي، والذي لم يستوف الشروط كمسبح شبه أولمبي، فالأشغال متوقفة منذ حوالي سنة ونصف سنة، ولم تتدخل الولاية لإتمام هذا المشروع في المواعيد المحددة له. ويقول في هذا الشأن المندوب المحلي للشباب محمد بوعلام الله: "تعطل هذا المشروع ليس في صالحنا، ونخشى أن يطول هذا الوضع الذي لم نكن نتوقعه. نتمنى أن تسارع ولاية الجزائر إلى مطالبة الشركة المعنية بإنجازه؛ برفع التحفظات التي كانت وراء توقف الأشغال". ولم يُخف محدثنا وجود حل آخر، سيمكن من الإسراع في إتمام الأشغال، قائلا في هذا الصدد إن مديرية الشباب والرياضة لولاية الجزائر، ترغب في إنهاء هذه الوضعية في أسرع وقت ممكن، كاشفا عن أن هذه الأخيرة طلبت من الولاية المنتدبة للرويبة، بصفة رسمية، التكفل بإنهاء هذا المشروع. مندوب الشباب بهراوة محمد بوعلام الله، تمنى لو يتم إسناد كل مشاريع الرياضة بهراوة لمديرية الشباب والرياضة لولاية الجزائر، موضحا أن هذه الأخيرة أثبتت في العديد من المرات جاهزيتها، وتجربتها للإسراع في إتمام المشاريع التي تشرع في تشييدها.                                                                       

حضور قويّ لمديرية الشباب والرياضة

كل الذين تحدثنا إليهم حول النشاط الرياضي نوهوا بالمجهودات التي تبذلها مديرية الشباب والرياضة لولاية الجزائر، من أجل توسيع المجال الرياضي في هذه المنطقة؛ من خلال مساهمتها المباشرة في بعث بعض المشاريع الرياضية بالأحياء المجاورة لهراوة، مثل حي عين كحلة الذي انطلقت فيه أشغال تشييد ملعب للكرة الحديدية وقاعة رياضية، إلى جانب تسجيل اقتراح بناء قاعة رياضية أصبحت بطاقتها الفنية جاهزة، وستة ملاعب جوارية.

ومن جهة أخرى، ستقوم بلدية هراوة بتهيئة الملعب المحلي؛ من خلال تغطية أرضيته بالعشب الاصطناعي، وإنجاز مدرجات جديدة ومكاتب إدارية تحت هذه الأخيرة. كما سيشهد الملعب البلدي الذي لايزال عرضة للإتلاف بسبب ضعف التكفل بتسييره، انطلاق عملية إعادة تهيئة الجدار المحيط به. وستكون هذه العملية على عاتق الولاية المنتدبة للرويبة، حسبما أكد لنا مندوب الشباب بمنطقة هراوة.