مؤكدا أنّ مانع لم يعد يشكّل خطرا على استقرار اتحاد الحراش

محمد العايب: التمويل العمومي للأندية الاحترافية لا يجب أن يكون محل استثناءات

محمد العايب: التمويل العمومي للأندية الاحترافية  لا يجب أن يكون محل استثناءات
  • القراءات: 580
 حاوره: ع. اسماعيل حاوره: ع. اسماعيل

لا يزال محمد العايب، الرئيس الحالي لاتحاد الحراش، يتمتّع بكاريزمة كبيرة لدى الأوساط الرياضية لهذا النادي، و قد ظهر ذلك بشكل واضح من خلال التأييد الذي وجده لدى الأوساط الرياضية للنّادي خلال الصّراع على الرئاسة الذي كان حاصلا بينه وبين أقدم مسيّر في الحراش وهو عبد القادر مانع.

وقد أصبح العايب اليوم يتمتّع بنفوذ كبير في النادي الحراشي أكثر من أي وقت مضى، بفضل تحدّيه لمشاكل عويصة تحيط بفريق كان سيفشل أمامها أي مسيّر في أندية الرابطة الأولى. وقد اقتربت منه "المساء" لإجراء معه هذا الحوار الذي تحدّث فيه بجرأة كبيرة عن الوضع الحالي لاتحاد الحراش وآفاق فريقه في البطولة الاحترافية. 

 هل النّادي ما يزال متابع قضائيا من طرف عبد القادر مانع الذي يدّعي أنّه لا يزال الرئيس الفعلي له، وما حقيقة السجل التجاري الذي يقول بشأنه هذا الأخير أنّ بحوزته نسخته الأصلية؟ 

 بالنسبة لي كرئيس النّادي، قضية الرئيس السابق عبد القادر مانع لم تعد موجودة، فهي الآن تعدّ من الماضي، لكن إصراركم على معرفة الحقيقة تفرض عليّ تقديم توضيحات. لقد كان مانع الرئيس الفعلي لاتحاد الحراش إلى غاية 15 ماي الفارط، ومن ذلك التاريخ فقد كل صلاحياته بعد أن قرر أغلبية أعضاء مجلس الإدارة الذي كان يرأسه سحب الثقة منه. المجلس كان متكونا من 11 عضوا، 5 منهم سحبوا ثقتهم وثلاثة آخرون قدموا استقالتهم ولم يبق في المجلس سوى ثلاثة أعضاء اختاروا مساندة مانع، لكن ذلك لم يكن كافيا لمانع لكي يبقى رئيسا لمجلس الإدارة الذي فقد فيه كل صلاحياته وأنا كنت من بين أعضائه لكن كنت دائما غائبا عن اجتماعاته. صراحة لم تكن لي أي رغبة للترشح لرئاسة النّادي لولا إلحاح بعض أعضاء المجلس، حيث ترشحت وانتخبت على إثرها لرئاسة اتحاد الحراش. لقد انتخبت رئيسا بصفة شرعية لا غبار عليها لكن مانع حاول إفشالها بكل الطرق، فابتكر كذبة مفادها أنّ عملية تحويل اللاعب السابق في اتحاد الحراش، بغداد بونجاح إلى الترجي التونسي في الموسم المنصرم يشوبها كثير من العيوب وذهب إلى حدّ القول أنني حولت لصالحي جزء من أموال هذا التحويل. يا لها من كذبة التي أسقطتها محكمة اتحاد الحراش التي أبطلت دعوى عبد القادر مانع الذي ادعى فيما بعد أنّ امتلاكه للسجل التجاري الأصلي الخاص باتحاد الحراش يمنعني من ترأس هذا الأخير، لكن أوكلنا هذه القضية إلى محام الدفاع عن النّادي وتوصل في الأخير إلى الحصول على نسخة من السجل التجاري لتسقط مزاعم مانع بصفة نهائية. فبعد أن يئس من الإطاحة بي في العدالة، انتقل إلى الصحافة لمواصلة انتقاداته الهستيرية ضدّي لكنّها لن تجديه نفعا.

 كيف وجدت النّادي عند استلامك مقاليده؟ 

 أجد نفسي اليوم أشعر كأنني غامرت لما وافقت على ترأس النادي. فقد استلمت وضعية مالية كارثية، فضلا عن أنّ الفريق كان يعاني في المباريات الأخيرة من بطولة الموسم المنصرم، حيث وقفت إلى جانب اللاعبين من أجل تفادي السقوط إلى الرابطة الثانية. اللاعبون في تلك الفترة لم يتسلموا المرتبات والعلاوات لفترة فاقت سبعة أشهر، وقتها كان النّادي يعيش تسيبا كبيرا في التسيير يتحمّله عبد القادر مانع بمفرده.

