مختصون ولاعبون سابقون يتحدثون عن شبيبة القبائل:

ننقذ الفريق من السقوط أولا..

ننقذ الفريق من السقوط أولا..
  • القراءات: 920
 ط.ب/و.توفيق ط.ب/و.توفيق

 تعاني شبيبة القبائل في صمت بسبب «المرض» الذي أصابها منذ عدة جولات من البطولة الوطنية لهذا الموسم. الفريق الكبير يعاني والنادي الذي كان قاهر كل الأندية الجزائرية في الماضي، وممثل الجزائر بامتياز في إفريقيا التي فاز فيها على أعرق الأندية وتُوج ست مرات بألقاب إفريقية، والذي يملك في رصيده 20 لقبا محليا بين البطولات وكؤوس الجزائر والكأس الممتازة، «يبكي ويتألم» في غياب «العلاج» الذي أضحى غاليا كثيرا على هذا «الجريح»، الذي أعطى وأفرح وأضحك وخفف من أوجاع كثيرة، في سنوات كانت الجزائر تحتاج لمن يواسيها في همومها.

 تعاني شبيبة القبائل في صمت منذ عدة جولات من البطولة الوطنية لهذا الموسم. الفريق يتواجد اليوم في وضعية صعبة ومعقدة، وغير لائقة بمقام ناد مثله، كان جمهوره يواجه الصعاب ويتحمل الكثير في مختلف الملاعب الجزائرية، لأنه كان يرى فيه هويته ولسانه الذي يبلغ به همومه، فقد كان الفريق ملهم الشعراء والمطربين، لأنه كان رمزا لكل المنطقة، ليتسع صيته إلى كل أرجاء الجزائر، التي يتواجد أنصاره في كل بقاعها، وتعدى الحدود بعد ذلك لتصبح مثلا يقتدى به في بلدان مجاورة وأخرى إفريقية. هذا الفريق بإنجازاته الكبيرة التي حققها بفضل ما صنعه أمجاده منذ نشأته سنة 1946، حيث جعله جيل «جومبو جات» فريقا من الفرق التي يوضع لها ألف حساب، ومن الفرق المنظمة والمنضبطة كثيرا سواء في الجزائر أو في إفريقيا، يعيش اليوم وللأسف، أسوأ أيامه في غياب أبنائه الذين ابتعد الكثير منهم عنه مرغمين لا مخيّرين، إذ لم تصبح لديهم مكانة فيه، فهم ليسوا حتى أعضاء في الجمعية العامة للنادي، ولا هم ـ كما يقولون ـ يسألون أو يستشارون من قبل المسيرين، وهذا منذ سنوات خلت.

شبيبة القبائل تلامس «القاع»، فهي في المرتبة ما قبل الأخيرة من الرابطة المحترفة الأولى برصيد 18 نقطة فقط، ولم تعد تستطيع حتى الفوز داخل ديارها، وأمام أندية أقل منها مستوى، فقد تعددت الأسباب وكثرت المسببات، مما رفع من عدد المتحدثين عن وضعية النادي، إلا أن أصحاب الحلول غائبون، أو أنهم متعمدون ولا ندري ماذا ينتظرون حتى يقدموا يد المساعدة حتى لا تقع «الكارثة»، فمنهم من لا يتفق مع رئيس النادي، ومنهم من يلاحظ من بعيد، وآخرون يقولون بأن المسؤولية يتحملها الرئيس حناشي بمفرده، وإن سقط النادي فإنه سيكون هناك كلام آخر. 

المناصرون من جهتهم تائهون، فهم يبكون على حالهم وحال فريقهم المحبوب، فهم معولون على أن يلتفوا من جديد حول فريقهم، فلم تبق من الحلول الكثيرة في الوقت الحالي سوى التضامن والرؤية في جهة واحدة لتحقيق هدف واحد، وهو البقاء في الرابطة الأولى، وفي كل مرة فإن الأنصار هم أصحاب الحل، وهذه المرة هم مجندون لإنقاذ فريقهم بدون انتظار أي مسؤول أو لاعب سابق.

الأولوية الآن بالنسبة  لهذا الفريق هي ضرورة تحقيق البقاء وإنقاذ الفريق من السقوط إلى الرابطة الثانية.

