رئيس اتحادية الكرة الطائرة:
نتائج المنتخب الوطني في المونديال "منطقية"

- 262

اعتبر رئيس الاتحادية الجزائرية للكرة الطائرة، محند تامادرتازة، أن حصيلة مشاركة السداسي الجزائري في مونديال الفلبين "منطقية"، نتيجة عدم استكمال البرنامج الإعدادي، الذي اقتصر على ست مباريات من أصل 15، مبرزا في الوقت نفسه، أن "الخضر" افتقروا إلى ذهنية الفوز والتنافسية، رغم نجاحهم في إثبات وجودهم في مواجهة بطل العالم الإيطالي.
أكد المسؤول الأول عن الكرة الطائرة، في منتدى "الفجر" الرياضي، الذي نظم أمس الأحد، أهمية هذه المشاركة العالمية، مشيرًا إلى أنها تمثل خطوة نوعية، نحو تعزيز مكانة كرة الطائرة الجزائرية على الساحة الدولية، مضيفا "واجهنا أقوى المنافسين، بمن فيهم إيطاليا، التي تحمل لقب البطل العالمي، وهذا يعكس مستوى التحدي الذي كان ينتظرنا، لم نكن نتوقع نتائج أفضل، خاصة أننا وقعنا في مجموعة الموت، حيث كانت المنافسة شرسة منذ الدقيقة الأولى، بالتالي ستبقى هذه التجربة درسًا قيما للأجيال القادمة".
في سياق يتعلق بالأداء الفني، لم يتردد الرئيس في الاعتراف ببعض النقائص، مشيرا إلى أن "اللاعبين لم يقدموا أفضل ما لديهم، ولم تكن التحضيرات مثالية كما كان مخططا لها"، كما تحدث تامادرتازة، بالتفصيل عن التحضيرات للبطولة العالمية، مؤكدا أن الاتحادية وضعت خططا تشمل ثلاثة تربصات دولية، و15 مباراة ودية، لتعزيز اللياقة والانسجام الجماعي، ومع ذلك، أفصح عن أن هذه الخطط اصطدمت بظروف قاهرة، حيث لم يتم لعب سوى 6 لقاءات ودية فقط، وفي هذا الشأن، قال المسؤول "ألغينا تربص تونس وليتوانيا للأسف، بعد انسحاب منتخب ليتوانيا من المواجهة المقررة معنا"، مؤكدا أن هذه العقبات أثرت سلبا على جاهزية الفريق.
وفي إشارة إلى الجانب البشري، أثار المتحدث قضية المدرب الوطني عبد الكريم برناوي، الذي كان من أبرز أعضاء الطاقم الفني "كان من أهل المنتخب إلى بطولة العالم، ومن المفترض أن يرافق السداسي الجزائري إلى المونديال، غادر دون أن يعلمنا أو يشرح الأسباب، وفي الآخر، علمنا أنه أمضى عقدا بالخارج، حاولت الاتصال به دون جدوى، وهو كفاءة لا نقاش فيها"، معبرا في الوقت نفسه، عن أمله في عودة مثل هذه الكفاءات لخدمة المنتخب الوطني في المستقبل.
في سياق متصل، أعلن المسؤول، عن تغييرات جذرية في الطاقم الفني، مشيرا إلى استبعاد الثلاثي البارز السعد، سوالم، وقربوعة من المنتخب قبل انطلاق المونديال، وعلق قائلا "المدربون الوطنيون سيقدمون حصيلتهم، وستكون هناك تغييرات كثيرة لضمان تجديد الدماء وتحسين الأداء"، مؤكدا أن هذه الإجراءات تأتي في إطار سعي الاتحادية لتحقيق التميز، التركيز على التكوين والكفاءات الوطنية، كما أبرز محند تامادرتازة في حديثه، أولويات الاتحادية في مجال التطوير، مشددا على أهمية تكوين الحكام والمدربين كركيزة أساسية لنهوض الرياضة، وتابع قائلا "نظمنا عدة تربصات تكوينية، وضمان تكوين أكبر عدد ممكن من الكفاءات، هذه الجهود ستتواصل لتشمل المزيد من البرامج الدولية".
في خطوة تُظهر التوجه نحو الرياضات الناشئة، أعرب ضيف المنتدى، عن الاهتمام الكبير بالكرة الطائرة الشاطئية، التي اكتسبت متابعة عالمية متزايدة، مؤكدا أن "هذا الاختصاص أصبح له متابعة أكبر عالميا، وقمنا بتعزيز البرامج المخصصة له لاستغلال الفرص الدولية"، وأشار إلى أن هذا التوجه سيفتح آفاقا جديدة للشباب الجزائري.
عودة إلى النظام الكلاسيكي وتحسين البنية التحتية
انتقل رئيس اتحادية الكرة الطائرة، إلى مناقشة الشؤون الداخلية، حيث أعلن عن إصلاحات هيكلية في البطولة الوطنية، موضحا في هذا الشأن "قمنا بإلغاء نظام ‘البلاي أوف’ و’البلاي داون’، دورتا اللقب والبقاء"، باعتبار أن هذا النظام لا يخدم كرة الطائرة الجزائرية"، وأضاف أن الاتحادية ستعود إلى النظام الكلاسيكي لضمان عدالة أكبر وتطوير مستوى اللعب، مطالبا الأندية بتنظيم المباريات الهامة والمتلفزة في قاعات ولائية مؤهلة، محذرا من أن "وضعية أغلب القاعات صعبة ولا يمكن الاستمرار بهذا الشكل"، هذا الطلب يأتي في سياق سعي الاتحادية لتحسين البنية التحتية، التي تعتبر عقبة رئيسية أمام تطور الرياضة.
وفي خطوة تنظيمية مهمة، أعلن تامادرتازة عن إنشاء لجنة خاصة تتكفل بتسيير البطولة الوطنية للقسم الأول للسيدات والرجال، مشيرا إلى أن "هذه اللجنة ستكون بديلا للرابطة الوطنية، التي لم نتمكن من إنشائها لأسباب قانونية، وستضمن تركيزا أفضل للاتحادية على المنتخبات الوطنية"، مشددا على أن هذا الإجراء سيسمح بتوزيع الجهود بشكل أكثر كفاءة، وأتم ضيف منتدى "الفجر" حديثه بالقول، إن المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، مبرزا في الوقت نفسه "لا يهمني الحصول على أصوات أعضاء الجمعية العامة، بقدر ما يهمني مصلحة الاختصاص وتطويره، الاتحادية ستستمر في جهودها لجعل كرة الطائرة الجزائرية منافسا عالميا حقيقيا، مع الدعوة إلى دعم أكبر من الجهات الحكومية والرعاة.