 يتردّد أنّ مانع اشترط مقابل الكف عن متابعتك قضائيا استلام خمس مائة مليون سنتيم؟...

هذا الكلام سمعته في كثير من المناسبات بالحراش، لكن شخصيا لم أعلم به بصفة رسمية. 

 والآن ما هي الحالة العامة لاتحاد الحراش؟ 

 الأمور تسير نحو الاستقرار والتهدئة، لكن لا زلنا نواجه بعض الصعوبات لدفع ديون اللاعبين الذين حملوا ألوان النّادي في الموسم المنصرم ولاعبيه الحاليين. مجمل الدّيون بلغت 34 مليون دينار. نحن مجبرون على تسوية هذه الوضعية وإلاّ سنقع تحت طائلة الإقصاء من المشاركة في البطولة. لكن أشكر اللاعبين الذين انتقلوا إلى فرق أخرى بعد أن وافقوا على استلام مستحقاتهم المالية على مراحل وبهذا الموقف المشرف أتاحوا لنا الوقت الكافي لتفادي الوقوع تحت ضغط كبير. لقد كان بوسع النّادي التقليل من حدّة الوضع المالي الذي نعيشه اليوم لو عرف الرئيس السابق عبد القادر مانع كيف ينفق المداخيل المالية المتأتية من حقوق البث التلفزيوني والتي استلمها بنسبة مائة بالمائة و أيضا مداخيل الإشهار من شركة الاتصالات الهاتفية "موبيليس" والتي بلغت 380 مليون سنتيم. كل هذه الأموال لا نعرف كيف صرفت و في أيّ مجال. 

 ما عدا مبلغ 34 مليون دينار الذي ذكرته آنفا، ما هي قيمة الدّيون العالقة على النّادي؟

 ديوننا ضخمة، لكن بصفة عامة، نحن في حاجة إلى 15 مليار سنتيم من أجل استرجاع التوازن لميزانية النّادي، حيث سترتفع مصاريفنا بسبب أجور اللاعبين وتكلفة التربصين المبرمجين في عين البنيان وعين تيموشنت، فضلا عن المصاريف الأخرى المتعلقة بتنقلات الفريق إلى خارج ميدانه خلال منافسة البطولة.

 هل لديكم حلولا في المستقبل للتخفيف من عبء مصاريف النّادي؟

سنعتمد على علاقاتنا بأوساط رجال الأعمال من أجل الحصول على عقود تمويل دائم وأتمنى أن تسير الأمور نحو الأحسن في هذا الجانب.

 لكن مثل هذه الحلول تبقى دائما ظرفية. فمتى يستفيد اتحاد الحراش من تغطية مالية من إحدى الشركات العمومية؟

 هذا الأمر لا يخص اتحاد الحراش لوحده. نحن ننتظر صدور قرار سياسي يسمح للأندية المحترفة بالاستفادة من تكفل مالي من طرف شركات أو مؤسسات عمومية، فلا يجب أن يشمل هذا الاستثناء أندية معينة.

 ما هو الهدف الذي سطرتموه للموسم القادم؟

 اتحاد الحراش تعوّد على لعب الأدوار الأولى في البطولة الاحترافية وأظنّ أنّنا نملك تشكيلة قادرة على البروز في المنافسة القادمة، لا سيّما أنّ الفريق دعّمناه بعناصر شابة تتوفر على إمكانيات فنية وبدنية هائلة ستعجب أنصارنا الأوفياء.

 لكن الأوساط الرياضية للنّادي أصبحت لا تثق في إمكانية فريقها للحصول على الألقاب وهذا الوضع يستمر منذ 1998، السنة التي نال فيها اتحاد الحراش آخر لقب في البطولة...

 يكفي فريق اتحاد الحراش أنّه يعتبر في السنوات الأخيرة من بين أحسن الأندية في الرابطة الأولى. نتائجه فاقت كل التقديرات بالنظر إلى الميزانية الضعيفة للنّادي. لقد شاركنا منذ ثلاثة مواسم في نهائي كأس الجزائر الذي خسرناه أمام شبيبة القبائل وكنا المرشحين بقوة لانتزاع هذه الكأس لكن الحظ لم يحالفنا، إلى جانب ذلك، احتلينا في الموسم ما قبل الأخير مرتبة مؤهلة للمشاركة في الرابطة الإفريقية ولم نشارك فيها لأسباب مرتبطة برزنامة البطولة وأيضا بسبب ضعف ميزانية النّادي، هذا للقول أنّ فريقنا شرّف ألوان النّادي.