بعد تصريحاته النارية لطريقة تسيير مولودية وهران
محياوي ”ينزعج” ولم يتجرأ على الاستفسار من كازوني

- 706

تجنب الطيب محياوي رئيس مولودية وهران، أول أمس، لدى اجتماعه بمدربه الجديد برنارد كازوني، الخوض في التصريحات النارية الأخيرة لكازوني تجاه إدارته، في أول ندوة صحفية ينشطها بعد أسبوعين من حلوله بمدينة وهران، وإشرافه على فريقه الجديد الذي وصفه بـ”لاشيء”، و”الفريق الكبير بالاسم فقط، لافتقاده أبسط وسائل العمل البيداغوجية، والتنظيم المعتاد، والمعروف لدى الأندية خاصة من الجانب الإداري”.
لم ”يتجرأ” محياوي، طلب استفسارات من كازوني عن تصريحاته القوية والانتقادات اللاذعة والمباشرة، التي ”عرى” بها عورات تسيير إدارته، وكامل المسيرين الذين يشتغلون معه هذا الموسم، لشؤون المولودية الوهرانية، واكتفى سابقا بإبداء انزعاجه عند سماع تلك التصريحات النارية للتقني الفرنسي، وطمأنته لاحقا لدى اجتماعه به، بخصوص مستحقاته التي كان مفترضا أن يتلقى جزءا منها، قبل مباشرة عمله في الفريق، حسب اتفاق مسبق بينهما.
سواء طلب رئيس ”الحمراوة” أم لم يطلب ما شاء من استفسارات، وحاول القفز على الواقع المرير لفريقه، فإن الجميع، سواء كانوا من أنصار المولودية الوهرانية، أو محبي الكرة الجزائرية، يعرفون جيدا ما يدور بدواخل أنديتها الناشطة في مختلف الأقسام من تسيير عشوائي، وتداخل في الصلاحيات، وجهل بالقوانين، والدوس عليها، وغياب الرؤية المستقبلية، وغيرها من السيئات التي أعادت الكرة الجزائرية إلى الوراء بعقود وليس سنوات.
لذلك، لم يجد المدرب كازوني من حرج، وهو الذي يخوض تجربته التدريبية الثالثة له في الجزائر (درب مولودية الجزائر مرتين) في القول ”إننا نتدرب في مولودية وهران في وضع ماض بـ40 سنة”، وهذا وصف مؤلم، لكنه حقيقي ومعروف وماثل في النادي الحمراوي منذ عقود، وحتى قبل مجيئ كازوني إلى الجزائر أصلا، وينسحب ”الوصف” على أندية جزائرية كثيرة، لكن لا أحد تجرأ على قول الحقائق كاملة مباشرة وفي الوجه، ومن كان يفعل ذلك يتهم بـ”التخلاط” والسعي إلى تحقيق مصالح ضيقة، وغالبا ما كان يعاقب مفجرو هذه الحقائق -وهم قلائل للأسف-، ويحالون على البطالة، وقلة أيضا منهم من آلمتهم وضعية الجلد المنفوخ في البلاد، ولم يقدروا على التأقلم مع تلك الوضعية المفروضة قصرا في الأندية، من قبل أشخاص لا علاقة لهم بالكرة والتسيير وما شابه ذلك، وانتحلوا صفة مسيرين دون وجه حق، أو رفضوا الدوس على مبادئهم، وقرروا الانسحاب من عالم الكرة في الجزائر نهائيا، تاركين الساحة لمن هب ودب، وبقوا بعيدا في الخلف يتفرجون مدهوشين من أمراض الكرة التي لحقت الأندية الجزائرية، من غياب للأخلاق، وانتفاء الطموح الرياضي الخالص خدمة للصالح الرياضي العام، واختلاسات بطرق شيطانية، جعلت هذه الأندية في ضائقة مالية مستمرة، ملتصقة دائما بـ”الحبل السري” للسلطات العمومية، لمدها إعانات مالية باستمرار، كي تزيح عنها شبح الزوال والاندثار.
لذلك، ما قاله المدرب كازوني، بشأن الوضعية التي وجدها في مولودية وهران، هي الحقيقة بعينها، ولم تهز بيت النادي الوهراني فقط، بل وعالم الكرة المستديرة بالجزائر، غير أن ما آلم فعلا ـ وهذا قول العديد من الأنصار والمتتبعين -هو أن يمنح أشباه المسيرين والمكلفين بشؤون الأندية في بلادنا الفرصة بتسييرهم البدائي لمدرب أجنبي، خاصة من بلد غالبا ما تشكل تصريحات المنتسبين إليه حساسية لنا، أن يعري واقع كرتنا كما هو -رغم أنها الحقيقة- دون رد من أشباه المسيرين الدخلاء، في حين ينتفضون وينفخون صدروهم، إذا تفوه بهذه الحقائق ابن البلد من مدرب أو إداري شريف ونظيف على صلة بعالم الكرة، وينعتونه بشتى الأوصاف، ويكون مصيره الطرد من منصبه، وتجميد رواتبه عمدا كوسيلة للانتقام منه.
لذلك، لم يجد رئيس مولودية وهران الطيب محياوي ما يقوله، سوى اعتبار تصريحات مدربه برنارد كازوني بـ”الاستفزازية، والتي لا تخدم مصالح الفريق في الوقت الراهن الذي يشهد أزمة سيولة مالية”، متسائلا عن ”الخلفيات” التي دفعت كازوني إلى إطلاق هذا ”القصف الثقيل”، وانتقاد النادي، في وقت كان يتوجب عليه الالتزام بواجب التحفظ، حسب محياوي.
حسب مصدر مقرب من محيط الفريق الحمراوي، فإن محياوي لام بشدة المكلف بالإعلام شراك رفيق، والمدير العام بناصر الحاج اللذين حضرا الندوة الصحفية للمدرب كازوني، واكتفى بعدها بناصر بتقديم توضيح عبر البريد الإلكتروني فقط، بشأن عدم وصول المحضر البدني آلان دوران واللاعب الإيفواري هوسو لاندري اللذين يصر عليهما كازوني إلى مدينة وهران إلى حد الآن، مؤكدا قيام إدارته بالإجراءات اللازمة، رافضا أي اتهام بالتقاعس في هذا الموضوع.