خسارته أمام شباب بلوزداد كشفت ضعف تعداده

نصر حسين داي في طريق البحث عن تفادي السقوط

نصر حسين داي في طريق البحث عن تفادي السقوط
  • القراءات: 526
 ع.إسماعيل ع.إسماعيل

فعلا، نصر حسين لا يملك فريقا، ولا نبالغ عندما نقول إنه الأضعف في منافسة الرابطة الاحترافية الأولى؛ فالذين شاهدوا لقاءه أمام شباب بلوزداد أول أمس لحساب الجولة الثامنة، أدركوا بصفة قطعية، أن المردود الذي قدمه في تلك المواجهة المحلية التي خسرها بهدف مقابل صفر، يعكس الوضعية الصعبة التي يحتلها في البطولة، حيث يتواجد بمفرده في ذيل الترتيب العام. وضيّع إلى حد الآن، نسبة كبيرة من رهان المحافظة على مكانته في هذه الرابطة الاحترافية بسبب الإخفاقات الكثيرة التي سجلها خلال مرحلة الذهاب من المنافسة، فضلا عن أنه لم يستفق عند انطلاق مرحلة العودة.

أغلب لاعبي الفريق يعانون من ضعف كبير في الجانبين الفني والبدني إلا بعض الاستثناءات القليلة، وهو ما يفسر امتلاك فريقهم قاعدة ضعيفة في اللعب، خالية من أي تركيز في بناء الهجومات أو في كيفية الدفاع عن منطقته، فزملاء بوتمان وجدوا فعلا صعوبات جمة في محاولاتهم لتطبيق خطة تكتيكية محكمة، وفشلوا في هذا الجانب لغياب التمركز الجيد والسرعة والذكاء؛ لملء المساحات، وإغلاق المنافذ التي كان يمر منها البلوزداديون من أجل الوصول إلى منطقة الخطر لمنافسهم. كما لم يقم نصر حسين داي بأي هجوم خطير طيلة الشوط الأول، واكتفى في معظم أوقات تلك المرحلة، بالدفاع عن منطقته، فكان بوسع شباب بلوزداد فتح باب التسجيل مبكرا لولا التسرع المفرط للاعبيه عند امتلاكهم الكرة داخل منطقة الخطر.

لقد تبين الآن أن مستوى فريق النصرية لم يشهد تطورا إيجابيا بعد ثلاث جولات من انطلاق مرحلة العودة، وهذا ما يقلق كثيرا مدربه عز الدين آيت جودي، الذي كان صرح بعد أيام قليلة من اعتلائه العارضة الفنية، بتسلّمه فريقا ضعيفا، لكن بدون أن يشير إلى قرار إدارة النادي الذي سمح بتسريح أحسن عناصر الفريق خلال مرحلة الميركاتو، منهم سيدهم الذي اختار البطولة التونسية، وخاسف الذي فضّل اللعب في البطولة الفرنسية.

العناصر الستة التي تم تسريحها كانت تُعد من بين أحسن اللاعبين في الفريق. واعتبر المناصرون ما قام به المسيرون في هذا الشأن، بمثابة خطأ كبير. بل اعتبر البعض أن هذا القرار كان مقصودا من أطراف داخل النادي من أجل إضعاف الفريق. وكان لهذا القرار تبعات في مجال تسيير الفريق، حيث اضطر رئيس النادي الهاوي مراد لحلو تحت ضغط الأنصار، لتقديم استقالته. ورجعت أمور تسيير النادي إلى الرئيس الحالي محفوظ ولد زميرلي، الذي استنجد بشعبان مرزقان الذي يحتل الآن منصب المناجير العام للفريق، إلى جانب استقدام عز الدين آيت جودي الذي خلف في العارضة الفنية المدرب لخضر عجالي. وكان عجالي ندد بقرار تسريح اللاعبين في الميركاتو بعد رفض إدارة النادي استقدام عناصر جديدة لاستخلافهم. ويمثل ذلك الوضع الانعكاسات التي يعيشها حاليا نصر حسين داي، الذي تخشى أوساطه الرياضية على مستقبله في الرابطة الاحترافية الأولى. ويبدو أن الأمل في قدرته على تفادي السقوط مرتبط بضرورة تحقيق الانتصار في كل المباريات التي سيلعبها في العاصمة، وكم هي صعبة! لكونه يواجه فيها تشكيلات تلعب من أجل اللقب، أو التمركز في كوكبة المقدمة على غرار مولودية واتحاد الجزائر واتحاد بلعباس وأهلي برج بوعريريج الذي يصارع من أجل تفادي السقوط. ولا شك في أن أصعب مباراة تنتظر نصر حسين داي هي تلك التي تجمعه في سطيف، بالوفاق المحلي، الذي عاد بقوة في البطولة، ومرشح للعب على اللقب. كل هذه المعطيات تجعل فريق النصرية غير متأكد من الخروج بسهولة من منطقة الخطر، اللهم إلا إذا توصل إلى جمع ما لا يقل عن اثنين وعشرين نقطة، تُعد كفيلة له بتحقيق النجاة من السقوط إلى الرابطة الاحترافية الثانية، لكن في نصر حسين داي وفي كل معاقل النادي بدأ الجميع يتحسرون على الأخطاء التي ارتكبها المسيرون قبل وبعد انطلاق البطولة، وكم هي كثيرة بسبب تعنت البعض منهم في التمسك بمواقفهم على حساب مستقبل الفريق، والبعض الآخر في عدم تحمل عبء المسؤوليات التي كانت على عاتقهم!