بين شعبان مرزقان وعز الدين أيت جودي، يوجد تفاهم متفق عليه مبدئيا، يفرض عليهما تقاسم النجاح سويا في إنقاذ فريق نصر حسين داي، أو تحمل المسؤولية في حالة الفشل في مهمتهما. فكلاهما جاء في ظرف صعب جدا تمر به النصرية، سواء فيما يتعلق بموقع الفريق في ترتيب البطولة، أو بالصعوبات المالية الكبيرة التي تواجه النادي. لكن يبدو أن كلاهما أراد رفع التحدي طوعا.

مرزقان بصفته ابن نصر حسين داي، استجاب لنداء القلب، بينما يريد المدرب أيت جودي تسجيل انطلاقة جديدة في مهنته على مستوى الرابطة الاحترافية الأولى، بعد مرور فاشل في أمل عين مليلة، الذي استقال من عارضته الفنية بعد جولات قصيرة من مرحلة الذهاب. يبدو أن إدارة نصر حسين داي وجدت نفسها مضطرة للانسجام مع خطة العمل، التي سطرها شعبان مرزقان وعز الدين أيت جودي.

كانت أنظار مشجعي حسين داي متجهة هذه الأيام، نحو الشلف، التي احتضنت التربص الذي خاضه فريقهم تحت قيادة المدرب أيت جودي، الذي يبدو أنه مرتاح كثيرا للظروف التي جرى فيها هذا التربص الذي شكل بالنسبة إليه، فرصة للوقوف على إمكانيات لاعبيه، بعدما عمد إلى إشراك جميع عناصر التعداد في ثلاث مباريات ودية ضد نادي الكرايمية، شباب الفيرمة وشبيبة الساورة.

أيت جودي اكتشف لأول مرة لاعبيه الجدد، وأعجب بالمهارات الفنية للكثير منهم، ورغبتهم في فرض أنفسهم ضمن التشكيلة الأساسية، على غرار الثلاثي الجديد في التعداد، سيدهم إيلاس، مولاي عزيز ومعاد القريتلي، إلى جانب القدامى في الفريق، مثل المدافع بلعيد الذي استغل غياب المدافع الرئيسي توقاي للتأكيد على أنه أهل للعب في وسط الدفاع، وكان خلال تربص الشلف محل اهتمام الطاقم الفني الذي أعجب كثيرا بمهاراته الدفاعية، بل أن بلعيد ضمن من الآن مكانه في التشكيلة الأساسية، حسب الذين تابعوا أطوار هذا التربص.

كما ارتاح الطاقم الفني للمردود الذي قدمه العائدان من الإصابة العيد وعجي وصابري بومعيزة، بينما لا زال أيت جودي يأمل في استرجاع دادي الحسين مواكي، الذي غاب عن تربص الشلف بسبب تنقله إلى تركيا، في محاولة منه للحصول على عقد مع أحد أندية البطولة التركية، وقالت أخبار بشأن هذا اللاعب، إنه لم يفلح في محاولته، وعودته إلى نصر حسين داي ستكون في الساعات القليلة القادمة.

كما ارتاح مدرب النصرية لعودة وسط الميدان الهجومي يايا، بعد اتفاقه مع إدارة النادي لاستلام مستحقاته المالية المتخلفة، وقد شارك المخضرم يايا في المباراة الودية التي انتصر فيها فريق حسين داي على فريق الوفاق الرياضي للفيرما، بنتيجة أربعة أهداف مقابل صفر، عمد فيها المدرب إلى إشراك أكبر عدد من لاعبيه .”بصفتي مدربا جديدا في نصر حسين داي، كان لا بد علي إشراك الفريق في مباريات ودية، بغية أخذ نظرة دقيقة عن إمكانيات اللاعبين. إنني مرتاح جدا في هذا الجانب، لأن التشكيلة الأساسية التي أبحث عنها بدأت تتضح في مخيلتي،  وهذا هو أهم شيء بالنسبة لي، لاسيما أن مجموع اللاعبين الذين خاضوا تربص الشلف سجلوا تقدما ملحوظا في الاستعداد البدني، وأتوقع أن يكون أحسن من ذلك قبل استئناف البطولة في 5 فيفري القادم، حيث ستكون مباراتنا الأولى ضد شبيبة القبائل”، قال أيت جودي الذي لم يخف من جهة أخرى، رغبته في إنقاص عدد اللاعبين المتواجدين في تعداد فريق الأكابر، من خلال زحزحة البعض منهم إلى فريق الآمال.

من المنتظر أن يعود فريق نصر حسين داي اليوم، إلى العاصمة، بعد إجرائه في الشلف آخر مباراة ودية له ضد شبيبة الساورة.