 عبد الله جبار: على أعضاء الجمعية العامة للفريق أن يكونوا رجالا

«الحل في الوقت الحالي، هو ضرورة الفوز بالمباريات القادمة، كما يجب أن يكون هناك تضمان كبير بين كل الأطراف وحول الفريق لمحاولة إنقاذه من السقوط، فهذا ما يعد أولوية في الوقت الحالي، وبعد ذلك، لابد على أعضاء الجمعية العامة أن يكونوا رجالا، وإن كانت الحصيلة سلبية، عليهم رفضها ومطالبة الرئيس بالرحيل والقيام بالتغيير، على الأنصار أن يلتفوا من حول الفريق وأن يقفوا إلى جانبه، لأن اللاعبين يلعبون بالخوف، وإن تم شتمهم وتهديدهم، فإن لا شيء يتغير، لابد من إنقاذ النادي وبعد ذلك المطالبة بالحساب، على أعضاء الجمعية العامة أن يقولوا لنا إن كانوا يحبون الشبيبة، فعليهم أن يكون لديهم رد فعل لصالح النادي، وإن كانوا يحبون حناشي فهذا أمر آخر، لا أحد يبقى إلى الأبد في منصبه، على هؤلاء الأعضاء قول الحقيقة دون الخوف من أحد، ولا يمكن لأي كان تنحية الرئيس سوى الجمعية العامة، هناك من يقول بأن حناشي يتحمل المسؤولية بمفرده، وبعد سقوط الفريق ستظهر الأشياء، وهذا خطأ، أتمنى ألا تسقط الشبيبة».

لحسن نازف:  وضعية الشبيبة هذا الموسم سببها المدرب السابق كمال مواسة

أوضح لحسن نازف أن «الوضعية التي تعيشها شبيبة القبائل سببها نقص النظرة المستقبلية للمسيرين، وفقدان مخطط استراتيجي، ليبقى الفريق في المكانة التي كان عليها في الماضي وهذا الموسم، السبب الأول يرجع إلى المدرب السابق للفريق كمال مواسة، وإلى التحضيرات التي قام بها قبل بداية الموسم. وقد سبق لي أن تكلمت وقلت بأن التحضيرات التي أجريت في تلك الفترة، ستظهر عيوبها بعد 6 أشهر»، مضيفا: «لم تكن تلك التحضيرات في المستوى المطلوب، كما أن المدرب خلق أجواء غير لائقة داخل الفريق، أثرت سلبا على اللاعبين، وكانت سببا في إدخال الشك في نفوسهم. عندما نرى نوعية اللاعبين الذين يملكهم الفريق يمكن القول بأن مستواهم لا بأس به مقارنة ببقية اللاعبين الآخرين في البطولة الوطنية، إلا أن هناك سوء تناسق في النادي».

بالنسبة له يرى لحسن نازف أن «اللاعبين ليست لهم علاقة بهذه الوضعية، لأنهم لم يكونوا في لياقة جيدة نظرا لسوء التحضيرات، وعندما تكون البداية سيئة فإن العام كله يكون سيئا. وعندما جاء حيدوسي مع عجالي استمر البريكولاج». وأضاف: «في رأيي، فإن كلا من موسوني ورحموني لا يمكنه القيام بشيء كبير، الفريق سيلعب مع أندية مهددة بالسقوط وأخرى تلعب من أجل الأدوار الأولى في اللقاءات المتبقية له، لهذا فإن الأمور لن تكون سهلة. وعلى رحموني وموسوني توظيف تجربتهما التي يملكانها لصالح اللاعبين، حتى يحاولوا إنقاذ ما يمكن إنقاذه. وبالنسبة لي فالروح القتالية لا تكون على ميادين كرة القدم، بل هي في الملاكمة والجيدو والكاراتي».

