لم تفلت ألقاب البطولة الوطنية للمصارعة المشتركة للأصناف الدنيا، في اختصاصاتها الثلاثة (الإغريقية ـ الرومانية والحرة والنسوية)، من قبضة الرابطات المعروفة بتقاليدها في اللعبة عبر الوطن، طيلة سنوات، ومنها من هي أقطاب تطوير، كعنابة وبرج بوعريريج ووهران والجزائر العاصمة وبجاية والبويرة، وأخرى تحوي أندية، رسخت لدى ممارسيها ومحبيها ثقافة رياضة المصارعة المشتركة، رغم نقص الإمكانيات، وضعف اليد ماليا، فأصبح سيل الممارسة والتكوين مستمرين لديها، ودون انقطاع، فكانت ثماره طيبة ومفرحة.

ففي اختصاص المصارعة الإغريقية ـ الرومانية، التي جرت فعاليتها في اليوم الأول، وشارك فيها أكثر من 151 مصارع، مثلوا 09 رابطات، بالإضافة إلى عناصر الفريق الوطني، عادت أغلب التتويجات فيها لرابطات عنابة والجزائر العاصمة وبرج بوعريريج، بعد منافسة شديدة، وندية كبيرة، بعثت ارتياحا كبيرا لدى مدرب المنتخب الوطني لهذا الاختصاص، دراوش زهير، الذي قيم المنافسة، فقال: "أستحسن كثيرا المستوى الفني لبطولة هذا العام، والذي أفرز لنا مواهب شابة واعدة، يسمح لنا بتشكيل فريق وطني قوي، تحسبا للبطولة العربية المقررة بالجزائر، في الفترة من 02 إلى 05 جويلية القادم، وما شجعنا نحن المدربين، وهؤلاء المصارعين الشباب؛ الاستراتيجية الجديدة التي تبنتها اتحادية اللعبة، والتي ارتقت بهم وفق أهداف محددة لمواعيد دولية مضبوطة، أهمها أولمبياد الشباب لسنة 2026، وقبلها بطولة العالم لفئة أقل من 15 سنة"، وتابع: "الجزائر ولادة للمواهب الشابة والأبطال، فقط المحك والقياس هو العمل الجاد والمستمر، خاصة أن فئة أقل 15 سنة، استفادت من بطولة عالم خاصة بها، بداية من العام القادم، لذلك علينا الاستثمار قدر الإمكان في شبابنا، لتطوير قدراتهم وإبرازها دوليا".

لدى اختصاص المصارعة الحرة، والذي جذب إليه 189 مصارع مثلوا 13 رابطة، مالت كفة التتويجات فيه لرابطات الجزائر العاصمة ووهران وعنابة، بفضل أنديتها النجيبة، وهو ما حمل المدرب الوطني لهذا الاختصاص، بوكحيل سليم، على القول بأن المستوى الفني كان حسنا، والندية كانت كبيرة، شدت إليهما الحضور بقاعة قصر الرياضات "حمو بوتليليس" في وهران من جمهور وتقنيين، وأضاف بوكحيل: "كان المستوى الفني للبطولة الوطنية ككل حسنا، بما في ذلك منازلات اختصاص المصارعة الحرة، لكن ذلك لا يمنع من التشديد على مواصلة العمل بالأندية، لأنه الأساس، فنحن نملك خزانا جيدا من المواهب الشابة، لا تنتظر إلا الأخذ بيدها، وسلك طريق النجاح بها".

ما قيل عن الاختصاصيين السابقين، ينسحب على اختصاص المصارعة النسائية، من رضا عن مستوى المنازلات الخاصة بها، واستحسان استمرار العمل التكويني لدى بعض الرابطات، كبجاية ووهران والبويرة، وهو ما أكد عليه المدرب الوطني لهذه الفئة، العربي عويسي: "سررت كثيرا لمستوى منافسة المصارعة النسائية، لأن أغلب المشاركات هم من خزان الفريق الوطني، وخرجتهن كانت إيجابية، ومكنتنا من تشكيل أوصال المنتخب الوطني، المقبل على التعامل مع استحقاقات هامة في المستقبل القريب، وأحيي كثيرا العمل المنجز على مستوى أندية رابطات بجاية وبرج بوعريريج ووهران، وبدرجة أقل، الطارف والبويرة، فما شاهدته يثلج الصدر، ويشجع كثيرا المصارعات والمدربين معا".

للعلم، فإن منافسات المصارعات المشتركة لن تبرح وهران إلا لفترة قليلة، ذلك أن الباهية ستستضيف فعاليات البطولة الوطنية للمصارعة الشاطئية للأكابر (ذكورا وإناثا)، نهاية الأسبوع المقبل، وستنظم هذه المرة على مستوى الثيران بوهران، وليس على شاطئ الأندلسيات.