أكثر ما يريده الآن أنصار نصر حسين داي هو رؤية فريقهم يلتحق بسرعة بكوكبة المقدمة في الترتيب العام للرابطة الأولى؛ فلا يمكن بالنسبة لهم أن يتأخر فريقهم عن إظهار طموحه في لعب الأدوار الأولى في بطولة الموسم الجاري، حيث لايزال متمركزا في وسط الترتيب وهو على بعد ست نقاط من صاحبي المركز الأول شباب بلوزداد ووفاق سطيف، إلا أن المتمعن في مسيرة النصرية خلال الجولات الخمسة الأولى للبطولة، يستوعب بسرعة أن زملاء اللاعب قاسمي يوجدون في الطريق، إذ بعد انهزامهم الوحيد في الجولة الأولى ضد شباب قسنطينة بملعب هذا الأخير، تقاسموا نقاط مباراتهم الثانية في الداربي العاصمي أمام اتحاد الجزائر، قبل أن يفوزوا ضد شبيبة القبائل ويحققوا تعادلين ثمينين خارج الديار ضد مولودية وهران واتحاد البليدة.

ولا شك أن أحسن مباراة لهم كانت تلك التي جمعتهم بالبليدة ضد الاتحاد المحلي الذي ضيّعوا أمامه الانتصار، حيث تقدموا في النتيجة قبل أن يعدّلها المحليون في اللحظات الأخيرة من المباراة، التي قال عنها مدرب النصرية: «لقد لعبنا أحسن مباراة منذ انطلاق البطولة. مؤكد أن الفوز انفلت منا بأعجوبة؛ لأننا كنا أحسن من منافسنا في أغلب فترات اللعب؛ فليس من السهولة بمكان فرض التعادل على منافس كان في صدد البحث  عن أول انتصار له لإبعاد الضغط الذي يعاني منه. نحن في الطريق السليم بالرغم من أن الحظ لم يسعفنا كثيرا في بداية البطولة؛ كوننا لعبنا ثلاث مرات خارج الديار وكانت مبارياتنا كلها ضد فرق يصعب هزمها أو حتى التعادل معها. بعد لقاء البليدة شعرت بأن فريقي يوجد في تطور مستمر، وربما سنكون في أحسن حال في الجولات القليلة القادمة»، إلا أن نغيز يعترف بأن فريقه ليس مكتملا، وهو في حاجة إلى تحسين مردوده في كثير من الجوانب، على غرار خط الدفاه الذي يُعتبر في نظر المحللين أضعف حلقة في الفريق؛ بدليل أنه تلقّى سبعة أهداف كاملة، وكانت عناصره عرضة لانتقادات شديدة من الأنصار، لا سيما حارس المرمى بوصوف، الذي أُعيب عليه خرجاته غير الموفقة، إذ كثيرا ما سجل هفوات كتلك التي أتت بهدف التعادل لاتحاد الجزائر في الجولة الثانية من البطولة. المدرب نبيل نغيز استغل فترة توقف البطولة في هذه الأيام للرفع من درجة تدريبات اللاعبين؛ من خلال إخضاعهم لتمارين بدنية وتكتيكية كبيرة بغية الرفع من درجة استعدادهم، إلا أن ما أعيب على المدرب نبيل نغيظ عدم إشراك عدد كبير من فريق الأكابر في المباراة الودية ضد شبيبة القبائل التي انهزمت فيها بنتيجة هدف مقابل صفر.

بعض أنصار النصرية قالوا إن نغيز رفض إدراج الأساسيين في تلك المباراة؛ خوفا من تعرضهم للإصابات، في حين قال البعض الآخر إن نغيز أقحم البدلاء وبعض العناصر من فريق الآمال من أجل التأكد من إمكانياتهم البدنية والفنية؛ بغية استعمالهم في مباريات البطولة، لأن ما يهم الطاقم الفني للنصرية هو الحصول على البدائل ضمن الفريق لا سيما أنها لازالت سوى في بدايتها، وقد يتعرض الفريق لعدة صعوبات؛ منها الإصابات والعقوبات.

الأمر الإيجابي الآخر الذي وقف عليه أنصار فريق النصرية هو توصل المدرب نبيل نغيز إلى فرض الانضباط بين لاعبيه، بدليل أنه قضى على بعض العادات التي كانت موجودة لدى عناصر الفريق، مثل الغيابات غير المبررة عن التدريبات والصراعات الداخلية. وكان أول من شعر بهذه الإجراءات وسط الميدان شمس الدين حراق، الذي تم إبعاده عن الفريق لبعض الوقت بعدما تمادى في الغياب عن التدريبات، والمهاجمان أوحدة وقاسمي، اللذان تعرّضا لعقوبة مالية بسبب لجوئهما إلى الاشتباك في إحدى الحصص التدريبية.

ولم يكفّ المدرب نبيل نغيز عن تجديد تحذيراته نحو لاعبيه من أجل حثهم على الالتزام بالانضباط وتفادي كل ما يضر بمسيرة الفريق في البطولة. ولا شك أن المدرب نغيز لايزال يبحث عن التشكيلة المثالية التي سيسعى للاعتماد عليها في المباريات الرسمية. وسيلعب نصر حسين داي في الجولة القادمة ضد نادي بارادو حيدرة؛ إذ يستقبل هذا الأخير بملعب 20 أوت في مباراة محلية واعدة، حيث ستسعى تشكيلة المدرب نغيز لتأكيد القوة الكبيرة التي أظهرتها في الجولة الفارطة أمام اتحاد البليدة.