 مراد عمارة: تعبنا من الكلام وعلى حناشي تحمل المسؤولية

الوضعية التي تتواجد عليها شبيبة القبائل خطيرة جدا، وعلى الرئيس أن ينهي موسمه ويتحمل المسؤولية كاملة، هذه الوضعية تستمر منذ أربع سنوات دون الوصول إلى حل، ومنذ الأربع سنوات الماضية ونحن نتكلم ونقول نفس الكلام، وبالأحرى منذ العديد من السنوات، ففي كل موسم وفي هذه المرحلة بالذات، ومن الصدفة في نفس الشهر من مارس من كل عام، نعاود نفس الكلام، إلا أنه لا شيء تغير إلى حد الآن، بل أن الفريق يعيش نفس الوضع. ماذا تريدون أن نفعل؟ الأنصار يبكون الفريق وهم يعانون في صمت، وكما ترون المعارضة غابت عن إزعاج الرئيس، وهو يعمل في راحة وتركناه منذ مدة، إلا أن الوضعية الحالية أكثر تعقيدا من الماضي، ماذا يمكن للاعبين القدامى القيام به؟ لا أدري، لو أن أبناء النادي هم الذين يسيرون الشبيبة لما وصلت إلى هذه الدرجة. حناشي همش القدامى، وفي كل مرة يقول بأنه لا يحتاج إلى اللاعبين القدامى، صراحة تعبنا وهو الوحيد الذي لم يتعب. في الميركاتو الماضي، قال بأنه يلعب الأدوار الأولى، واليوم الفريق لم ينقذ نفسه من السقوط بعد، اللاعبون الحاليون في الفريق من العيب أن يحملوا قميص شبيبة القبائل، الكل يتكلم عن الوضعية الحالية للفريق، شبيبة القبائل رمز، والكرة في مرمى اللاعبين».

نور الدين دريوش (لاعب شبيبة القبائل سابقا): اللاستقرار أثر سلبا على نتائج شبيبة القبائل

قال نور الدين دريوش، لاعب شبيبة القبائل السابق، بأن فريق بحجم الكناري لا يستحق التواجد في هذه الوضعية وأزمة النتائج التي تعصف به حاليا، مؤكدا أن عدم الاستقرار في العارضة الفنية والتشكيلة كان أهم عامل في تراجع أداء النادي في البطولة. وتحدث دريوش لـ»المساء» في اتصال هاتفي أمس قائلا: «من المؤسف أن نرى فريقا عرف بالألقاب منذ تأسيسه، يبحث عن كيفية تفادي السقوط هذا الموسم، المستوى تراجع في الشبيبة وهو ما أثر على سمعته كفريق عريق، ونحن كلاعبين سابقين جد متأثرين لما آلت إليه أمور شبيبة القبائل هذا الموسم». وعن الأسباب الكامنة وراء تدهور نتائج النادي، قال دريوش في هذا الصدد: «هناك عدة عوامل أثرت سلبا على أداء الكناري في البطولة الوطنية، من أهمها اللاستقرار سواء في العارضة الفنية أو في تشكيلة الفريق، فالإدارة قامت بالعديد من التغييرات في المدربين من جهة، إضافة إلى عملية الاستقدامات التي لم تكن مدروسة جيدا، كلها نقاط لم تساعد النادي على الدخول بقوة في المنافسة المحلية، وجعلته يتلقى هزيمة بعد أخرى ويتراجع إلى مؤخرة الترتيب».

أضاف نور الدين دريوش أن البطولة لم تنته بعد، وأمام شبيبة القبائل الجديد من المواجهات للفوز بها، من أجل تعزيز رصيدها من النقاط والابتعاد عن شبح السقوط هذا العام: «أظن أن الوقت الآن يتطلب تركيزا خاصا مع اللاعبين، فهم بحاجة لحافز نفسي حتى يتمكنوا من الخروج من دوامة النتائج السلبية، ويرفعوا التحدي من جديد، لا أظن أن عناصر الكناري لها مشكل في المستوى، لأن كل فرق البطولة الوطنية تملك مستوى متقاربا، الحل هو في إعادة الثقة للاعبين ليكونوا في الموعد في قادم اللقاءات، لأن الفريق قادر على الخروج من هذه الوضعية الصعبة، وسيعيد البسمة لأنصاره الذين دائما ما يقفون معه، وعلى الإدارة أن تلعب دورها أيضا بتبني سياسة جديدة بداية من الموسم القادم، من أجل إعادة شبيبة القبائل إلى منصة التتويج».