نصر حسين داي

مشاكل العارضة الفنية تقضي على أحلام النادي

مشاكل العارضة الفنية تقضي على أحلام النادي
نصر حسين داي
  • القراءات: 379
❊ ع.اسماعيل ❊ ع.اسماعيل

إقالة إيغيل من العارضة الفنية لنصر حسين داي كانت منتظرة منذ إقصاء الفريق في دورة المجموعات الخاصة بكأس الكاف، حيث ضغط الأنصار بقوة على إدارة النادي من أجل إحداث تغيير في الطاقم الفني، غير أن هذه الأخيرة رأت في هذا الموقف مزايدة كبيرة على النادي، ومن الصعب تقبلها لأن الفريق أنجز مسيرة إيجابية في المنافسة الإفريقية، وأن خروجه منها لا يمكن اعتباره كارثة.

اضطر رئيس النادي محفوظ ولد زميرلي إلى التحدث مع الأنصار، وأكد لهم أنه يتعين قبل كل شيء تثمين مشاركة الفريق في كأس الكاف، واعتبارها إيجابية للغاية، بذلك هدأ الأنصار الأكثر المتشددين الراغبين في رؤية مزيان إيغيل يغادر العارضة الفنية.

لكن أخلط الأمور لدى إدارة النادي والأنصار؛ الإقصاء المفاجئ للنصرية في كأس الجمهورية ضد شباب بلوزداد، الذي خرج منتصرا بنتيجة (3 ـ 1)، في المواجهة الثانية التي جمعت الفريقين لحساب الدور ربع النهائي من هذه المنافسة الشعبية، حيث كان الإقصاء بالنسبة لمشجعي نصر حسين داي بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، وتركتهم ينفجرون في وجه المدرب إيغيل مزيان، محملين إياه أسباب هذا الإقصاء المر الذي حصل ضد منافس عادة ما ينهزم أمام فريق حسين داي، الذي ظل لعدة سنوات بمثابة الشبح الأسود للبلوزداديين.

بالنسبة للأنصار، ارتكب إيغيل عدة أخطاء كانت السبب الرئيسي في تلك الهزيمة الثقيلة التي تلقاها زملاء الحارس مرباح قايا، تأتي في مقدمتها الكيفية التي اختار بها المدرب التشكيلة الأساسية، حيث رفض إقحام اللاعبان قاسمي وحراق في بداية المباراة، والمعروف عنهما أنهما عنصران أساسيان لا يمكن الاستغناء عن خدماتهما، لاسيما في مثل هذه المواجهة الحاسمة ضد شباب بلوزداد.

إيغيل تفادى المغامرة بقلب الهجوم أحمد قاسمي، بعد أن شكك في جاهزيته من الجانب البدني، علما أن قائد النصرية أجرى عملية جراحية منذ شهر، لكنه عاد إلى التدريبات خلال الأسبوع الفارط، وكان يأمل في أن يختاره المدرب إيغيل للمشاركة في مباراة الكأس، لكن هذا الأخير أقعده في كرسي الاحتياط ولم يستنجد به سوى في ربع الساعة الأخير من المباراة، بينما وسط الميدان حراق شمس الدين كان تحت طائلة العقوبة لأسباب انضباطية، وكان بوسع إيغيل التغاضي عن هذا الجانب، وإقحام اللاعب في المباراة، لكنه لم يفعل ذلك، فضلا عن أن تشكيلة نصر حسين داي كانت في تلك المواجهة منقوصة من خدمات اللاعبين الأساسيين شويتر، يعيش وتوقاي وقايا.

بالنسبة للأنصار، قدم فريقهم أمام شباب بلوزداد أضعف مباراة في الموسم الجاري، لأن النصرية لم تظهر أية إرادة للتأهل إلى الدور نصف النهائي من كأس الجمهورية، حتى أنه خُيل للجميع أن اللاعبين كانوا خارج المباراة.

لا شك أن هذا الإقصاء من كأس الجمهورية سيكشف عن الكثير من الأمور التي ساهمت في تراجع مستوى الفريق، الذي فقد من الحيوية الكبيرة التي كانت تميز مبارياته منذ انطلاق الموسم الجاري، سواء تحت قيادة بلال دزيري أو محمد لاسيت، الأول كان له الفضل في منح الثقة للعناصر الشابة التي كانت تنتظر بفارغ الصبر، اللعب في التشكيلة الأساسية من أجل تفجير طاقاتها، على غرار المدافع الرئيس شويتر والحارس مرباح قاية. لقد توصل بلال دزيري إلى خلق ثقة كبيرة بينه وبين عناصر الفريق، وكانت المشاكل التي تحدث من حين إلى آخر داخل الفريق يتم حلها بسرعة، والآن أصبح الأنصار يعتقدون أن إدارة النادي أخطأت لما قامت بإقالة دزيري بعد وقوع سوء تفاهم بينها وبين هذا الأخير، في حين استطاع المدرب المساعد محمد لاسيت أن يحافظ على قوة الفريق، بعدما سلك نفس السياسة التي كان يطبقها المدرب دزيري تجاه اللاعبين.

يبدو ـ حسب الأنصار ـ أن مجيء المدرب مزيان إيغيل كان بمثابة خطأ كبير ارتكبته إدارة النادي، التي أصبح المشجعون يحملونها جزءا من المسؤولية فيما حصل للفريق منذ استنجادها بالمدرب إيغيل.

بخروجه من منافسة كأس الجمهورية، يكون نصر حسين داي قد خرج فارغ اليدين في هذا الموسم، رغم أنه يتعين التنويه بالمسيرة الإيجابية التي أنجزها في كأس الكاف، حيث يعتقد الملاحظون أن تشكيلة النصرية كانت بمثابة مفاجأة دورة هذا الموسم، وكان بوسعها الوصول إلى الدور النهائي لولا المشاكل التي حدثت بسبب التغييرات الحاصلة في العارضة الفنية.